أكثر من 1000 طالب وطالبة استفادوا من برنامج "المساندة الأكاديمية الطلابية" بجامعة زايد

29 Sep 2016

حقق برنامج "المساندة الأكاديمية الطلابية"، الذي تنظمه جامعة زايد في فرعيها بأبوظبي ودبي، خطوة متقدمة، حيث بلغ إجمالي عدد الطلبة الذين استفادوا من خدماته على مدى خمس سنوات أكثر من 1000 طالب وطالبة، وذلك عبر أكثر من ثلاثين ألف جلسة دراسية.

 وينطلق البرنامج "المساندة الأكاديمية الطلابية" من مبدأ تشجيع الطلبة المتفوقين على التطوع لدعم ومساندة زملائهم الذين قد يعانون صعوبة في متابعة أو استذكار بعض المساقات الدراسية، ويشعرون بالتحسس من أن يكونوا سبباً في إرباك البرنامج الدراسي لبقية زملائهم في الصف إذا ما لجأوا إلى طرح المزيد من الأسئلة على الأستاذ أو طالبوه بتقديم شروح إضافية لهم.

وعبر سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب عن اعتزازه بالنجاح المطرد الذي يحققه البرنامج، والذي دعم ترشيحه ضمن القائمة القصيرة لجائزة خليفة التربوية في فئة المشروعات والبرامج التربوية المبتكرة لعامين متتاليين (2013 و 2014)، وذلك بحسب التوصيف الذي وضعته إدارة الجائزة للمشروع المتنافس، وهو "أن يكون برنامجاً تعليمياً أكاديمياً أو تقنياً أو مهنياً، قام به فرد أو مجموعة أفراد أو مؤسسة تربوية، وأدت نتائجه إلى مخرجات تربوية، قابلة للتطبيق في الميدان التربوي، أو أن يكون قد طُبِّق وأدت نتائجه عند تطبيقه إلى مخرجات تربوية محددة، قادرة على تطوير العمل التربوي في الميدان التربوي".

وأضاف أن برنامج "المساندة الأكاديمية الطلابية" انطلق في بداياته كممارسات تطوعية غير رسمية لبعض الطالبات لدعم زميلاتهن في استذكار دروسهن داخل حرم الجامعة بدبي في الفصل الربيعي الدراسي لعام 2011، مما شجع إدارة الجامعة على تبنيه وتطبيقه في الحرم الجامعي بأبوظبي بدءاً من الفصل الدراسي الربيعي للعام التالي.

وأوضح أن تطبيق البرنامج قد توسع ليشمل الطلاب "الذكور" في فرعي دبي وأبوظبي على التوالي، منوهاً بأنه مع بداية تطبيقه في فرع أبوظبي اجتذب على مدى الفصل الدراسي الربيعي 10 طالبات مسانِدات قدمن الدعم والمساعدة لـ 169 طالبة من مختلف الصفوف الدراسية. وفي الفصل الخريفي بالعام الدراسي التالي ارتفع عدد الطالبات المسانِدات إلى 22 طالبة وعدد الطالبات المستفيدات إلى 529 طالبة. ومع انتقال "مركز الخدمات الطلابية المسانِدة" إلى موقعه الحالي في مكتبة الجامعة، ضمن وحدة "تكاملية خدمات التعلم"، زاد عدد الطالبات المسانِدات إلى 30 طالبة وعدد الطالبات المستفيدات من خدماته إلى 1000 طالبة، مشيراً إلى أن مفهوم "تكاملية خدمات التعلم"، الذي ظهر في العالم خلال السنوات الأخيرة، يعني "تكاملية التعلم" دمج الخدمات التي تقدَّم للطالب أو الطالبة بمكتبة الجامعة أو المعهد في منظومة واحدة، وتخلق عملية "تكامل خدمات التعلم" موقعاً مركزياً متعدد الوظائف والتخصصات في المكتبة تقدم للطالب أو الطالبة من خلاله على نحو تكاملي خدمات مثل "مركز الكتابة"، "مركز الرياضيات"، "مركز المهن"، "مركز الاختبارات"، "مكتب المساعدة في تقنيات المعلومات"، "تطوير الهيئة التدريسية"، "مركز الخدمات الطلابية المسانِدة" وغيرها.

 ويعمل إلى جانب "الطلبة المساندين" فريق من المدربين المتخصصين الذين يقدمون لهم النصح والمشورة ويصممون الممارسات النموذجية التي تقوم عليها أدوارهم تجاه زملائهم المستفيدين، ويشرف عليه كل من غلين بيرسيلُو في أبوظبي وديفيد كير منسقي البرنامج في دبي.

وأوضح بيرسيلّو، وهو مسؤول أول دعم النجاح الطلابي، أن "الطالب المسانِد"، حسب الشروط التي يتضمنها البرنامج، هو كل طالب يتمتع بمستوى أكاديمي جيد، وناجح في مساقات دراسية معينة أو في مجال دراسي محدد. وهذا الطالب يساعد من يحتاج من زملائه في توضيح المادة الدراسية التي يرغب في استيعابها والتعمق فيها ضمن السياق الدراسي، سواء كانت هذه المادة رئيسية أو فرعية. وهو حاضر دائماً لرفع معنويات زميله إذا تسلل إليه شعور بالإحباط في مشواره الدراسي، حيث يتفهم احتياجاته الدراسية والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها ومن ثم تزودها بالمعلومات والشروح التي تلزمها.

 وأشار إلى أن بوسع طلبة الجامعة أن يستفيدوا من خدمات "مركز الطلبة المساندين"، سواء كانوا في سنوات التخصص أو في السنوات التمهيدية، موضحاً أن استقطاب الطلبة المتفوقين للمشاركة يتم عادة عند بدايات ونهايات الفصول الدراسية، ومشيراً إلى أن المقومات التي تتيح للطالب المتفوق التطوع لمساعدة زملائه تشمل أن يكون حاصلاً على معدل تراكمي لا يقل عن 3.0 في فصلين دراسيين بالجامعة على الأقل، ويتمتع بموهبة المبادرة وتقديم الدعم والتشجيع للآخرين، ويجتاز عدداً من المقابلات الشخصية وفق آلية معينة.

 وأوضح أن برنامج "المساندة الأكاديمية الطلابية يهدف لتمكين طلبة الجامعة من المشاركة بفعالية في الأنشطة القيادية، والتي بدورها تنمي مهارات الثقة والتواصل. ويتحقق هذا في مجموعة متنوعة من الطرق، حيث يقوم الطلبة المساندون، على سبيل المثال، بزيارة الصفوف الدراسية لتوعية غيرهم بما يقوم به البرنامج،  وليساعدوا طلبة برنامج الجسر الأكاديمي على الانتقال منه إلى البرنامج التمهيدي، كما يشاركون في أنشطة الإرشاد الأكاديمي للطلبة الجدد واستقبال أولياء أمورهم، وتمثيل الجامعة في معرض "نجاح" الذي يقام في مركز أبوظبي الوطني في أكتوبر من كل عام .. إلخ. هذا النوع من الأنشطة في رأينا، يساعد على تحسين الثقة في النفس واحترام الذات لدى الطلبة وتأهيلهم عند التخرج ليصبحوا مشاركين بفعالية في عالم الأعمال.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد شارك عدد من الطالبات المساندات بأبحاثهن في ثلاثة مؤتمرات أكاديمية في دبي، كما مثلن الجامعة في مؤتمر "تيسول أرابيا" في مارس 2014، وفي مؤتمر "تجمع مراكز الكتابة في الشرق الأوسط وأفريقيا" في نوفمبر 2014 وفي مؤتمر "الجمعية الوطنية للاستشارات الأكاديمية" (ناكادا) في فبراير 2016

هذا، ويعكف "الطلبة المساندون" حالياً على مشروع بحثي مدته عامين للتأكد من فعاليته البرنامج لزملائهم الطلبة أنفسهم وللمجتمع الطلابي بشكل أوسع. ومن المتوقع أن ينتهي هذا المشروع البحثي إلى نتائج مفيدة يتم تقديمها في ورقة أكاديمية بمؤتمر سيقام في لندن في نوفمبر المقبل، ثم في مؤتمر "ناكادا"  في يوليو 2017 بالمملكة المتحدة .