معالي الشيخة لبنى القاسمي تفتتح الملتقى السنوي العشرين لأسرة جامعة زايد

11 Sep 2017

أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح رئيسة جامعة زايد، عزم الجامعة على أداء رسالتها على الوجه الأمثل في تقديم برامج دراسية تلبي المعايير الدولية.

وشددت على القول: "إن إنشاءَ وتأسيسَ هذه البرامجِ وتمكيَنها من الحصولِ على الاعتمادِ الأكاديمي على المستويَيْن المحلي والدولي لا يكفينا.. فهي ليست سوى محطةِ انطلاق، وليست محطةَ وصول، في سعينا الدائم والمستمر لتعزيز التميز الأكاديمي لجامعتنا".

جاء ذلك خلال الكلمة التي افتتحت بها معاليها الملتقى السنوي العشرين لأسرة الجامعة، الذي عُقِد في مركز المؤتمرات بفرع الجامعة في أبوظبي تحت شعار "عام زايد".

وقالت معالي الشيخة لبنى: "إن الجامعة إذ تحتفل بكل التطورات التي شهدتها على مرّ سنواتها العشرين، فإنما تعتز  بثوابتَ راسخةٍ تشكل، بحق، دعائمُها وأركانُها الركينة، وأهمُّها الدّعمُ القويّ والمتين لقيادة الدولة الرشيدة، المبنيّ على رؤيةِ باني الدولةِ الحديثةِ، المغفور له بإذن الله، القائد الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونظرتِه  الثاقبةِ في ربطِ التعليمِ ببناءِ الأمة".

وأعربت عن سعادتها لتزامن احتفال جامعة زايد ببلوغها عامها العشرين مع احتفال الدولة في عام 2018 بـ "عام زايد" في ذكرى مرور مئة سنة على ميلاد الوالد القائد. وقالت: "ماذا عساه يكون أفضل لدينا في عام زايد من التزامنا، كجامعة تُتَوَّج باسمه، بمواصلة تجسيد رؤيته تخليداً لذكراه".

وقالت معاليها: إن كلماتُ القائد الوالد ما تزال راسخة في أذهاننا بأن "التميزَ في التعليمِ والمعرفةِ هو الطريقُ للمجد...  ولا يمكنُ تحقيقُ ذلكَ إلاّ من خلال الجهودِ المستمرةِ والتقدمِ الأكاديمي. فالتعليمُ هو اللبِنةُ الأساسيةُ للارتقاءِ والتقدم".

وأضافت: إن جامعتَنا تعتز باسم الوالد، إسم (زايد)، يُتَوِّجُها ويَزيدُها فَخاراً ..فلنُترجمُ معاً فخرَنا عملاً، ونحن نشُقُّ دربَ التمّيز في كلّ ما نقومُ به، وخاصةً على مستوى تعليمِ الأجيالِ الطالعة، قادةِ المستقبل.

وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: "يشرفني أن أنتهز مناسبة ملتقانا اليوم لأتوجّهَ بعميقِ الشكرِ والتقدير للدّعمِ القويّ والمتواصلِ الذي تُوليه قيادتُنا الرشيدةُ لجامعة زايد، وعلى  رأسِها صاحبُ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيسُ الدولة، حفظه الله.

وتوجهت بكل الشكرِ والامتنانِ إلى أخيهِ صاحبِ السمو، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،  نائبِ رئيسِ الدولة، رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، حاكمِ دبي، رعاهُ الله، لحرصِ سُمُوّهِ المتواصلِ على دعم جامعة زايد حتى تبلغ مكانتها في مضمار التميز.

كما تقدمت معاليها بعظيمِ الشكرِ وفائقِ التقديرِ إلى صاحبِ السمو الشيخ  محمد بن زايد آل نهيان،  وليّ عهدِ أبوظبي، القائدِ الأعلى للقوات المسلحة، لتوجيهاتِهِ السديدةِ والمستمرةِ طيلةَ مسيرةِ الجامعة.

وتوجهت بخالص الشكر والامتنان إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة، لتقديم كافة أوجه الدعم لجامعة زايد، من أجل أن تقوم برسالتها على الوجه الأمثل.. وإلى سمو الشيخ عبدالله بن زايد رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية لرعاية سموه ومتابعته لمسيرة الجامعة، ومؤسسات التعليم العالي بشكل عام.

حضر الملتقى سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة والدكتورة ماريلين روبرتس نائبة مدير الجامعة والدكتور عبد المحسن أنسي نائب مدير الجامعة المشارك رئيس الشؤون الأكاديمية وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بحرمي الجامعة في أبوظبي ودبي.

وحَيَّت معالي الشيخة لبنى القاسمي في كلمتها أعضاء أسرة الجامعة من هيئة التدريس والعاملين الذين بلغ عددهم هذا العام 950 إثر انضمام 61 عضواً جديداً، منوهة إلى أهمية توطيد البيئة الأكاديمية التي تتميز بها جامعة زايد والتي ترسخ أهمية التعاون وتشدد على التمسك بأخلاقيات العمل الأكاديمي، وتحفز الابتكار والعمل بروح الفريق الواحد وتعزز الحس القيادي من أجل إنجاح مسيرة الجامعة وأدائها لرسالتها.  

ورحبت معاليها بانضمام نحو 2200 طالب وطالبة جدد إلى الجامعة قَدِموا إليها من المرحلة الثانوية، بما يرفعُ أفواجَ الطلبةِ المنتسبينَ إليها إلى ما يقارب 9700 طالب وطالبة في مرحلة البكالوريوس، إضافةً إلى ما يزيد على 250 طالباً وطالبة في برامج الدراسات العليا، منوهة بوجود أكثر من 120 طالباً وطالبة دوليين اختاروا الانضمامَ إلى جامعةِ زايد.

وأوضحت أن العام الدراسي الذي بدأ للتَّوّ يشكل علامة فارقة في تاريخ الجامعة، فخلال سنوات الجامعة العشرين، وهي فترة بسيطة بمقاييس الزمن، شهدت جامعة زايد تحولاً هائلاً، فقد بدأت كجامعة صغيرة هادئة يقل عدد طلبتها عن 400 فقط، ثم مضت عشر سنوات سجلت الجامعة أقل من 3400 طالبة، فلم تنقَضِ بعد ذلك عشر سنوات أخرى حتى رأينا جامعة زايد تسجل إنجازات حافلة، فهي اليوم مؤسسة أكاديمية رئيسية في الدولة تتمتع بحرمين جامعيين مواكبين لمعايير الحداثة في المعمار وتطور يوماً بعد يوم سمعتها المرموقة وتضم في رحابها زهاء عشرة آلاف طالب وطالبة.    

وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي أن إثراءَ التجربةِ الطلابيةِ هو المعيارُ والمِفصَل اللذَان يرتكزُ عليهِما تقييمِ نجاحِ الجامعة، لافتةً إلى أن التميز الأكاديمي هو مدماك التجربة التعليمية ومقياس نجاحها، ومن هنا التزام الجامعة بالاستمرار في شق الدروب وسبر كل الفرص المواتية من أجل توفير تجربة تعليمية متكاملة قلباً وقالباً.

وقالت: إن جامعة زايد تتمتّع بسمعة أكاديمية كبيرة بفضل برامجها التعليمية الرفيعة، وهي سمعة تتجاوز جغرافية الوطن وحدوده، ضاربة المثل بحصول الجامعة على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي لمفوضية الولايات الوسطى الأمريكية عام 2008، ثم تجديد حصولها عليه في عام 2013، فضلاً عن الاعتماد الاكاديمي لبرامج الجامعة من قِبَل هيئات الاعتماد التخصصية الدولية، وكلّها  تصب  في تأكيد عزم الجامعة على أداء رسالتها على الوجه الأمثل في تقديم برامج دراسية تلبي المعايير الدولية.

ويتعين علينا، على مدى السنوات المقبلة، ونحن نؤسس برامج جديدة ونطوّر البرامج القائمة، أن نعملَ كخليةِ نحل، نبتكِرُ ولا نتوقّف، نصقلُ مهاراتِنا ونُرَسّخُ معارفنا دون كَللٍ أو مللّ، حتى  نضمنَ أن يكونَ خريجونا هم الخَيار الأول والمطلوبون أكثر من غيرهم في سوق العمل.

وشددت معاليها على أهميةِ التعليمِ المقرونِ بصقل المهاراتِ التقنيةِ الواسعة.. مؤكِدة:" لقد ولّى الزمنُ الذي كان يكفي للخريج فيه دخولُ سوق العمل مسلحاً بمهارات بسيطة شبه خجولة..

فاليوم، في زخم القرن الحادي والعشرين، المبنِيّ على اقتصادِ المعرفة، لا بدّ من تكامُل نوعين من المهارات، وأقصد  بهما، المهاراتِ الشخصية والمهارات التخصصية.

وقالت: أود هنا أن أضعَ أمامَكم تجربةً شخصية عشتُها على مقاعدِ الجامعة، فعندما كنتُ طالبةً في مرحلةِ البكالوريوس، أذكر أن أستاذَ علومِ الحاسوب كان أكثرَ الأساتذةِ إلحاحاً وحرصاً على تقويةِ مهاراتي في التواصل. لقد فَهِم أستاذي تماماً أن القدرةَ على التواصلِ الجيدِ هي مهارةٌ أساسية يجب أن نكتسبها، على اختلافِ المساراتِ المهنيةِ التي كنا نرسُمُها لمستقبلِنا آنذاك.

   وإنه ليسرّني أن يكونَ التركيزُ في نموذجِ البرنامج الأكاديميّ في جامعةِ زايد على بناءِ برامجَ  رئيسيةٍ رفيعةِ المستوى، جديرةٍ بالحصولِ على الاعتماد الأكاديمي، مع الالتزامِ القويِّ بتحديدِ مُخرجاتِ تعليمٍ مشتركة لجميع الطلبة، وهي تشمل  الملامح الرئيسة للتعلُّم في القرن الحادي والعشرين، ونعني بها التفكير النقدي، والمعرفة التقنية والريادة والقيادة.. وهذه المهارات مهمة في بناءالمستقبل. ومن هنا يأتي التزام الجامعة بتخريج طلبة تم إعدادهم جيداً ليس فقط لولوج سوق العمل اليوم، بل وأيضاً سوق العمل في الغد. ولا يكفينا أن يكون طلبتنا مؤهلين للوظائف في المستقبل، بل نريدهم خلاّقين مبتكِرين لهذه الوظائف.

وأشارت معالي الشيخة لبنى إلى أن التخطيطَ لتوسِعَة الحرم الجامعي في دبي جارٍ على قدم وساق . وسوف تشكّلُ هذه الإضافةُ في التّوسعة فرقاً جلِيّاً في مستوى جودةِ الحياةِ الطلابيةِ داخلَه.

وقالت إن "شهر الابتكار" الذي ستشهده الدولة في فبراير المقبل سيكون فرصة لطلبة جامعة زايد وأساتذتها والعاملين لاستعرض أفكارهم الابتكارية غير المألوفة. وعلى مستوى الإصدارات البحثية، أتوقّعُ  زيادةً  فيها على مؤشر "سكوبس"، وهو قاعدة البيانات الرائدة  من حيث الإنتاج الأكاديمي. وسوف نستمر في  دعم البحوث التي يقوم بها أكاديميو جامعة زايد، ويسعدنا أن نرى بحوثنا تستقطب انتباهاً متزايداً على المستويين المحلي والدولي، حيث تُنشَر نتائجها في أرقى المجلات الأكاديمية المتخصصة، وكم يثلج صدري أن المنشورات والدّراسات المقدّمة في هذه المجلات هي نتاج تعاون مشترك بين أساتذة وطلبة الجامعة.

واختتمت معالي الشيخة لبنى كلمتها قائلة: "لم تكن ولادةُ جامعة زايد بلمسةِ عصا سحرية، بل تَطلّب مخاضُها الكثير من شحذِ الفِكْرِ والهِمَّة، والالتزام، والرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب لتتبوأَ مكانتَها حيث هي اليوم. وهو الالتزامُ عينُه المطلوبُ مِنّا جميعاً، من أساتذةٍ وعاملينَ وطلبة، نمضي قُدُماً بجامعة زايد نحو إنجازاتٍ نوعية أكبر تتسامَقُ عالياً خلال السنواتِ العشرين المقبلة، بعون الله تعالى".


Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University