طالبات بجامعة زايد شاركن في برنامج اليونسكو للحفاظ على التنوع البيئي في الإمارات وإثيوبيا
19 Apr 2016أقامت جامعة زايد حفل استقبال في فرعها بأبوظبي على شرف سعادة الدكتور عبد القادر ريسكو سفير إثيوبيا بدولة الإمارات ووفد الشباب الإماراتيين والإثيوبيين المشاركين في رحلة "تبادل المعرفة"، التي نظمتها مؤسسة اليونسكو بإفريقيا فرع إثيوبيا، برعاية مؤسسة المواطن العالمي "قلوبال سيتيزن".
حضر الحفل الدكتورة ماريلين روبرتس نائب مدير جامعة زايد بالإنابة والسيد محمد بريحو الوزير المفوض بسفارة سويسرا والدكتور فارس هواري الأستاذ بكلية آداب وعلوم الاستدامة بالكلية والدكتورة فاطمة العانوتي الأستاذة المشاركة وشمسة الطائي مديرة إدارة شؤون الطلبة
وممثلي اليونسكو والشباب الإماراتيين والإثيوبيين المشاركين في رحلة "تبادل المعرفة".
وهدفت الرحلة، التي نُظِّمت تحت شعار (التعليم سبيلاً إلى حياة بشرية مستدامة)، إلى المساهمة في الإدارة البيئية المبتكرة في البلدين، وشارك فيها 16 شابة وشابة من طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مؤسسات تعليمية مختلفة بالبلدين بينهم ثلاث من طالبات السنة الأخيرة في كلية آداب وعلوم الاستدامة بجامعة زايد هن: أبرار حسين مدي، وخلود سالم، وفاتن ناصر.
و ترأست وفد الدولة شمّا الظاهري من جامعة زايد، التي تم ترشيحها من قبل اليونيسكو للإشراف على برنامج الخدمة المجتمعية الذي قام المشاركون بتطبيقه في الدولتين لتوعية مجتمعاتهم بالمشاكل البيئية.
وتوزع برنامج الرحلة على شطرين أولهما في إثيوبيا في الفترة من 1 إلى 15 نوفمبر الماضي والثاني في دولة الإمارات في الفترة من 3 إلى 17 إبريل الجاري، حيث زار المشاركون محميتي مروح البحرية بإمارة أبوظبي ووادي الوريعة بالفجيرة للاستفادة من التجربة الإماراتية في تطوير المحميات وتبادل الخبرات.
وألقى سعادة السفير الإثيوبي كلمة في حفل الاستقبال بجامعة زايد أكد فيها عمق علاقات بلاده مع دولة الإمارات، والتي ازدادت قوة ومتانة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأشار إلى أن التبادل التجاري بينهما حقق على مدى العقد الماضي زيادة هائلة، من 123 مليون دولار في 2001/2002 إلى 934 مليون دولار أمريكي في 2011/2012، ما يعني زيادة قدرها سبعة أضعاف عن تلك الفترة.
وأشار إلى وجود مجموعة واسعة من الفرص أمام البلدين ليعملا معاً من أجل تعزيز المنفعة المتبادلة على أساس ما يتوفر لديهما من موارد، موضحاً أن إثيوبيا لديها إمكانات من الموارد التي لم تُستغَلّ بعد للاستثمار في الزراعة والتصنيع الزراعي، والصناعة، والطاقة، والسياحة، وقطاعات أخرى.. وهناك أكثر من 90 مستثمراً إماراتياً يقومون بأشكال مختلفة من الاستثمارات في إثيوبيا.
وقال إن إثيوبيا والإمارات وقَّعتا في الاجتماع الأول للجنة الوزارية المشتركة يوم 12 أبريل الجاري خمس اتفاقيات مختلفة هي: مذكرة تفاهم حول التعليم العالي والبحث العلمي، اتفاقية التعاون والمساعدة المتبادلة في مواضيع الجمارك، مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الرياضة، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الزراعة والثروة الحيوانية، ومذكرة تفاهم حول تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل.
وقال إن بلاده، التي تحتضن مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا والاتحاد الافريقي ومنظمات إقليمية ودولية أخرى، لديها علاقات تاريخية مع الدول العربية، وهي متقدمة وعلى أعلى مستوى منذ منتصف التسعينات، حيث اتخذت الحكومة الاتحادية لإثيوبيا سياسة خارجية مسترشدة بمبدأ إقامة علاقات دبلوماسية مع الدول على أساس التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة.
وأشار إلى أن إثيوبيا على الرغم من كل التقدم الذى حققته خلال العقدين الماضيين والتنمية الاقتصادية السريعة المتواصلة، وتحديات الجفاف الذي يحدث كل عشر سنوات تقريباً، فإن التحدي الراهن بسبب ظاهرة النينو هو الأسوأ. ومع ذلك اتخذت الحكومة إجراءات في وقت سابق ودعمت المناطق المتضررة بالماء والإمدادات الغذائية.. ومثل العديد من البلدان الأخرى، فإن الغطاء النباتي الطبيعي في إثيوبيا والتنوع البيولوجي يشكلان تحدياً لإثيوبيا يحسب له ألف حساب.
وأكد في هذا الصدد أن برنامج اليونسكو حول التوعية بالتنوع البيولوجي والمحافظة على البيئة، والذي يتوجه إلى الشباب بشكل خاص، هو أفضل استراتيجية، ومنه هذه الرحلة لاستكشاف المحيط الحيوي.
وقال السفير ريسكو إن إثيوبيا قديمة بما يفوق الخيال، حيث يعود أول سجل لحساب عمرها الى 5000 عام. ولديها تاريخ حافل وطويل يمتد إلى بدايات المعرفة بالنوع البشري، منوهاً بأن إثيوبيا لديها أبجدية فريدة من نوعها والتقويم الخاص بها يتألف من 13 شهراً، وهي أرض ملكة سبأ، ومكان ميلاد القهوة. وقد جاءت المسيحية إليها في بدايات القرن الرابع، قبل أوروبا بوقت طويل، كما أن أول هجرة في الإسلام كانت إلى إثيوبيا، بناء على نصيحة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأتباعه بسبب تهديد قريش، فجاء الإسلام إلى إثيوبيا قبل أن يصل إلى دول الشرق الأوسط الأخرى.
وقال إن إثيوبيا فيها أكثر من عشرة مواقع للتراث العالمي مسجلة لدى اليونسكو، وهي واحدة من البلدان التي يجب أن تكون وجهة سياحية، فلديها الكثير لتقدمه، من فسيفساء بشرية وـ80 لغة، وأساليب الحياة المختلفة، والاستعراضات الفولكلورية.
ثم ألقت الدكتورة ماريلين روبرتس نائب مدير جامعة زايد بالإنابة أشادت فيها بمبادرة منظمة اليونسكو إلى إطلاق البرنامج التعليمي "رحلة تبادل المعرفة لدراسة التنوع الحيوي والتبادل الثقافي"، مؤكدة أن التعليم يمكن أن يحطم الحواجز ويفتح عيون الطلبة على الإمكانات المعرفية المتوفرة حولهم.
وقالت إن طالبات جامعة زايد اكتسبن معرفة وخبرة ميدانية وبحثية مفيدة حول إدارة المياه والتخفيف من آثار التغير المناخي والحفاظ على التنوع الحيوي والسياحة البيئية، كما أتيح لهن التعرف عن كثب على تحديات الإدارة البيئية وحلولها.
وكان أعضاء الوفد الإماراتي المشارك في "برنامج اليونسكو لتبادل المعرفة" قد أمضوا شطره الأول في رحلة بإثيوبيا شملت المناطق الطبيعية الشهيرة مثل إقليم كافا ومدينة بحردار، وقاموا بجولة في بعض المؤسسات الحكومية والجامعات في العاصمة إلى جانب لقاءات محلية مع المزارعين، وتعرف المشاركون على أبرز الملامح الطبيعية والبيئية في إثيوبيا، والسياسات التي اتبعتها اليونسكو للحفاظ على المحميات الطبيعية والوسائل العلمية المستخدمة في حمايتها، كما زاروا محمية بحيرة تانا والتي تم تسجيلها مؤخراً تحت مظلة اليونسكو لتنضم لأهم المحميات الطبيعية، وبحيرة تانا الجنوبية عند شلالات منبع النيل الأزرق.
واستقبل سعادة علي سعد العميرة القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الدولة بأديس بابا أعضاء الوفد حيث تبادل معهم الحديث حول الرحلة والأماكن التي زاروها. واستعرض المشاركون في عرض تقديمي خلال اللقاء تجاربهم في الرحلة والمقترحات التي عرضوها في مؤتمر مع نظرائهم الإثيوبيين للمساهمة في تطوير المحميات والسلامة البيئية، والورقة البحثية التي قدموها لإيجاد طرق مبتكرة تحقق أهداف التنمية المستدامة.
وأعربت الطالبات المشاركات عن سعادتهن للحصول على هذه الفرصة للمشاركة في برنامج عالمي هدفه تعليمي وثقافي.
وقالت أبرار حسين: كثيراً ما نتساءل عن مدى تأثير المجتمعات الفقيرة في الدول النامية على المصادر التي توفرها البيئة، ومدى وعيهم بالعواقب المترتبة على نشاطاتهم؛ لذلك تسعى منظمة اليونسكو إلى نشر الوعي بين أفراد المجتمع، وجلب الخبرات لتساهم في هذه المبادرة. في كل مجتمع يجب أن تكون هناك قوى تسعى للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة، وهذه الفئة لا تقتصر على الباحثين في مجال البيئة فقط، بل يجب أن تضم أفراداً من جميع المجالات؛ وذلك لأنها قضية "عالمية" وليست "فردية".
ومن جانبها قالت فاتن البريكي إن هذه تجربة شيقة أتاحت لنا فرصة عظيمة لمشاركة معلوماتنا وثقافتنا مع طلاب أثيوبيا، واكتسبنا العديد من المعلومات المتعلقة بالبيئة في أثيوبيا.
وأضافت: هدفنا هو التعمق في دراسة المشكلات البيئية في العالم ودولة الإمارات بشكل خاص، والبحث عن حلول لها، وقد وفرت لنا هذه التجربة فرصة لتجربة العمل الميداني في مجال البيئة والاستدامة.
خلود سالم أضافت أن الرحلة الى أثيوبيا لها أثر كبير في حياتها العلمية والعملية والخاصة، فمن خلالها حصلت على الكثير من المعلومات القيمة، التي ستساهم في تعزيز معرفتها للناحية البيئية والاستدامة
ومن جهتها، أعربت شمّا الظاهري، خريجة جامعة زايد ومنسق علاقات الخريجين عن امتنانها لاختيارها لتكون منسق المشاريع المجتمعية لرحلة التبادل الثقافي، وقالت:" كان السفر إلى أفريقيا وإقامة مشروع مجتمعي هو حلمي الدائم، وقد تحقق هذا الحلم بفضل جامعة زايد التي زودتني بالعلم والمعرفة حتى تم اختياري لتمثيل الدولة في هذا البرنامج العالمي. وقدمت شما كذلك عرضاً تقديمياً عن دولة الإمارات وما تتميز به من السلام والتسامح العرقي والديني، وقد صقلت جامعة زايد قدراتنا في التعايش مع الجميع مهما اختلفت دياناتهم و ثقافاتهم"."
الدكتورة فاطمة العنوتي مساعدة العميد لشؤون الطلبة في كليه الآداب وعلوم الاستدامة أعربت عن سعادتها بنجاح الرحلة والنتائج التعليمية التي حصلت عليها المشاركات خلالها. وقالت: نحن فخورون بأن تم اختيار 3 طالبات من علوم البيئة للمشاركة في رحلة اليونسكو إلى إثيوبيا، ونحن أيضا سعداء جدا أن تم اختيار إحدى خريجات وموظفات الجامعة لتكون ضمن الفريق المشرف على البرنامج، مع العلم أنه قد تم اختيار 8 مرشحين من جميع الإمارات. وهذا يعكس تميز مخرجات التعليم في جامعة زايد وقدرات طالباتنا وخريجاتنا في المنافسة عالميا، حيث يعتبر هذا الانجاز دليلا على الجهود الحثيثة التي تبذلها الجامعة لإنشاء جيل واعي مثقف قادر على التعايش مع تحديات العصر.