جامعة زايد تستضيف البروفيسور كريستوفر بيساريدس في أبوظبي
07 Mar 2017تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الدولة للتسامح رئيسة جامعة زايد، استضافت جامعة زايد في فرعها بأبوظبي البروفيسور كريستوفر بيساريدس، الحاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 2010 بالمشاركة مع الأميركيين بيتر دايموند وديل مورتنسن، تقديرًا لدورهم في تطوير نظريات تفسر التفاعل بين السياسات الاقتصادية وسوق العمالة.. حيث ألقى محاضرة بعنوان "رأس المال البشري باعتباره واحداً من عوامل التنمية الاقتصادية والنمو"، شهدها جمهور حاشد من الأساتذة والأكاديميين والباحثين والطلبة، من أبوظبي والعين وغيرها.
ويعد البروفيسور بيساريدس أحد كبار الاقتصاديين في العالم، وهو أستاذ الكرسي الملكي للاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد، والمشارك في مركز الأداء الاقتصادي، وأستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة قبرص وجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا.
والجدير بالذكر أن بيساريدس، وهو خبير اقتصادي بريطاني من أصل قبرصي، قدم الكثير من الإسهامات الاقتصادية، حيث أسهم في نظرية "البحث والمطابقة لدراسة التفاعلات بين سوق العمل والاقتصاد الكلي"، كما قام بعمل أبحاث حول البطالة، وكان أهمها "التدفقات من البطالة إلى العمل في لحظة معينة من الزمن"، وهو أيضاً رائد في العمل التجريبي، إذ يشغل منصب رئيس مختبر النمو بالإنابة في جامعة سانت بترسبرغ الحكومية في روسيا، كما قام بالكثير من الأبحاث على التغيير الهيكلي والنمو، وهو حاصل على العديد من الجوائز والأوسمة إضافة إلى جائزة نوبل.
ورحب سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد في بداية اللقاء بالبروفيسور بيساريدس، لافتاً إلى أهمية موضوع المحاضرة لكونه وثيق الصلة بتطلعات وتوجيهات حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال "إن الحكومة شديدة الحرص على خلق بيئة تعمل باستمرار على تطوير العمل الجماعي وبث روح الالتزام والقيادة. ولذا فإنها تستثمر بكثافة في التدريب وبرامج التنمية، وجذب القوى العاملة لتطوير القياديين الإماراتيين الشباب والاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق النجاح والمساهمة في ازدهار الدولة ".
واستهل البروفيسور بيساريدس محاضرته بالقول: "يسرني حقا أن أكون هنا في جامعة زايد لأتحدث إليكم عن رأس المال البشري، أحد المواضيع الكبرى التي تشغل اهتمامي منذ ثلاثين عاماً أو أكثر"، موضحاً أنه سينطلق مباشرة من معالجة المسائل الأوسع نطاقا التي لها علاقة رأس المال البشري، ومنها على سبيل المثال، كيف يقترن رأس المال البشري بالتنمية الاقتصادية والنمو".
وألقى بيساريدس خلال محاضرته الضوء على تأثير الحوافز والبنى المؤسسية على إنتاجية الأفراد وكذلك الشركات والمؤسسات، قائلاً: "لا يمكن أن ننظر إلى رأس المال البشري مثلما ننظر إلى الآلة. فالبشر يستجيبون بإيجابية للحوافز، ذلك أنك إذا أعطيتَ الإنسان الحافز الذي يستحقه ستجده أوفر إنتاجية. هذا ما نراه في كل مكان، حتى في البيئات الأكاديمية، فإذا وضعت الأستاذ مثلاً في المناخ العملي الذي يلائمه ووفرت له حوافز البحث العلمي سيذهلك ما تراه من مخرجاته".
وأضاف أن "البنية المؤسسية لا يمكن قياسها بسهولة، وهذا هو السبب في وجود اختلافات كبيرة في النمو الاقتصادي تتعلق برأس المال البشري في مختلف البلدان، إذ توفر بعض البنى المؤسسية حوافز لتحقيق إنتاجات جديدة، في حين يتلقى البعض الآخر مكافآت ما نسميه بالتربح، وهي الأنشطة التي تشكل جزءاً من الاقتصاد، ولكنها تؤدي في الإساس إلى إعادة التوزيع دون تحقيق إنتاج جديد، كما أنه ليس فقط مقدار رأس المال البشري المتوفر في بلد ما هو الذي يؤثر على النمو فيها، وإنما أيضا كيف يستخدم هذا المال ".
وأشار بيساريدس إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري في أي مكان يمكن أن يضيف إلى نموه الاقتصادي من 3-15 في المائة، اعتماداً على البنية المؤسسية في هذا البلد أو ذاك.
ورداً على سؤال من الجمهور حول تأثير الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتشغيل الآلي على وفرة الوظائف في المستقبل، قال بيساريدس إنه يتوقع أن الوظائف التي تتطلب التفاعل البشري ستكون دائماً محل طلب. ولذلك، ستكون هناك دائما فرص عمل في المستقبل، ولكن من المرجح أنها ستكون وظائف مختلفة عما نراه اليوم، وربما أقصر، في شكل أسبوع – مثلاً – من العمل الأكثر إنتاجية.
وقال انه من المتوقع أيضا أن يزيد توفر الوظائف في مجالات الفنون والمسرح، ومن المرجح أن يزيد الطلب عليها بالنظر إلى أن الكثير من الناس سيكون لديهم المزيد من وقت الفراغ.
ودعا إلى تصميم المناهج الدراسية التي تشجع على مزيد من التفاعل، وبالتالي تعزيز الإبداع والابتكار. وقال: "إن "التدريب الآخر الذي نؤيده جميعاً هو التدريب الاجتماعي والتفاعل الإنساني، فالذي لدينا منه ليس بقدر ما نحتاجه منه.. فمن الضروري جداً أن نعرف كيف تتفاعل مع بعضنا البعض ".