دبي تستضيف أكبر مؤتمر دولي حول "الكينوا"
07 Dec 2016اجتمع اليوم حشد من كبار المسؤولين والعلماء والخبراء من مختلف أنحاء العالم في أكبر مؤتمر دولي مخصص للحديث عن "الكينوا" منذ إعلان الأمم المتحدة العام 2013 العام الدولي للكينوا.
يضم المؤتمر أكثر من 150 من القادة وصانعي السياسات والعلماء والخبراء والمختصين الذين يمثلون أكثر من 46 دولة، الذين اجتمعوا على مدى ثلاثة أيام لمناقشة وتبادل المعلومات والخبرات حول أحداث التطورات في أبحاث الكينوا وإنتاجها وتجارتها حول العالم، والتوصل إلى عدد من التوصيات بشأن زراعتها في البيئات الهامشية التي تتأثر بندرة المياه والملوحة.
وتشير التوقعات إلى احتمال زيادة سكان العالم إلى نحو 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050 ومن ثم تتزايد المخاوف حول عدم كفاءة الزراعة لإنتاج ما يكفي من الغذاء لهؤلاء البشر.
وحسب بعض التقديرات، فإن إنتاج الغذاء ينبغي أن يتزايد بنحو 60 في المئة سواء من خلال زيادة إنتاجية المحاصيل في كل مساحة زراعية أو التوسع في الأراضي الصالحة للزراعة بحلول عام 2050 لتلبية الطلب. وعلاوة على ذلك، فمن المتوقع أن يشهد العديد من المناطق التي تعاني بالفعل من سوء التغذية وندرة المياه وتدهور التربة تزايداً كبيراً في عدد سكانها، ما يثير القلق حول ما إذا كانت أساليب الزراعة التقليدية وأنواع المحاصيل قادرة بالفعل على الحفاظ على أهداف الإنتاج الغذائي العالمي.
ويتعرض السكان الذين يعيشون في البيئات الهامشية، بشكل خاص، لتأثيرات تغير المناخ على الزراعة. لذلك، هناك حاجة ملحة لإيجاد حلول للاستمرار وربما الزيادة في الإنتاجية الزراعية بالمناطق التي أصبحت زراعة المحاصيل التقليدية فيها أمراً صعباً، وغير اقتصادي في بعض الأحيان. وينظر إلى الكينوا على نطاق واسع باعتبارها من المحاصيل الواعدة التي يمكن أن تسهم في التصدي لهذه التحديات.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال معالي الدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة: "يشكّل تغير المناخ واحداً من أبرز التحديات التي يواجهها العالم بشكل عام، والدول التي تعاني من الجفاف ونقص المياه والملوحة بشكل خاص. ومن هنا، فإننا في حاجة ماسّة إلى إيجاد حلول فعّالة للحد من تأثيرات التغير المناخي على كافة الأصعدة، بما في ذلك الزراعة.
إن ضمان الأمن والتنوع الغذائي في البيئات الهامشية في المستقبل يتطلب تحولاً في الممارسات الزراعية واتباع أساليب مبتكرة في أنظمة إنتاج المحاصيل. ونحن نعتقد بأن الكينوا يمكن أن تستحوذ على أهمية كبيرة كمحصول غذائي أساسي في البيئات الهامشية بسبب قدرتها على التكيف مع التربة المالحة والبيئات القاسية التي يبلغ معدّل هطول الأمطار فيها أقل من 200 ملم سنوياً."
وقال سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد: يسعدنا أن نستضيف هذا المؤتمر الدولي في حرم جامعتنا.. وهي حدث يجيء في وقته تماماً، حيث يواجه العالم تداعيات التحديات البيئية الكبرى، ويعاني العديد من البلدان من انعدام الأمن الغذائي والتغذية السليمة وكذلك التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ. ونحن نعتقد أن المؤتمر سيكون منصة ممتازة للعلماء والخبراء للنظر في هذه التحديات والتوصل إلى رؤية مشتركة حول كيف أن محاصيل، مثل الكينوا، التي تنمو في الأراضي الهامشية، يمكن أن تساعد في التصدي لهذه التحديات.
وأظهرت دراسة لـمنظمة "أوكسفام" (لجنة أوكسفورد للإغاثة من المجاعة) في عام 2009 أن 45.9٪ من الفقراء في جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا و 25.3٪ في آسيا يعيشون في البيئات الهامشية. ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة حول حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم 2015، فإن 793 مليون شخص يعانون من نقص الغذاء في العالم قاطبة.
وعلى الرغم من تزايد الاعتراف العالمي بالمزايا والإمكانات التي تتمتع بها الكينوا، والنتائج الإيجابية للأبحاث في الدراسات التجريبية التي أجريت في السنوات الأخيرة، فمازال هناك العديد من المعوقات والقضايا التي يتعين معالجتها قبل أن يصبح الكينوا هو المحصول المختار في المناطق الهامشية، إذ كانت المحاصيل الرئيسية مسيطرة منذ فترة طويلة ولكنها تدريجيا لم تعد تتحمل زيادة الملوحة ونقص المياه.
ومن جانبها، قالت الدكتورة أسمهان الوافي، المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية: "لقد أجري الكثير من الأبحاث عن الكينوا في السنوات الأخيرة. وكذلك قام علماء المركز الدولي للزراعة الملحية باختبار أداء عدة أصناف من الكينوا لإنتاجيتها عندما تنمو في البيئات الهامشية. ومع ذلك، فما زال هناك العديد من القضايا التي يتعين بحثها قبل اعتماد الكينوا كمحصول للاستزراع في البيئات الهامشية، وذلك من أجل التأكد من أن الأنظمة المطروحة وإنتاجها تعود بالفائدة على المجتمعات ونظمها الإيكولوجية الآن وفي المستقبل".
وتشمل هذه التحديات، من بين أمور أخرى، قلة توافر المادة الوراثية للزراعة خارج جبال الأنديز، وقلة المعرفة بأفضل ممارسات التحكم فيها – وبوجه خاص تلك المتطلبات المتعلقة بالمواد الغذائية والمياه ومكافحة الآفات والأمراض والحصاد والتجهيز تحت ظروف الزراعة الهامشية، وعدم وجود قنوات التسويق المناسبة التي يمكن أن يبيع المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة فيها منتجاتهم.
وقال السيد عبد السلام صالح ولد أحمد، مساعد المدير العام والمدير الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بمنظمة الأغذية والزراعة: "أعلنت الأمم المتحدة عام 2013 السنة الدولية للكينوا، وهذا أعطى دفعة جديدة للجهود المبذولة لدراسة القيم الغذائية والاقتصادية والبيئية والثقافية لهذا الغذاء. ونحن نأمل أن يكون هذا المؤتمر نقطة تحول في رفع مستوى الوعي بشأن إمكانات الكينوا للأمن الغذائي والتغذوي في البيئات الهامشية".
ويسعى المؤتمر، المنعقد تحت عنوان "الكينوا من أجل مستقبل الأمن الغذائي والتغذوي في البيئات الهامشية" والمستمر حتى 8 ديسمبر، إلى إيجاد سبل لتنفيذ برامج ومبادرات البحث والتنمية من أجل طرح الكينوا وإنمائها في البيئات الهامشية.
ويهدف المؤتمر أيضا إلى بناء شراكات بين المؤسسات العامة والخاصة ومراكز الأبحاث والتنمية، والعمل كمنصة لنقل أحدث الابتكارات والمعارف المتعلقة بالكينوا.
ويقام المؤتمر تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسة جامعة زايد، وينظمه المركز الدولي للزراعة الملحية بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد، والبنك الإسلامي للتنمية (البنك الإسلامي للتنمية)، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، وبمساهمة فنية من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).