معالي الشيخة لبنى القاسمي تفتتح الملتقى السنوي الـ (19) لأسرة جامعة زايد

08 Sep 2016

أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح رئيسة جامعة زايد، حرص جامعة زايد على تعزيز المكتسبات والإنجازات التي حققتها منذ تأسيسها عام 1998.

وقالت معاليها في كلمتها التي افتتحت بها الملتقى السنوي التاسع عشر لأسرة الجامعة، الذي عُقِد بمركز المؤتمرات بفرع الجامعة في أبوظبي تحت عنوان "صناعة المستقبل": "لقد آلَيْنا على أنفسِنا، في جامعةِ زايد، أن نكون أبناءَ مخلصينَ للقيادةِ الرشيدة، نَقتدي بها في توجيه الجهود، ونكونَ مِمَّن يحمِلونَ لواءَها في السعيِ إلى التَّمَيُّزِ والتَّفَرُّدِ وُصولاً إلى الرقم "واحد".

وأضافت: "إنه لَوِسامٌ غالٍ على صُدورِنا أَنَّ جامعتَنا سميت باسم مؤسسِ الدولةِ المغفورِ لهُ بإذنِ الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو ما يُجْعَلُنا نُؤَكِّدُ التزامَنا المطلقَ بتحقيقِ رؤيتِهِ بأن تكونَ جامعةُ زايد الجامعةَ الرائدةَ في الدولةِ والمِنطَقَة، وأن تكونَ منارةً للعلمِ والتنمية، وسبيلاً لتحقيقِ الرخاءِ لشعبِ دولةِ الإمارات".

وأكدت معاليها أن الجامعة تعتز بالدعم القوي والمستمر الذي تحظى به من قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس الدولة - حفظه الله، ورفعت إلى مقام سموه أسمى آيات الشكر والعرفان لتوجيهاته السامية.

حضر الملتقى سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة والدكتورة ماريلين روبرتس نائبة مدير الجامعة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بحرمي الجامعة في أبوظبي ودبي.

وركزت معالي الشيخة لبنى القاسمي على أهمية تعزيز مكتسباتِ وإنجازاتِ الجامعة التي تحققت على مدى ثمانيةَ عشرَ عاماً، وأبرزُها حصولُ الجامعةِ على الاعتمادِ الأكاديمي المؤسَّسي من هيئةِ الاعتمادِ الأكاديمي لوزارةِ التربية، وتجديدُ حصولِها على الاعتمادِ الأكاديميِّ العالميِّ لمفوضيةِ الولاياتِ الوسطى بالولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ، وحصولُ خمسٍ من كلياتِها على الاعتمادِ الأكاديميِّ التخصصيِّ من هيئاتِ الاعتمادِ الدولية، وكذلكَ تجديدُ اعتمادِها التخصصيِّ من هيئةِ الاعتمادِ الأكاديمي بالدولة، والذي يتمُّ حالياً.

وأكدت على ضرورة مواصلة العمل على تطوير نَسَق تعليمي شامل، يبث في الطلبة روح التفوق والتميز والتنافس، ويصقل شخصياتهم بالتجارب والممارسات ومهارات القيادة، ويوفر لهم بيئة أكاديمية ومجتمعاً جامعياً فريداً يرمي إلى بناء الطالب بناءً شمولياً إنسانياً، يتكامل فيه التحصيل الدراسي مع النبوغ الأكاديمي والبحثي، ويتعزز الإيمان بالمسؤولية الاجتماعية بالتفاعل المخلص مع اهتمامات المجتمع والوطن.

ونوهت معاليها بافتتاح كل من مركزِ الشيخة لطيفة بنت حَمدان آل مكتوم للأنشطةِ الطلابيةِ في حرمِ جامعةِ زايد بدبي ومركزِ الإرشادِ الطُّلّابيِّ في حرمِ الجامعةِ بأبوظبي خلال العام الجامعي الماضي لكي يُجسدا معاً جانباً من هذه الرؤيةِ من خلال دَوْرَيْنِ مختلفَيْنِ نسبياً ولكنهما متكاملانِ عُضوياً.

 كما أشارت الى الخطوطَ العريضةَ لمِا يجب أن تحققَ الجامعة في المستقبلِ القريب، ومن هنا المرتكزات التالية:

أولاً:  الاستمرارُ في تحسينِ نوعيةِ البرامجِ الدراسيةِ في إطارِ متطلباتِ جهاتِ الاعتماد (أو التميز) الأكاديمي للجامعة، وهي عمليةٌ مستمرةٌ ومتواصلةٌ تَهدفُ إلى التطويرِ المستمرِّ لنوعيةِ خريجي البرامجِ التعليميةِ بالجامعةِ، بما يؤهلُ الجامعةَ لتأدية مهمتِها الأساسيةِ بتخريج الأجيالِ القادمة، والحفاظِ على سمعتِها الأكاديميةِ المتميزةِ في ظل سوقٍ للتعليم يضم حالياً أكثر من 70 جامعةً حكوميةً وخاصةً بالدولة.  

ثانياً: دراسةُ طرحِ برامجَ جديدةٍ تُلَبّي حاجةَ سوقِ العمل، وُصولاً إلى تطويرِ جامعةٍ زايد كجامعةٍ متعددةِ التخصصات، مستشعرينَ حاجةَ سوقِ العملِ بالدولةِ إلى تخصصاتٍ جديدة، وفي نفسِ الوقت تجديدِ البرامجِ الدراسيةِ الحالية، لمعرفتِنا بالتطورِ المستمرِّ للعلومِ والمعارف، وضرورةِ التحديثِ المستمرِ للبرامجِ والخططِ الدراسية.

وفي هذا الصدد طَرَحَ مجلسُ الجامعةِ إمكانيةَ التوسعِ في برامجِ الجامعةِ في التخصصاتِ العلميةِ والتطبيقيةِ بالمعنى الواسع للـ "ستيم" STEM، والذي يضم كذلك الفنونَ والعلومَ الاجتماعية، نظراً لأهمية كافةِ هذه التخصصات لسوق العمل بالدولة. وتأتي خطوة إعادة هيكلة "كلية آداب وعلوم الاستدامة" في هذا الإطار، حيث أصبحَت، اعتباراً من العام الدراسي الحالي، كليتين هما: "كليةُ العلوم الطبيعية والصحية"، وكليةُ العلوم الإنسانية والاجتماعية"، وذلك لإتاحةِ الفرصةِ للتوسعِ في البرامجِ المطروحةِ في كلا المجالين.

ثالثاً: تلبيةُ تطلعاتِ الحكومةِ في رفعِ ترتيب دولةِ الإماراتِ في مجال البحوث  والابتكارِ، وتحديدِ وتطويرِ المجالاتِ التي يمكنُ أن تُسهمَ بها الجامعةُ ضِمنَ استراتيجيةِ الابتكارِ بالدولةِ، آخذين في الاعتبار أن مَحاورَ البحثِ والابتكارِ لجامعة زايد يجب أن تتمشى مع التخصصاتِ المطروحةِ من جهة، وأن تساهمَ بدورِها في ربطِ مُخرجاتِ الجامعةِ في البحثِ العلمي والابتكارِ بالأجندةِ الوطنيةِ من جهة أخرى، علاوةً على ما يُمكنُ أن تساهمَ به هذه المجالاتُ في تحسينِ تصنيفِ الجامعةِ إقليمياً وعالمياً. كما نتطلعُ في هذا الإطارِ إلى ربطِ مشاريعِ الجامعةِ في البحث العلمي والابتكارِ مع مبادراتِ ريادةِ الأعمال، كي تضطلعَ الجامعةُ بدورِها المأمولِ في ترجمةِ الاستثمارِ في البحوثِ والابتكارِ إلى عوائدَ ملموسةٍ لاقتصادِ الدولة.

رابعاً: تعزيزُ الشراكاتِ والعملُ يداً بيد مع مؤسساتِ المجتمع. ولا يَخفى عليكم هنا ما يمكنُ أن تساهمَ به الخبراتُ المتواجدةُ في جامعة زايد لتطويرِ خططِ العملِ في العديدِ من المؤسسات، وفي المقابل .. ما يمكنُ أن تُسهمَ به مؤسساتُ المجتمعِ في تحسينِ التجربةِ التعليميةِ بالجامعةِ، وتوفيرِ فرصِ جيدةِ للتدريبِ كمقدمةٍ لعروضِ عملٍ مستقبلية للخريجين.

خامساً: الاستمرار في تحسين الخدماتِ الإداريةِ، بما يتضمنه ذلك من مبادراتٍ في مجالِ الخدماتِ الذكيةِ، بما يُحققُ الكفاءةَ والفعاليةَ والشفافيةَ والمسؤوليةَ في إطارٍ من الحَوْكَمة.. والاستمرارُ في تطبيقِ مشروعِ التعليمِ الذكي، من خلالِ تجهيزِ القاعاتِ الدراسيةِ بأحدثِ التطبيقاتِ والتقنياتِ واستخدامِ أجهزةِ الكمبيوتر والآيباد وتطبيقاتِ التعليم الإلكتروني.

سادساً: توعيةُ الشبابِ بالقضايا الوطنيةِ وتنميةُ قِيَمِ التطوعِ والمساهمةِ في الأنشطةِ المجتمعية، والاهتمامُ بقِيَمِ السعادةِ والإيجابيةِ والتسامحِ ضمنَ المناهجِ الدراسيةِ وفي بيئةِ العمل. إنَّ هذه القيمَ التي أقرتها الدولةُ يجب أن تُتَرجَمَ إلى برامجَ عملٍ في مختلِفِ المؤسسات، والجامعةُ مدعُوَّةٌ لأخذِ دورِها الرياديِّ في الاهتمامِ بالشباب، وفي تضمينِ برامجِها مبادراتٍ وأنشطةً متميزة، لتعزيزِ قيمِ الإيجابيةِ والسعادةِ والتسامح ضمن الجامعة وفي المجتمع.

كما وألقى سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة كلمة أوضح فيها أن جامعة زايد تؤدي رسالتها الأكاديمية اليوم في سوق للتّعليم يشهد تنافساً بين أكثر من (70) جامعة حكومية وخاصة بالدّولة.

وأشار إلى أنّ الجامعة تعمل هذا العام على استكمال متطّلبات الاعتماد الأكاديمي لهيئة الاعتماد الأكاديمي بوزارة التربية والتّعليم بالدّولة، والتي تشكّل قاعدة انطلاق واعدة لإثراء تجربة الطّلبة التّعليمية داخل الصّفوف الدّراسية.

وأعلن أنه اعتباراً من هذا العام، سيقوم مكتب نائب مدير الجامعة بتطبيق نظام "الشارة  الإلكترونية"، بحيث يتمّ تسجيل الأنشطة التي يقوم بها الطّلبة في هذ النّظام من أجل الوصول الى سجل كامل للمشاركات يستطيع الطّلبة تقديمه إلى جهات العمل في المستقبل.

وتناول عدداً من الإجراءات التطويرية التي تم تنفيذها بالجامعة مؤخراً، موضحاً أن مجلس الجامعة استعان في العام الأكاديمي (2014 – 2015) باستشاريين متخصّصين في سبيل دعم الجامعة على تحقيق أهدافها التّعليمية ورفع التّوصيات بالنسبّة لمحاور ثلاثة هي: الحوكمة، التوّجه الاستراتيجي  للجامعة، وأطر التّحسين الخاصّة بالبحوث. وأخذت الجامعة بعدد من التّوصيات في هذا الشأن.

كما وقدمت الدكتورة ماريلين روبرتس نائبة مدير الجامعة عرضاً تقديمياً أوضحت خلاله أن جامعة زايد توائم خطواتها مع الأولويات الاستراتيجية للدولة.

هذا وقد شملت فعاليات الملتقى ندوة موسعة جرى خلالها عرض ومناقشة محور الملتقى تحت عنوان: "بناء المستقبل: الخطة الاستراتيجية لجامعة زايد 2017 - 2021 ".