جامعة زايد تستقبل الدكتورة آمال كربول في حلقة نقاشية بعنوان "الريادة في عالم معقّد"
09 Oct 2016أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة الدولة للتسامح رئيسة جامعة زايد أن جامعة زايد تشعر بالفخر كونها مُتَوَّجة باسم قائد استثنائي تَميَّز بإيمان قوي مكَّنَه من تحقيق معجزة تحويل الصحراء إلى دولة حديثة، هي بحق مفخرة للعالم الآن.
وأضافت: "إن ذلك هو إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان المهندس الرئيسي لبناء دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها على مدى أكثر من 30 عاماً، وتميز بقدرة هائلة في إقناع شعبه وأمته والتأثير فيهم.. ونحن، في جامعة زايد، نجدد التزامنا بمواصلة إرثه على الدوام والعمل على تطوير جامعتنا كواحدة من المراكز الرائدة في مجال المعرفة والبحث العلمي، على المستويين الوطني والإقليمي، وكمساهم إيجابي في رفاهية شعب الإمارات".
جاء ذلك خلال كلمة ترحيبية استهلت بها معاليها حلقة نقاشية عُقِدت في مركز المؤتمرات بحرم جامعة زايد بأبوظبي تحت عنوان "الريادة في عالَم معقّد"، وتحدثت فيها إلى الطلبة معالي الدكتورة آمال كربول أمين عام المنتدى الاقتصادي المغاربي وعضو اللجنة الأممية للتعليم ووزيرة السياحة التونسية السابقة، وذلك بحضور سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة وعمداء الكليات وعدد كبير من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية والطلاب والطالبات.
وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: "إن تجربة ضيفتنا رائعة جداً ومتنوعة، تغطي مجموعة واسعة من عناصر مثيرة للاهتمام تتعلق بالتعليم والثقافة والسياحة. فهي رائدة اجتماعية، وسيدة أعمال، وكاتبة وسياسية، وهي متحمسة للعمل مع القادة والفرق والمنظمات ومساعدتهم في خلق اختراقات في تفكيرهم وتحقيق مسارات تحول في أنفسهم"، مضيفة "أنها كانت حتى فبراير 2015 وزيرة السياحة في الحكومة الانتقالية التونسية التي تم تعيينها بعد المفاوضات الرباعية الناجحة، وتم ترشيحها كواحدة من عشرة قادة سياسيين بين الشباب الأفارقة. كما نُشِر أحدث كتاب لها مؤخراً بعنوان "ركن التابوت: الخطوط العريضة لثقافة قيادية جديدة تتناسب مع تعقيدات وديناميات القرن الحادي والعشرين".
وأضافت معالي الشيخة لبنى، مخاطِبةً طلبة الجامعة: "إن حكومة الإمارات حريصة جداً على تطوير الصفات القيادية لدى الشباب أمثالكم، وفي هذا الإطار يتعين علينا جميعاً الإقرار بأننا نعيش اليوم في عالَم اقترب من بعضه البعض حتى بات أصغر حجماً، وهو أيضاً كامل التنوع، ولكي تصبحوا قادة، يحتاج كلٌ منكم إلى التحلي بالحكمة، والدأب على تطوير شخصيته الفاعلة المؤثرة، ثم تأتي بعد ذلك المهارات الاجتماعية التي تساعده في التفاعل مع هذا التنوع الكبير".
ثم تحدثت معالي د. آمال كربول فأشارت إلى أن الشباب اليوم يواجه عدداً من التحديات الكبرى التي يعيشها العالم وعليه أن يتعامل معها، وأبرز هذه التحديات هي تلك التي فرضتها "العولمة" و"الرقمنة"، وعلينا التسلح بأحدث مستجدات التكنولوجيا لتحقيق اختراقات كبيرة، موضحة أن الماضي لم يعد موجوداً في حاضرنا اليوم بعد ما داهمه من جانب البشر كثير من القلق والشكوك، وأصبحت الحوادث مفاجآت. وأضافت: "من كان يمكنه في الماضي القريب أن يتوقع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما حدث قبل أسابيع؟"
وأكدت أن القيادة في عالمَ اليوم لم تعد تعني منصباً، وإنما هي عملية يساهم في تكوينها وتطويرها عدد من الأطراف الفاعلة بما فيها المجتمع.
وقالت: إن التعليم أصبح يعني القدرة على التعلم، وهو لم يعد فقط ما تتلقاه في قاعات الدرس، بل أصبح يعني تأهيلك لأنْ تكون مبدعاً وتقوم بأدوار قيادية، ودولة الإمارات في وضع جيد من هذه الناحية، حيث تحسن تأهيل شبابها ليكونوا قياديين مبدعين.
وأوضحت أن تطوير الذات في هذا السياق هو مسؤولية وليس اختياراً، ومن المهم أن تتحلى عملية التعلم بالتفكير النقدي والابتكاري، فذلك هو الذي يرسم سبيلكم أيها الشباب للتقدم إلى الأمام، ولتنمية هذه الملكات يجب أن يؤسس كل منكم رؤية عميقة للتطوير، تترسخ من خلال الاستفادة من العلوم النظرية والإنسانية. فاللجوء إلى الفلسفة والفنون وعلم النفس والأدب وغيرها يقوي عضدك وأنت تحاول تحقيق اختراقات كبيرة بالتكنولوجيا.
وقالت: "إنك إن كنتَ تواجه مقاومة في تطوير نفسك لبلوغ هذا المستوى فهذا يعني أنك بالفعل تجتهد لتكون مبدعاً".