معالي الشيخة لبنى تشارك في المؤتمر الدولي للقيادات النسائية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة بالكويت

30 Oct 2017

أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي رئيسة جامعة زايد أن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت في السنوات الأخيرة إنجازات هائلة في ما يتعلق بتمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، مقارنة بما كان عليه الحال قبل بضعة عقود، وذلك بفضل عزم القيادة الرشيدة ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، وقد كانت الركيزة الأساسية لهذه الإنجازات من خلال التشديد في وقت مبكر على تعليم المرأة وتشجيعها على المشاركة في جميع أنواع المهن والفرص التعليمية.

جاء ذلك في كلمة معاليها كمتحدثة رئيسية أمام المؤتمر الدولي العاشر للقيادات النسائية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة الذي أقيم في الكويت خلال الأيام الثلاثة الماضية (23-25 أكتوبر)، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

وهدفَ المؤتمر، الذي أقيم  بالتعاون مع الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، تحت شعار "تمكين المرأة بالعلوم"، وشارك فيه العديد من القيادات النسائية العربية والعالمية الرائدات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة، إلى تعزيز التطور الوظيفي للنساء في التخصصات ذات الصلة من خلال عرض قصص نجاح أشهر الشخصيات النسائية وإبراز آثار إنجازاتهن الوظيفية وإنتاجهن العلمي.   

وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي في كلمتها إن بعض التحديات العالمية التي تواجه النمو الاقتصادي وتعوق تنمية اقتصادات المعرفة المستدامة في أجزاء كثيرة من العالم ترتبط بانخفاض حضور المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هذه المجالات كانت وعرة وشبه مستعصية عليها، لأن المهن فيها تتطلب الكثير من العنت والمجاهدة. وقد أدركت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ذلك، فعمدت باستمرار إلى تعزيز فرص المرأة كجزء من الرؤية الأوسع لتمكين المجتمع، ومن خلال تمكين المرأة تم تمكين المجتمع بأسره.

وقالت معاليها إننا إذا ما نظرنا إلى ما كنا عنده مقارنة بالحالة التي نحن عليها اليوم في القرن الحادي والعشرين، سنرى فوارق ضخمة. فاليوم يبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين النساء الإماراتيات أكثر من 95 % مقابل ما كان عليه (31 %) في عام 1975. كما أن عدد النساء يفوق عدد الرجال في مختلف مراحل التعليم وهن يشكلن أكثر من 70 % من طلبة التعليم العالي.

وعلى هذا النحو، فتحت القيادة تدريجياً الفرص تلو الفرص للنساء، ولذا فإننا بعد جيل واحد فقط أصبحنا نفخر بأن المرأة تشغل حوالي 30 % من جميع المناصب الإدارية العليا، ويزيد عددهن عموما على عدد الرجال في القطاع الحكومي. والأمر بالمثل في القطاع الخاص، حيث تقود النساء نحو 50٪ من قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدولة، وتدير سيدات الأعمال عندنا استثمارات تزيد قيمتها على 4 مليارات دولار أمريكي.

على أن هذه الرؤية تتعدى الدعم الذي قدمته الدولة بالفعل لتوظيف النساء العاملات وتعزيز مستقبلهن من خلال زيادة فرص العمل وتوافر المنح الدراسية لهن، وإجازة الأمومة، ومجموعة من الحوافز الأخرى، إذ إن الدولة تنظر في تمثيل المرأة بمجالس الإدارة والمناصب الرئيسية، وهي تحتفل وتتباهى بالإنجازات التي حققتها النساء. وقد كان هذا كله حجر الزاوية في تمكين المرأة من بلوغ أعلى المراتب والمساهمة في تقدم مجتمع الإمارات.

وقالت معالي الشيخة لبنى إن التمكين والإدماج مفتاحان لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين ولرؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، الخاصة بتحويل اقتصادها من الاعتماد على النفط والغاز إلى اقتصاد مدفوع بالمعرفة والابتكار والبحث والتكنولوجيا، كما أن قيادتنا تشجع الرجال والنساء الطموحين على اختيار المجالات الأكثر تحدياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والتي تتطلب الاجتهاد والعمل الشاق، وتوفر لهم الفرص الوظيفية على قدم المساواة، وتوفر كذلك الموجهين في أماكن العمل لجعل بيئتها أكثر جاذبية للنساء في هذه المجالات. ولا شك أن وضع النساء مهم في هذا التحول الاقتصادي لأسباب ديموغرافية واضحة، من خلال تزويد المجتمع بأجيال من القادة الجدد. كما أضحت لدى النساء القياديات فرصة رائعة لأن يكنَّ قدوة تحتذى بها الشابات والفتيات.

واختتمت معالي الشيخة لبنى القاسمي كلمتها في المؤتمر بالقول إن الإنجازات كثيرة، ولا يزال ثمة الكثير الذي يتعين القيام به لضمان تكافؤ الفرص والمسؤولية المشتركة. ومع تزايد أهمية مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في الاقتصاد العالمي المترابط بشكل متزايد، فإن إمكانات التقدم هائلة، والعائد عن الاستثمار في هذه النجاحات جدير بالنظر والاعتبار على مستويات متعددة، بما في ذلك المساواة بين الجنسين والنمو الاجتماعي والاقتصادي.

وأثنت معاليها على المؤسسات والشركاء المؤسسين على نجاحهم في إقامة هذا المؤتمر "المنبر" الذي مكَّن على مدى السنوات العشر الماضية من إجراء حوار دولي لدعم دور المرأة في العلم والتكنولوجيا والابتكار.