العالم الكندي المصري الأصل البروفيسور كميل غابرييل يلقي محاضرة عن تشريح الابتكار في جامعة زايد
24 Jan 2016استضافت جامعة زايد – فرع أبوظبي العالِم الكندي - المصري الأصل البروفيسور كميل غابرييل، نائب مدير جامعة أونتاريو المشارك، حيث ألقى محاضرة بعنوان "تشريح الابتكار: ما الذي يجعل الابتكار ينجح في القرن الحادي والعشرين؟"، وذلك بحضور سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة والدكتورة ماريلين روبرتس نائب مدير الجامعة بالإنابة وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وطالبات الجامعة.
أوضح البروفيسور غابرييل في محاضرته أهمية الابتكار في حياتنا على المستوى الفردي والمجتمعي وأثره على النشاط السلوكي، باعتباره خلق أفكار أو مناهج أو أساليب جديدة للعيش، مشيراً إلى أن الفهم العميق للمبادئ الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية ضروري لنجاح النشاط الابتكاري.
والدكتور غابرييل حاصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإسكندرية والدكتوراه من جامعة مانيتوبا بكندا، ودبلوما في علوم الفضاء من الجامعة الدولية للفضاء في فرنسا. وقد صدر له أخيراً كتاب بنفس عنوان محاضرته يلخص خبرته لسنوات عديدة في إدارة البحث والابتكار في المؤسسات الأكاديمية والوزارات الحكومية المعنية بالابتكار في كندا وخارجها.
واستعرض البروفيسور غابرييل تعاريف مختلفة للابتكار تُميِّز بينه وبين الاختراع، ضارباً المثل بنماذج عديدة منها أحدثت انقلاباً تكنولوجياً وحضارياً، كالورق، وآلة الطباعة، والهاتف، والفاكس، والسيارات، والقطارات هائلة السرعة، والهواتف النقالة، والكمبيوتر الشخصي، والهواتف الذكية وغيرها.
وقال إن تمام الابتكار ونجاحه يتطلب أن تعمل كل أجزائه معاً في اتساق ووئام، تماماً كما يعمل جسم الإنسان؛ حيث المخ يتحكم في عملية التفكير وطرح الأفكار، ويسيطر على الجهاز العصبي الذي يدفع الأجزاء إلى وضع هذه الأفكار موضع التطبيق والتنفيذ؛ كما يُمَكِّن العينين من رؤية ما تفعله بقية الأجزاء الأخرى وبالتالي يعمل معها في وئام.
ثم يأتي دور القلب الذي يُحدِث تدفق الدم الضروري لتمكين الإنسان من المشي على قدميه، أو الجري أو الركض أو التسابق لإنتاج النتيجة المرجوة من الفكرة.
وألقى المحاضر الضوء على ما يحدثه الحرص على استخدام العقل واعتماده في حياتنا من تغييرات إيجابية جوهرية، مستشهداً بما قدمه غراهام بيل مخترع الهاتف للإنسانية، القائل: "دع الدروب التي ألِفَ الناس سلوكها خلف ظهرك وغُصْ في أعماق الغابة .. ففي كل مرة سترى ما لم تره من قبل".
وركز على دور المؤسسات التعليمية والأكاديمية في استنهاض روح الابتكار والتحفيز على تنشيط فاعليته من أجل تطويره وإنتاجه. وقال إن الشائع أن الناس حين يقبلون على التعلم والدرس والتدريب ينحصر تفكيرهم فقط في العثور على وظائف بعد التخرج في المناطق المحلية أو القريبة منهم ولا يسعون إلى أبعد من ذلك، مؤكداً ضرورة تجاوز هذه الدائرة والانطلاق إلى مدارات أوسع وأبعد تأخذنا إلى التعلم التجريبي (التعلم بالعمل) بمعناه الكبير الذي يغذي روح التعلم والاكتشاف.
وأكد أن هناك حاجة ماسة وعاجلة لتجاوز نموذج القاعة الدراسية التقليدية وتقديم طرق تفاعلية جديدة لتعليم الأجيال الجديدة كيف تفكر بطريقة إبداعية ونقدية وبناءة، وأن نغرس في نفوسهم، منذ نعومة أظفارهم، روح الاكتشاف.
واستشهد هنا بالحكمة الصينية القائلة: "لو قلتَ لي شيئاً، سأنساه.. لو أريتني إياه قد أتذكره.. لكن لو أشركتني فيه سأفهمه".
وقال إن المخترعين والمبتكرين الناجحين تميزوا بأربع سمات: الأولى؛ أن كلاً منهم تمكن من الأدوات والعمليات الأساسية في مجال اهتمامه. والثانية؛ أنهم فضوليون بالطبع وأكثر شغفاً بالتعمق في المسائل والمشاكل وحلها. والثالثة؛ أنهم سريعون في المبادرة والتحدي عند مواجهة المقولات السائدة. وأخيراً؛ فإنهم أوسع أفقاً بالطبع، ويسعون دائماً للتوصل إلى حلول شاملة وكلية تخدم البشرية كافة.
وأشار البروفيسور غابرييل إلى أهمية حشد خلايا الابتكار معاً في منظومات حاضنة، أو في إقليم جغرافي يمكنها من الترابط والتفاعل على نحو شبكي .. كما هو الحال في مدينة الإنترنت وقرية السيليكون ومدينة الإعلام في دبي، والتي اتخذت من فكرة وادي السيليكون في الولايات المتحدة نموذجاً لها.. مشيراً إلى أن هذا "الوادي" الأمريكي الذي يشكل المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، أصبح مشهوراً بسبب وجود العدد الكبير من مطوري ومنتجي دائرة تكاملية، وحالياً تضم جميع أعمال التقنية العالية في المنطقة، حيث أصبح اسم المنطقة مرادفاً لمصطلح التقنية العالية. وعلى الرغم من وجود العديد من القطاعات الاقتصادية المتطورة تكنولوجيا إلا أن وادي السيليكون يبقى الأول في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة ويساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحدث عن الدور الذي يجب أن تقوم به الحكومات في دعم الابتكار وتشجيع المبتكرين؛ فحصره في خمس مسؤوليات: الأولى أن تكون نقطة البيع المرجعية لما يتم إنتاجه من المبتكرات، وذلك من خلال عمليات المشتروات الاستراتيجية لهذه المنتجات وتعميمها.
والثانية أن تقدم أو تدعم تمويل دراسات السوق الخاصة بعمليات الابتكار ومخرجاتها، وأن تهيئ الفضاء الدولي وشبكات التواصل والارتباط العالمية اللازمة لدعم عمليات الابتكار وترويج المبتكرات، وأن تدعم اجتذاب المزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال في مجالات التكنولوجيا الجديدة وإقناع المستثمرين ببعدها عن المخاطر.