الشيخة شما بنت سلطان آل نهيان تفتتح في جامعة زايد ندوة الإمارات السنوية الثانية حول الأبحاث الكمية

03 Mar 2016

تحت رعاية وبحضور الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، استضافت كلية الإدارة بجامعة زايد ندوة الإمارات السنوية الثانية حول الأبحاث الكمية، التي عُقِدت أمس "الثلاثاء" في مركز المؤتمرات بفرع الجامعة في أبوظبي، وهدفت إلى تحقيق مستوى عالمي للأبحاث الكمية وتطوير ثقافة التميز البحثي.

شارك في الندوة، التي استمرت على مدى نهار كامل، ممثلون للعديد من الجامعات المحلية مثل، جامعة الإمارات العربية المتحدة ، جامعة نيويورك الجامعة الأمريكية في الشارقة، الجامعة الأميركية في دبي، جامعة الشارقة، وجامعة ولونغونغ في دبي، وكلية "إنسياد"، إلى جانب مشاركين دوليين من فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، ألمانيا وسلطنة عمان.

وافتتحت الشيخة شمّا، وهي إحدى خريجات جامعة زايد، الندوة بكلمة أعربت فيها عن اعتزازها بالمشاركة في الحدث، ما يوفر لها "فرصة عظيمة للتواصل مع باحثين من جامعة زايد وكذلك نظرائهم الدوليين، ومعرفة المزيد عن أبحاثهم المتنوعة والرائدة التي ستعمل بالتأكيد على تحسين نوعية الحياة في مجتمعات اليوم".

وقالت: "إنني أشجع جميع الطلاب والطالبات على خوض تجارب البحث الأكاديمي في هذا المجال بمزيد من الفاعلية لأن ذلك من شأنه أن يسهم بإيجابية في تنمية الاقتصاد المستدام في الدولة"، مضيفة أن "مقارَبات التعاون والشراكة تمثل أيضاً آليات كبيرة لتطوير الأبحاث وتحسينها في المستقبل ".

وألقت الدكتورة مارلين روبرتس، نائبة مدير جامعة زايد بالإنابة، كلمة أكدت فيها التزام الجامعة بالعمل على تطوير القدرات البحثية لطلبتها في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، وتمويل الأبحاث المهمة والمتميزة، وذلك بهدف تلبية متطلبات استراتيجية الحكومة".

ومن بين الأوراق التي طُرِحت في الندوة بحث قدمته الدكتورة فوزية جبين، الأستاذ المساعد في جامعة أبوظبي، بعنوان "العوامل التي تؤثر على نجاح مشاريع سيدات الأعمال الإماراتيات وتوفير الموارد المالية اللازمة لها: شهادة من دولة الإمارات".  

وأكدت الباحثة أن عوامل البنية التحتية يمكن أن يكون لها تأثير مزدوج على نمو مشاريع ريادة الأعمال، وكذلك على تشغيل المشاريع التجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة من منظور سيدات الأعمال الإماراتيات.

وأعربت الباحثة عن أملها في أن تساعد هذه الورقة واضعي السياسات في تحديد العوامل التي تخص مشاريع ريادة الأعمال في هذا السياق بالذات، الأمر الذي سيؤدي إلى صياغة سبل التدخل الفعالة والعملية للمساعدة في تدبير سيدات الأعمال للموارد المالية اللازمة لمشاريعهن وبناء مهاراتهن.

وقالت الباحثة، التي استخدمت أسلوب الاستبيان لجمع البيانات من 224 سيدة أعمال إماراتية، بدعم من مجلس سيدات أعمال أبوظبي، إن الغرض من بحثها "هو التعرف على عوامل نجاح الأعمال وتوفير الموارد المالية اللازمة لها، والمواضيع المتعلقة بتنميتها، والمجالات الإشكالية المتعلقة بسيدات الأعمال الإماراتيات في دولة الإمارات".  

وقامت الباحثة بتحليل هذه العوامل من أجل فهم مصادر المشورة التي سعت إليها سيدات الأعمال للبدء في مشاريعهن، والعوامل التي تؤثر على نجاح هذه المشاريع ، حيث تصدت للظروف المحلية التي تتأثر بها العمليات التجارية في كل بلد، والمشاكل الكبيرة التي لقيتها سيدة الأعمال الإماراتية عند الشروع في العمل لحسابها الخاص.

وأكدت الباحثة أن ورقتها كشفت عن عدة نتائج مهمة بهذا الصدد، منها على سبيل المثال الجهود التي تبذلها سيدات الأعمال في إدارة خضم كبير من العمل والمسؤوليات، وعدم التفرغ الكافي للعائلة. كذلك تَبَيَّن من الدراسة أن سيدات الأعمال الإمارتيات ينظرن إلى عوامل البنية التحتية مثل موقع المشروع وتسهيلات وقوف السيارات الخاصة به، والوعي بالتغييرات الإجرائية، وعدم الوضوح في السياسات .. باعتبار أن هذه كلها هي أكثر العوامل المهيمنة تأثيراً على عملياتها التجارية في دولة الإمارات.

وعلاوة على ذلك، أظهرت نتائج البحث أن سيدات الأعمال الإماراتيات يعتبرن أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية سوف تؤثر على نجاح أعمالهم، قائلة: "إن المهارات الإدارية ودعم العملاء  يبدوان العاملين الأكثر تأثيراً.. أما العوامل المتعلقة بالإنتاج مثل الأفراد، ورأس المال، والتدريب، والحكومة، والسمعة فإنها أيضاً مهمة لكنها تتوازن مع المهارات الإدارية ودعم العملاء" .

وبالنظر إلى أن مفهوم الابتكار من داخل المنظمات مازال يثير الكثير من النقاش والاهتمام، فقد قدمت كل من الدكتورة  كونستانس فان هورن، الأستاذ المساعد للإدارة ومنسقة التدريب بجامعة زايد وطيبة حسين، المدرسة بالجامعة ذاتها، ورقة بحثية بعنوان "محدِّدات السلوك الإبداعي".

وقالت د. كونستانس "إن الدراسات والأبحاث التي تناولت محدِّدات السلوك الإبداعي قطعت شوطاً طويلاً في التاريخ، إلا أنها في دولة الإمارات مازالت قليلة، ولا أحد منها استخدم الأساليب الكمية الصِرفة، موضحة أن بحثها المشترك مع زميلتها يقدم البيانات التي تم جمعها في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2015، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "عام الإبداع".  

وأضافت إن هناك 170 استبياناً صالحة للاستعمال تم جمع بياناتها من الموظفين، المواطنين والمقيمين، العاملين في الجهات الحكومية والخاصة. ومن الناحية الإحصائية، تشير النتائج المهمة التي تمخضت عنها هذه الدراسات إلى أن التسامح، مع التنويع والتطوير المستمر تشكل عوامل ذات تأثير إيجابي قوي على السلوك الإبداعي الذاتي.

وأشارت كونستانس إلى أن هذه أول دراسة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يدل على أن الحوافز، والموارد، والثقافة تلعب دوراً هاماً في تشكيل السلوك الإبداعي للعاملين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

يُذكر أن النتائج التي تمت مناقشتها في الأوراق البحثية التي قدمت للندوة سيتم دمجها في التدريس في الفصول الدراسية بجامعة زايد لكي يكون طلبتها على بينة من الأبحاث الرائدة في العلوم التجارية.


Zayed University Zayed University Zayed University