إنطلاق المؤتمر الدولي حول الإرشاد الأكاديمي في جامعة زايد
24 Feb 2016تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح ورئيسة جامعة زايد، افتتح سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، صباح اليوم (الثلاثاء)، في مركز المؤتمرات بفرع الجامعة بدبي، بحضور الدكتورة ماريلين روبرتس نائب مدير الجامعة بالإنابة، جلسات المؤتمر الدولي لـ"الجمعية الوطنية للاستشارات الأكاديمية" (ناكادا) لعام 2016 الذي تستضيفه الجامعة حالياً ويستمر حتى الخميس المقبل، بمشاركة أكثر من 200 خبير وأستاذ جامعي يمثلون 14 دولة من مختلف قارات العالم.
ويمثل هذا المؤتمر، الذي يعقد لأول مرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ساحة لتبادل البحوث العلمية والاستراتيجيات وأحدث البرامج الخاصة بالإرشاد الأكاديمي وكذلك أفضل الممارسات المتعلقة بإشراك الطلبة في تقديم المشورة في منطقة الشرق الأوسط وما بعدها، إلى جانب التواصل مع الممارسين الرواد في هذا المجال.
ويسعى المؤتمر، الذي يعقد تحت شعار "تطلُّع وتواصل وتمكين"، إلى تعزيز ودعم جودة الإرشاد الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي، حيث يتشاطر المشاركون فيه، عبر أكثر من 80 جلسة متزامنة، أحدث الاستراتيجيات والبرامج الخاصة بالإرشاد الأكاديمي، إلى جانب خبراتهم وتجاربهم بشأن أفضل الممارسات والأبحاث المتعلقة بإشراك الطلبة في عمليات الاستشارات الأكاديمية.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب سعادة الدكتور المهيدب بالمشاركين في المؤتمر ناقلاً إليهم تحيات معالي الشيخة لبنى القاسمي رئيسة الجامعة، التي كانت تشارك في ذات الوقت في الجلسة الافتتاحية لمنتدى المرأة العالمي، وتمنياتها بالتوفيق والنجاح للمؤتمر.
وقال الدكتور المهيدب إن انعقاد هذا المؤتمر في دبي يوفر فرصة هائلة لتبادل المعرفة والأفكار بين جامعة زايد ومنظمة "ناكادا"، التي يمتد نشاطها حول العالم في أفريقيا وآسيا والبحر الكاريبي وأوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية.
وأكد أن الشعار الذي يحمله المؤتمر يستحثنا على دمج التعليم بالاستشارات الأكاديمية والتكنولوجيا في بيئة ابتكارية شاملة تنتج زخماً عالمياً من الأفكار المتجددة باستمرار.
وقال إن الرحلة منذ حصول جامعة زايد على حقوق استضافة هذا المؤتمر وحتى الآن كانت قصيرة، غير أنها مكثفة، مشيراً إلى أنها أظهرت التزام (ناكادا) العميق معنا حيال إرساء علاقات راسخة ودائمة.
ومن جانبه، تحدث الدكتور تشارلي نات، المدير التنفيذي لـ (ناكادا)، في كلمة موجزة، عبر عن شكره وتقديره المخلص لمعالي الشيخة لبنى القاسمي راعية المؤتمر، وأشاد بالجهود التي قامت بها جامعة زايد في استضافة وتنظيم المؤتمر، قائلاً إن هذا الحدث هو المؤتمر الرابع الأكبر للمنظمة منذ تأسيسها، وأثنى على مسيرة الجامعة في مجال الإرشاد الأكاديمي، مؤكداً أن الطالبة التي تولت تقديم فعاليات الجلسة الافتتاحية تمثل نموذجاً جيداً لطالبات الجامعة اللواتي ساعدن في الأعمال التنظيمية الخاصة بهذا المؤتمر بتمكن وحرفية عالية.
وقال: "مثلما ترون جميعاً فإننا في (ناكادا) نؤكد بعمق أن نجاح التعليم العالي على مستوى العالم يرتكز على نجاح هذاالجيل الأول من طلبتنا الذين يقطفون ثمار الإرشاد الأكاديمي الناجح، ويسعدني أن أؤكد التزام مجلس إدارة "ناكادا" بالوصول برسالته إلى جميع الطلبة حول العالم، وعلينا معاً أن نركز على تجاربنا وخبراتنا واستراتيجياتنا لتحقيق هذا التحول في التعليم العالي".
ثم قدمت الدكتورة جيوتي غريوال عميدة الكلية الجامعية بجامعة زايد عرضاً عن الإنجازات التي تحققت في الجامعة في مجال الإرشاد الأكاديمي، وقالت إن هذا المؤتمر يهدف إلى تقوية وتعزيز الثقة في قدرات طلبتنا، موضحة "أن تركيزنا في الكلية الجامعية بجامعة زايد إنما يقوم على الطلبة، فنحن لا نطمئن إلا إذا رأينا الطلبة يتلقون العلم والتميز الذي جاؤوا إلى الجامعة سعياً إليه، وذلك من خلال التعليم الدقيق والشامل والدعم الكامل الذي يوفر لهم الأدوات التي تجعل منهم مواطنين منجين لمجتمكعاتهم وللعالم.
وتحدثت الدكتورة كارين سوليفان-فانس، مديرة مركز الإرشاد الأكاديمي والتعلم في جامعة ويسترن أوريغن بالولايات المتحدة الأمريكية ورئيسة لجنة المبادرات العالمية في (ناكادا) عن واقع التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين، فاستعرضت التحديات التي يواجهها الطلبة في هذا العصر سريع التغير.
وأوضحت أن التعليم العالي في القرن الحالي يعيش فترة زخم هائل، ربما أكبر من أي وقت آخر في التاريخ. ففي حين تطغى علينا في كثير من الأحيان مطالب للقيام بعمل "أكثر وأفضل و أسرع"، فإننا قد نشعر في بعض الأحيان كما لو أننا نقف على أرضية سريعة التحول، فمن المهم أن نتذكر أن التحديات الكبيرة تجلب لنا بنفس القدر فرصاً كبيرة للتفكير في ما نقوم به من عمل وفي إعادة التصور في الطرق التي تدعم الطلبة، لأن الطلبة في نهاية المطاف هم سبب وجودنا هنا، ويجب أن يكونوا محوراً مركزياً لجميع القرارات التي نتخذها كمعلمين.
وأكدت أن الإرشاد الأكاديمي موضوع يستحوذ على اهتمام الإداريين والسياسيين وأصحاب الأعمال في جميع أنحاء العالم، بوصفه إحدى الأولويات الكبيرة في ميدان التعليم العالي، موضحة أن البيانات الخاصة بالحضور الطلابي في المؤسسات الأكاديمية تظهر أن الإرشاد الأكاديمي بات يلعب دوراً مؤثراً في مواظبة الطلبة على الدرس وعدم التسرب الدراسي.
وتطرقت إلى الشعار الذي يتبناه المؤتمر قائلة: إننا كمستشارين أكاديميين نعد بمثابة مرشدين لطلبتنا، ندعم طموحاتهم ونشجعها، ونصلهم بالفرص التي تفيدهم سواء في الأنشطة الصفية أو غير الصفية، كما أننا نساعد على تمكينهم من خلال وضع تحديات فكرية أمامهم.
وخلال ذلك، يجب أن لا ننسى أن كلاً منا لديه أيضا تطلعات حيال مستقبله الأكاديمي، كما أن لدينا القدرة على أن نتواصل، وهو ما يتجلى بوضوح في هذا المؤتمر، مع زملائنا في جميع أنحاء العالم وأن نتبادل معهم الأبحاث والمنح الدراسية وأفضل الممارسات. كذلك يجب علينا أن نمكن أنفسنا كمعلمين وأن لا نغفل عن الدور الحاسم لدينا في تقديم المشورة ونجاح الطالب. وأعتقد أننا، لكي نحقق ذلك، يجب أن نفهم أولاً الوضع الحالي للتعليم العالي.
يذكر أن "ناكادا"، الواقع مقرها الرئيسي في جامعة كانساس ستيت بالولايات المتحدة، هي تجمع عالمي غير ربحي للمشتغلين في مجال الإرشاد الأكاديمي بمختلف قطاعاته، ويفوق عدد أعضائها حالياً أكثر من عشرة آلاف شخص يمثلون أكثر من 2400 منظمة ومؤسسة للتعليم العالي حول العالم. وأعضاؤها هم من المستشارين الفنيين والمرشدين وأعضاء هيئات التدريس والإداريين الذين يعملون على تقوية النمو التعليمي للطلبة وتعزيز نجاح الطالب من خلال تطوير مجال تقديم المشورة الأكاديمية على مستوى العالم.
إلا أن (ناكادا) لا تعد فقط منتدى تفاعلياً للنقاش والحوار، وتبادل الأفكار المتعلقة بالإرشاد الأكاديمي من خلال العديد من الأنشطة والمنشورات، وإنما هي أيضاً بمثابة منصة للدعوة إلى تطوير استشارات أكاديمية فعالة وذلك بتقديم الخدمات الاستشارية للإرشاد الأكاديمي وتمويل البحوث المتعلقة به.