انطلاق مؤتمر جامعة زايد حول تدريس العربية بالجامعات بمشاركة عربية ودولية
13 Mar 2016افتتح سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد مؤتمر تطوير أساليب تدريس اللغة العربية بمؤسسات التعليم العالي، الذي نظمه اليوم معهد اللغة العربية بالجامعة، تحت رعاية مؤسسة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان الانسانية والعلمية، بهدف مناقشة ومعالجة التحديات التي تواجه اللغة العربية، خاصة فى مجال تدريسها بمؤسسات التعليم العالي.
وشارك في المؤتمر، الذي تواصلت أعماله على مدى النهار في مركز المؤتمرات بفرع الجامعة في دبي، نخبة ضمت نحو 50 باحثاً من الأكاديميين والمثقفين والخبراء في مجال تدريس اللغة العربية فى مؤسسات التعليم العالي من دولة الإمارات و12 دولة عربية وأجنبية بينها مصر والولايات المتحدة والمغرب والجزائز والأردن والسعودية والكويت وقطر وأرمينيا.
وألقى الدكتور المهيدب مدير جامعة زايد كلمة أكد فيها أن التحديات التي تحيط بواقع تدريس اللغة العربية في كثير من مؤسسات التعليم العالي العربية مازالت قائمة ويتعين مواجهتها، مشيراً إلى أن جامعة زايد وضعت إجادة مهارات التواصل باللغتين العربية والإنجليزية كأحد المتطلبات العامة للدارسين في كافة التخصصات بها، كونها من المهارات الأساسية في سوق العمل.
وأوضح أنه بموجب ذلك تم تخصيص جزء من مكون الثقافة العامة في الخطط الدراسية يتم فيه تدريس اللغة العربية من أساتذة معهد اللغة العربية، وكذلك النظر حالياً في تدريس بعض المواد التخصصية باللغة العربية، مما يهيئ للطلبة مهارات التواصل في تخصصاتهم باللغتين.
وقال المهيدب: "تبقى مسالة الإجادة موضعَ النظر، رغم كون العربية هي اللغة الأم لغالبية الطلبة، حيث تختلف في الواقع مهارات الطلبة حسب تجاربهم التعليمية وهواياتهم، والتي يمكن ربطها بالعوامل المختلفة، كالمنهاج وكفاءة المدرسين وأساليب التدريس، ويبقى على التعليم الجامعي دور أساسي ليس فقط في صقل مهارات اللغة وتدريب الطلبة على استخدامها في التخصصات المختلفة، وإنما كذلك في تحبيب القراءة إليهم، خاصة وأننا في "عام القراءة" الذي دعت فيه القيادة الرشيدة الى التنافس على القراءة.
وأشار إلى أنه "علينا في المؤسسات التعليمية القيام بأدوار متعددة في تعليم منهجية القراءة، سواء للاستمتاع وخاصة بالمقالات والكتب الأدبية والدواوين الشعرية، أو للاستفادة في شتى مناحي الحياة، وكذلك في تنظيم المسابقات المختلفة، والتي تحفز الطلبة على القراءة واستخدام المعلومات في إنتاج فكر متجدد من خلال كتابة المقالات والدراسات، وكذلك النظر في كيفية إدماج التطبيقات العربية على الحاسب الآلي والاجهزة اللوحية في التدريس ومختلف التخصصات، وغيرها من الأدوار ، التي تساهم في مجملها في إعادة الدور الكبير للغة العربية في حياتنا اليومية وتنمية حافز تعلم العربية وإتقانها لدى الأجيال".
وقال: إننا نتوقع للمؤتمر أن يخرج بتوصيات ورؤى واضحة، ويصوغ مناهج ومقارَبات جديدة، لتحسين تعليم اللغة العربية بحيث تكون سليمة، وتتعاطى بسلاسة مع محيطنا التعليمي والمعرفي والثقافي، يتلقاها الطالب في المجتمع والجامعة فلا تَعُسر عليه، ويتواصل بها مع الجميع فلا تغترب عنه، ويتعلم بها ويدرس ويبحث ويصوغ الرأي والقول والحجة في مختلف الأمور فلا يجد في استخدامها تكلفاً أو صعوبة".
وتواصلت أعمال المؤتمر من التاسعة صباحاً إلى الرابعة عصراً عبر ست جلسات أعقبتها حلقة نقاش موسعة تطرق فيها المشاركون إلى عدد من المحاور التفصيلية بينها كيفية تعامل أهل الاختصاص مع تعليم اللغة العربية وتعلمها في المرحلة الجامعية، مفهوم الكفاءة اللغوية للطالب الجامعي غير المختص بدراسة اللغة العربية؟ وكيف يؤثر الاعتقاد بان اللغة العربية لغة قومية على تعليمها، وما إذا كانت العربية باتت لغة التواصل داخل المحيط الأسري فقط، وهل ما تزال هي لغة التعليم؟ .. وغيرها.