د. المهيدب: جامعة زايد ستواصل الصعود في التصنيف العالمي بعد نجاحها في دخول "كيو إس"
19 Sep 2018أكد سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد أن جامعة زايد اختيرت بين عدد قليل من الجامعات للمرحلة التجريبية لنظام تصنيف مؤسسات التعليم العالي في الدولة، الذي يتم إطلاقه هذا العام كجزء من الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، مشيراً إلى أنها في عامها العشرين أصبحت ضمن أفضل خمس مؤسسات للتعليم العالي في الدولة.
وأوضح، في كلمته بالملتقى السنوي لأسرة الجامعة، الذي عقد أمس (الثلاثاء)، برعاية وحضور معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، في مركز المؤتمرات بحرم الجامعة بأبوظبي، أن الجامعة أصبحت معروفه في المجتمع بنوعية برامجها الأكاديمية وخدماتها الطلابية الشاملة، وبدأت في أخذ دورها في مجالات البحوث والابتكار وريادة الأعمال، حيث تضم مرافق جامعية حديثة، وتنافس في تجربتها التعليمية التي توفرها لطلبتها مختلف البرامج الرائدة في العالم.
وأكد المهيدب أن الجامعة، التي تحظى برامجها الاكاديمية بالاعتماد محليًا وعالميًا، قد دخلت هذا العام في تصنيف " كيو إس" للجامعات العالمية لأول مرة، كما تعد لدخول تصنيف " تايمز هاير" خلال عامين من الآن، ومن المحتم بعد ذلك أن تستمر في رحلتها التصاعدية في الترتيب، مضيفاً إننا فخورون بما تنجزه جامعتنا حيث تساهم حاليا في إعداد الجيل الجديد من القيادات الوطنية في العمل الحكومي، وقطاع الأعمال، وفي المسؤولية المدنية ضمن المجتمع.
ولفت مدير الجامعة إلى أن الدفعات الجديدة من الطلبة الذين يبدؤون رحلتهم الجامعية هم بصفة عامة أفضل استعدادًا وأكثر تقبلا للتكنولوجيا، وأكثر وعيًا ومشاركة، معرباً عن توقعاته بأن يتغير سوق العمل بشكل كبير في المستقبل القريب، ليصبح أكثر ديناميكية ويتطلب خريجين متعددي المواهب ولديهم القدرة على التكيف، لذا تركز الجامعة بشكل أكبر على تطوير مهارات سوق العمل وعلى الروح القيادية لطلابها.
وأوضح أنه في مواجهة هذه التطورات، تركز القيادة الرشيدة على دور الشباب ضمن جدول أعمالها، مؤمنة بقدراتهم على أن يتحملوا المزيد من المسؤولية في سن أصغر وأن يشاركوا بفعالية في صنع الحاضر والمستقبل.
وقال إن جامعة زايد تعمل بجد على أخذ آراء الطلبة في عملياتها، وتسعى للحصول على تقييمهم لمختلف الجوانب. حيث يتم تلقي ملاحظات الطلبة كل يوم في 41 مركز خدمة، وحول المساقات الدراسية في نهاية كل فصل دراسي، وفي استطلاعات الرأي السنوية الخاصة بأداء الخدمات المختلفة، كما تؤخذ آراؤهم سنوياً في استطلاع رضا المتعاملين من مكتب رئاسة الوزراء. وبناء على هذه الاستبيانات يتم تنفيذ عدد من المبادرات.
وأضاف: لقد تطورت ثقافة خدمة المتعاملين باستمرار في خدماتنا الأكاديمية والطلابية مع الأتمتة والمنصات الذكية التي تم توفيرها من عدة سنوات، إلى جانب بيئة مرحبة تقوم بأداء الخدمة في وقت مناسب. كل ذلك هو جزء من معايير الخدمة التي نفخر بها، وهي الآن علامة فارقة ومميزة لجميع المؤسسات العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي نتمتع بها جميعا.
وتعمل جامعة زايد أيضا على زيادة الاندماج والرضا والسعادة الوظيفية، بما يتماشى مع التوجهات الحكومية، وفي هذا الصدد تم تعيين رئيس تنفيذي جديد للسعادة والإيجابية، هي الدكتورة فاطمة طاهر، من كلية الابتكار التقني والتي ستعمل ضمن فريق عمل على تحسين السعادة لكل من طلابنا وموظفينا والمجتمع ككل. كما تم تكليف شركة متخصصة لإجراء استطلاع معمق حول مشاركة الموظفين في مختلف الإدارات والكليات للتوصل الى أفكار وتوصيات حول كيفية تحسين مساهمة كافة موظفينا في تنفيذ مهمتها، والارتقاء بالتالي بالسعادة الوظيفية للموظفين بالجامعة. ستبدأ الشركة العمل من خلال الاجتماع بمجموعات مختلفة من اعضاء هيئة التدريس والموظفين خلال الأسبوع القادم للمساعدة في تكييف وتحديد محتويات الاستطلاع، ونتطلع هنا من جميع العاملين بالجامعة الى المساهمة في هذا الاستطلاع للحصول على النتائج المتوخاة.
وقال إننا الناحية المهنية، وضمن تحديد الكليات للمعايير الأكاديمية للنجاح في برامجها بما يتفق مع أفضل الممارسات، ندرك أهمية خلق العديد من الفرص لتوفير تجارب تعليمية للطلبة ضمن وخارج المنهاج الدراسي، حيث أصبح التعليم التجريبي الذي توفره برامجنا الأكاديمية أكثر تطوراً من أجل إعداد الخريجين بشكل أفضل لسوق العمل وقامت الكليات بتوسيع تعلمها القائم على إنجاز المشاريع وإنشاء مسابقات سنوية للطلبة، لكي يتمكنوا من ممارسة ما يتعلمونه. كما تم دمج مختبرات جديدة بشكل أفضل ضمن المناهج الدراسية بدءاً من الكلية الجامعية إلى مختلف الكليات.
واستعرض ما قامت به كليات الجامعة في هذا السياق، حيث تشرف كلية الإعلام وعلوم الاتصال على استوديوهات للإنتاج الإعلامي وعلى مختبرات الراديو الرقمي وتنظم مسابقة اقليمية للأفلام القصيرة أصبحت معروفة على نطاق واسع.
كما طورت كلية الفنون والصناعات الإبداعية مختبرات للنجارة وإنتاج النماذج بالطباعة ثلاثية الأبعاد والقطع بالليزر والتصنيع بالروبوتات. ومن خلال أنشطة التفاعل النشطة مع المجتمع، تم تخصيص موقع للكلية لعرض إنتاجها في المجتمع الفني. وتقوم هاتان الكليتان بإنتاج مخرجات فنية وابداعية أصبحت جامعة زايد معروفة بها.
كذلك قامت كلية العلوم الطبيعية والصحية بتوسيع معاملها للتحليل الكيميائي، والبيئة، ومختبرات علوم الأعصاب، وأصبحت تكَوِّن جنباً إلى جنب، مع كليتي "الابتكار التقني" و"الإدارة"، مراكز للبحث العلمي في الجامعة. وتقوم كليات لا تستخدم تقليديا المختبرات مثل كلية التربية بإنشاء مختبرات للعلوم والرياضيات والتكنولوجيا هذا العام لإعداد المعلمين ، كما تقوم كلية الإدارة بإنشاء مختبرات بلومبيرج للتداول الافتراضي لإعداد الخريجين بشكل أفضل في مجال التمويل والمجالات الأخرى ذات الصلة.
وقال المهيدب إن التعلم التجريبي أصبح الآن مكونًا أساسيًا في غالبية البرامج الأكاديمية في الحرم الجامعي. وبالإضافة الى ذلك، يقوم قسم القيادة الطلابية بتنظيم العديد من ورش العمل وفرص التدريب اللاصفي في مجال تطوير القيادة وفي الرياضة البدنية، وسيبدأ مركز الابتكار وريادة الأعمال في الجامعة هذا العام بتقديم ورش عمل خارج المناهج الدراسية للطلبة على تخطيط وتطوير الأعمال جنبا إلى جنب مع برنامج فرعي جديد تقدمه كلية إدارة الأعمال على ريادة الأعمال لكافة الطلبة. كل هذا يساعد على اعطاء الطلبة مجموعة جديدة من المهارات مما يساهم في التجربة التعلمية وتطور خريجينا ليكونوا أكثر قدرة على المنافسة في سوق العمل.
وفي محور آخر من حديثه، قال مدير جامعة زايد إن العديد من أعضاء هيئة التدريس والموظفين يلاحظون الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة لموضوع الامتثال. وأود أن أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أن البيئة التنظيمية للتعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة قد تغيرت اليوم، حيث وضعت الحكومة توقعات أعلى لجميع المؤسسات الحكومية كجزء من رؤية الإمارات 2021 وما بعدها. وباعتبارنا مؤسسة تعليم عالي حكومية، ومثل أي مكان آخر في العالم، فإننا ملتزمون بالتوافق مع المتطلبات التنظيمية المتعددة، سواء لأغراض الاعتماد داخل الدولة أو دوليا أو لأغراض الإشراف من الجهات التنظيمية. كما يسعدني هنا أن أبلغكم أنه من خلال دعمكم ومساندة مجلس الجامعة، أصبحت الجامعة متوافقة إلى حد كبير مع معظم هذه المتطلبات، كما تواصل إداراتنا الأكاديمية والادارية العمل على تحسين إطار سياساتنا وإجراءاتنا لتحقيق مستويات عالية من الإدارة المتسقة مع أفضل الممارسات الدولية. كذلك تقوم الجامعة بمراجعات لضمان الجودة الأكاديمية والإدارية والمالية من أجل الحفاظ على سمعتها على المدى الطويل وضمان استمرارها في تحسين مخرجاتها والتأهل للاعتماد.
وإلى جانب الامتثال والتحسين المستمر، وكحافز إضافي، يرتبط الآن أحد مكونات التمويل السنوي من الحكومة لكافة مؤسسات التعليم العالي الاتحادية بتحقيق مجموعة محددة من مؤشرات الأداء الاستراتيجية تقيس المخرجات الاكاديمية والبحثية، وتعبر عن تنفيذ الميزانية، والامتثال عموما. كذلك، تشارك الجامعة، كجزء من توجه الحكومة نحو التميز، مع مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية كل عامين في برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي كما تتنافس على جوائز الشيخ محمد بن راشد للتميز. وفي هذا العام 2018، تشارك الجامعة للمرة الثانية، ومن الآن فصاعداً سندمج معايير التميز للجيل الرابع في عملياتنا. ان مصطلحات التميز قد تكون جديدة، لكنها تسير جنباً إلى جنب مع ما نقوم به في مهامنا الاساسية وتشجعنا على التخطيط للمستقبل، وبالتالي فهي تدعم كافة عمليات الجامعة.
لقد غيرت هذه التطورات حقاً الطريقة التي ندير بها أعمالنا وترجمت عمليات التعليم العالي بكل تعقيداتها التي ندركها ونحضر لها في مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية التي تقدمها جامعة زايد وغيرها من مؤسسات التعليم العالي يتم من خلالها تقييم أداء الجامعات. ومؤشرات الأداء الرئيسية هذه تتوافق مع ما قد يطلق عليه كل واحد منا "المكان المفضل" في أداء الجامعة. وأعتقد أنكم توافقون بشكل كبير على أن هذا المكان المفضل يحدث عندما: 1- تكون التجربة التعليمية غنية، وجميع البرامج عالية الجودة ومعتمدة على المستويين الوطني و الدولي. 2 – عندما تلبي مجموعة البرامج الاكاديمية المطروحة حاجة سوق العمل ويكون توظيف الخريجين او امكانية توظيفهم عالية. 3- تكون مخرجات البحوث والابتكار والابداع من قبل كل من أعضاء هيئة التدريس والطلبة عالية وتسهم في تنمية المجتمع من الناحية الاجتماعية ، وفي مجال العلوم والتكنولوجيا، وعلى الصعيد الاقتصادي. 4 – تتسم جميع الخدمات المقدمة (الطلابية والادارية والأكاديمية) بالشفافية والكفاءة وسهولة الوصول اليها على المنصات الذكية وتتم متابعتها. 5 - تتواصل الجامعة مع المجتمع وتقدم مختلف خدماتها ومن ضمنها التعليم المستمر للمجتمع الخارجي بفعالية. 6- يتم تقدير ومكافأة أعضاء هيئة التدريس والموظفين على أدائهم المتميز. وأوضح أن جامعة زايد ستواصل تركيزها على تلك النقاط الست لتكون أفضل أداء واستجابة. ومع زيادة عدد الطلاب الملتحقين بالجامعة، سيكون هناك طلب واضح على المزيد من التخصصات. ونظرا للتحسن المستمر في مخرجات البحوث والابتكار والإبداع، فان الجامعة ستتطلع لإنشاء مراكز بحثية ومراكز للإبداع ضمن وبين كلياتها لكي تضع وتنفذ استراتيجية طويلة الأمد وتعقد شراكات مع المجتمع ومع مراكز مماثلة حول العالم تساهم في زيادة دور الجامعة ضمن استراتيجية العلوم والتكنولوجيا والابتكار لدولة الإمارات العربية المتحدة.