جامعة زايد تشهد زخماً من الفعاليات إحياءً لليوم العالمي للتسامح

16 Nov 2016

نظمت جامعة زايد في فرعيها بأبوظبي ودبي على مدى هذا الأسبوع عدة فعاليات بمناسبة اليوم العالمي للتسامح الذي وافق يوم الأربعاء 16 نوفمبر، شارك فيها الطلبة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية.  

ووجه سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير الجامعة كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن "التّسامح يعد أحد المبادئ الإنسانية والأخلاقية الأساسية، وهو أيضاً إدراكٌ أصيلٌ وتَفَهُّم واعٍ لحقيقة أن مجتمع الإمارات المعاصر يضم العديد من أبناء الثقافات المختلفة، الذين يشتركون في الولاء للوطن سواء كانوا مواطنين أو وافدين، وأن أحد واجبات المجتمع هو الحرص على هذا التنوع الثقافي، الذي يثريه، علاوة على حمايته لأحد الحقوق الإنسانية الطبيعية بالاعتزاز بثقافة ومعتقد كل فرد، والذي يشكل شخصيته الفريدة، ويحفزه على الحرص على العيش بسلام واحترام متبادل بين الجميع".

وأضاف أن "التسامح يعد ركناً مهماً في رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولتنا، وأحد المبادئ التي أقام عليها بنيان حضارتنا. ومن أقواله رحمه الله في ذلك: "إن المؤمن يجب أن يكون رحيماً ومتسامحاً، أما القاسي فهو الذي لا يَرحم".

وقد كان التسامح عند الشيخ زايد مبدأ عملياً في جوهره، مستنداً إلى الفطرة الإنسانية التي هي عماد رؤيته في كل شيء. وهكذا ارتبط التسامح لديه بالتطبيق الفعلي لهذا المبدأ على مختلف الأصعدة، فهو وسيلة وغاية في نفس الوقت، إذ يتحقق التسامح بنشر التسامح، وهكذا كان تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين وقت الأزمات عنصراً مهماً في سياسته بهذا الصدد.  

وقال مدير جامعة زايد إن التسامح ما زال أحد المعالم الرئيسية في نهج قيادتنا الرشيدة، استلهاماً مما أسسه الوالد القائد ورَسَّخ قواعده في سياساته ومواقفه مع أبناء شعبه وكذلك مع أبناء الشعوب الأخرى. والمواقف في هذا السياق كثيرة، منها على سبيل المثال، تأكيد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" أثناء استقباله ضيوف سموه من العلماء والوُعّاظ في شهر رمضان المبارك خلال عام 2013 أهمية نشر الوعي وثقافة الاعتدال والتسامح والوسطية التي يتسم بها ديننا الإسلامي الحنيف بمبادئه السمحة، وقول سموه إن واجب العلماء هو الدعوة إلى كل ما يحبه الله ويرضاه بوسائل تبرز تعاليم الإسلام العظيمة ورسالته الخالدة..

وأيضاً، تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الشهر الماضي أن "دولة الإمارات تمثل اليوم نموذجا للتسامح وسنعمل على ترسيخ ريادتها في هذا المجال"، مشدداً على أن "الإمارات نجحت في أن تكون مركز جذب بشري من كل أنحاء العالم مبرهنة بأن الإمارات والتسامح وجهان لمعنى جميل واحد"، وأن "التسامح ضمانة أساسية لاستقرار المجتمعات واستدامة التنمية فيها ولا بد من إعادة إعمار فكري وثقافي لمجتمعاتنا العربية لترسيخ التعايش والتسامح والانفتاح".

وأضاف المهيدب: "نحن بدورنا، كأسرة جامعة زايد، نعتز بحرصنا على مواكبة توجهات قيادتنا الرشيدة، والمساهمة في تعزيز روح التسامح في مجتمع الجامعة الذي يتألف من تجمع فريد لأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية الذين يمثلون نحو 50 دولة من مختلف انحاء العالم وطلبة مواطنين يحتفون بزملائهم الدوليين الذين ينتمون إلى أكثر من 20 دولة في امتداد جغرافي يشمل الشرق الأوسط والشرق الأقصى والولايات المتحدة وأستراليا وغيرها.

وقيادة الجامعة - ممثلة بمعالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، رئيسة الجامعة والإدارة التنفيذية - تشجع دائماً طلبتنا وزملاءنا العاملين على إطلاق مبادرات وبرامج تدفع إلى تكريس التسامح كخطاب ثقافي وأكاديمي مستدام في جامعة زايد، ولا شك أن هذه البوتقة الفريدة التي تتمثل في مجتمع الجامعة، والحافلة بالتنوع الثقافي يمكن أن تعطي الكثير في مجال غرس التسامح في نفوس أبنائنا وبناتنا الطلبة وفي مجتمع الجامعة ككل لتكون وبحق كما أراد القائد المؤسس لها، مركزا حضاريا وفكريا للدولة وللمنطقة".

من جهة أخرى، أطلقت إدارة شؤون الطلبة في فرع الجامعة بأبوظبي، بالتعاون مع "برنامج الجسر الأكاديمي"، وهو المرحلة الدراسية الأولى التي ينتظم فيها الطلبة الجدد لدى التحاقهم بالجامعة، المبادرة السنوية الخيرية "أسبوع أكشن" التي تهدف هذا العام إلى جمع تبرعات لدعم مبادرة "مشغل أمنا فاطمة" الرامية إلى تمكين النساء في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن.

 وكانت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي قد أطلقت المبادرة  في احتفال الجامعة بيوم المرأة الإماراتية في أغسطس الماضي، موضحة أنها مشروعٌ لدعم أُسَر اللاجئينَ السوريين الذين يستضيفُهُم المخيَّم الإماراتي "مريجب الفُهود" في الأردن الشقيق، يَستهدف تمكينَ السيدات وتقديمَ الدعمِ الذاتيِّ لَهُنَّ من خلالِ انضمامِهن للمَشغَلِ الذي سيضم 120 ماكينة خياطة وتَعَلُّمِ وممارسةِ الخياطة به".

وأضافت أن هذه المبادرة هي ثمرةُ تجربةِ عاشتها 16 طالبة من جامعة زايد في ذلك المخيم، تَزامُناً مع يوم زايد للعمل الإنساني الموافق 19 رمضان من العام الماضي، من خلال "مركزِ تعزيزِ المجتمعِ" بالجامعة، وبرعايةِ وزارةِ شؤون الرئاسة، انطلاقاً من مبدأِ القيامِ بأنشطةٍ ومشاريعَ طلابيةٍ في مجالِ المسؤوليةِ المجتمعيةِ، على المستويين المَحَلّي والدولي.

وتضمن برنامج "أكشن ويك" عدداً من الفعاليات الأخرى بينها "باربكيو" خيري وسوقاً خيرياً لبيع المخبوزات والمواد الغذائية تذهب عوائدهما لدعم المبادرة.

وتضمنت احتفالية اليوم العالمي للتسامح أيضاً محاضرة عقدت ظهر اليوم (الأربعاء) للداعية الشيخ وسيم يوسف واحتشد لها عدد كبير من الطلبة وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية أكد فيها أهمية إرساء التسامح في مجتمعاتنا، سواء كانت كبيرة تضم الشعوب أو مصغرة مثل المجتمع الدراسي أو المهني أو مجتمع الأصدقاء والزملاء في أي مسار من مسارات الحياة، موضحاً أن الإنسان يحب دائماً أن ينتصر لذاته ومع ذلك فلو لم يكن متسامحاً مع الآخرين من حوله فلن يكتمل استحقاقه لهذا الانتصار.

وقال إن سياسة الإسلام في التسامح التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم هي ألا تصفع من صفعك، مؤكداً أن الرسول ضرب أعظم الأمثلة وأقصاها في التسامح حتى مع خصومه، ومستشهداً بأنه- صلى الله عليه وسلم- عندما احتاج يوماً إلى المال لجأ ليهودي، وتوفي ودرعه مرهونة لديه. وقال إن الإسلام لا يفرض نفسه على أحد بل إن دخول الإنسان الجنة من عدمه أمر مرهون باختياره ولا يجبرك أحد على دخول الجنة.