برنامج "لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم الأوسط الشرق زمالة " يكرّم عدداً من النساء المتفوقات في المجال العلمي في دول مجلس التعاون الخليجي
24 Nov 2015في كلّ عام، تجدّد مؤسّسة لوريال بالشراكة مع اليونسكو التزامها الثابت في دعم النساء المتفوقات في المجال العلمي في الشرق الأوسط. وبالتالي، تُقدَّم منح برنامج زمالة "لوريال – يونسكو" الشرق الأوسط سنوياً إلى العالمات العربيات تقديراً لإنجازاتهنّ في الحقل العلمي، وكذلك لدعم دور النساء في العلم في هذه المنطقة. وقد مضى 17 عاماً على إطلاق مبادرة "لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم" كبرنامج عالمي يحقّق التغيير في المفاهيم النمطية السائدة حول النساء اللواتي يخترن العمل في المجال العلمي. كَمُن الهدف من هذه المبادرة أيضاً في دعم وتمكين وتشجيع النساء اللواتي يعملنَ في مجال العلوم، وإضفاء المزيد من التنوع على العلم من خلال سدّ الفجوة القائمة بين الجنسَيْن.
فما الذي تشير إليه الأرقام بالضبط حول هذه الفجوة القائمة بين الجنسَيْن في مجال العلوم؟ اليوم، تقتصر نسبة الباحثات في المجال العلمي على 30% فحسب. وتقلّ نسبة النساء الفائزات بجوائز نوبل في العلوم عن 3%. فلمَ ينبغي سدّ هذه الفجوة؟ تدلّ الدراسات على أنّ فريق البحث الأكثر تنوعاً يحقّق فوائدَ كثيرةً بما أنّه يُثمر عن نتائج أفضل. ويساهم تعدّد وجهات النظر والنهوج بصورة إيجابية في الظروف التي تؤثر على جودة البحوث. لذلك، إذا كان العلم يساعد على تحسين حياتنا، فمن الضروري إذاً أن يشمل تمثيلاً أوسع نطاقاً لمختلف المواهب. والأهمّ من ذلك أنّه، وفي حال نظرنا إلى النساء على أنّهنّ مساهمات في مستقبل عالمنا، لا بدّ من تخصيص مكان لهنّ في العلوم والاعتراف بدورهنّ في مستقبل هذا المجال. ولكي تكون هذه الخطوة مستدامة، يجب أن تشعر النساء العاملات في مجال العلوم بأنّهن قادرات على العمل في بيئة تعزّز الاحترام والكرامة والتناغم. لذا، يعتبر برنامج "لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم" وسيلةً تساعد على إيصال أصوات النساء. وهو يدعمهنّ في مجال البحوث العلمية مع الاعتراف بتميّزهن وتشجيعه في المجالات التي يقلّ فيها تمثيل المرأة. كما يكمن الهدف في تحقيق المزيد من التنوّع في مجال العلوم، الأمر الذي يتيح بدوره تعزيز جدوى هذه العلوم بالنسبة إلينا أجمعين.
وفي هذا العام، قُدّمت منح برنامج زمالة "لوريال – يونسكو" الشرق الأوسط، والتي تعتبر من بين أهمّ منح العالم التي تُمنح للنساء العاملات في المجال العلمي، حيث تُقدّر قيمة كلٍّ منها بـ 20.000 يورو، إلى أربع عالمات عربيات استثنائيات تقديراً لمساهماتهنّ المذهلة.
و أثنت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسة جامعة زايد على التزام مؤسسة لوريال وهنّأت الفائزات. وقالت في هذا السياق: "لقد تطوّر دور المرأة في المجتمع بصورة ملحوظة على مرّ السنين. و أصبحت النساء الإماراتيات حالياً مُمثلات حقّ التمثيل على جميع مستويات المجتمع، بما في ذلك الساحة السياسية والهيئات الديبلوماسية والسلك القضائي والقطاع التجاري وكذلك التعليم العالي والبحوث العلمية".
في حفل توزيع الجوائز الذي أُقيم يوم 23 نوفمبر بمركز المؤتمرات في جامعة زايد، قال رئيس لجنة التحكيم الدكتور معين حمزة وهو الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية: "تهانينا للفائزات المميزات بمنح الزمالة للعام 2015، وهنّ عذراء المعولي من سلطنة عمان، مها المزيني من المملكة العربية السعودية، مها الصباغ من البحرين، ونازك الأتب من الإمارات العربية المتحدة، تقديراً للأبحاث والمساهمات التي أنجزتها كلّ منهنّ بحسب مجالها العلمي. ويُثبت عملهنّ القيّم وشغفهنّ العميق تجاه العلوم بأنّه من الضروري ومن المُجدي في الوقت عينه مواصلة تشجيع وتحفيز الباحثات والجامعيات في دول مجلس التعاون الخليجي للانخراط في منظومة البحوث والتطوير والابتكار العلمي".
وفي هذا السياق، أضاف تييري أوسان، المدير العام للوريال الشرق الأوسط: "أصبح المجال العلمي يُعرف بأنّه مجال يسيطر عليه الرجال، لذا، نحن ملتزمون في لوريـال بدعم العالمات الطموحات اللواتي يتمتّعن بموهبة استثنائية، وإمكانيّات كبيرة وعزم شديد، بالإضافة إلى مساعدتهنّ على متابعة أبحاثهن الاستثنائية التي ستحدث فرقاً في العالم. من الضروري أيضاً أن تكون للنساء مشاركة أكبر في المجال العلمي بما أنّهن سيشجّعن الشابّات والنساء على المجازفة والابتكار."
لمعرفة المزيد عن مبادرة "لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم" والعمل الذي تنجزه كلّ سنة على الصعيد العالمي، الرجاء متابعة حملة Changethenumbers# على الإنترنت.
الفائزات بمنح الزمالة للعام 2015 هنّ:
· عذراء المعولي (سلطنة عمان) مديرة مركز الدراسات والبحوث في وزارة الصحة، سلطنة عمان: عن أبحاثها في مجال التدفّق الخلوي الحديث والمتعدّد العوامل للكشف عن الأنماط الشكلية المرتبطة بسرطان الدم ورصد الحد الأدنى من بقايا المرض لدى المُصابين بابيضاض الدم النقوي الحادّ.
· مها المزيني (المملكة العربية السعودية) هي عالمة وباحثة في مجال أمراض نقص المناعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، كما أنّها أستاذة مساعدة في جامعة الملك سعود في الرياض: عن أبحاثها التي تركّز على نوعَيْن مختلفَيْن من المرضى المُثبطين مناعياً، لا سيما المُصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمرضى الذين خضعوا لعمليات زرع الأعضاء.
· مها الصبّاغ (البحرين) هي مُحاضرة في مجال الإدارة البيئية بكلية الدراسات العليا في جامعة الخليج العربي في البحرين: عن أبحاثها المتعلّقة بالمسارات التي تسمح بالوصول إلى التنقّل المنخفض الكربون في البحرين.
· نازك الأتب (الإمارات العربية المتّحدة) تحمل شهادة دكتوراه في الهندسة متعددة التخصصات من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا؛ عن أبحاثها في مجال تصنيع أجهزة ذاكرة جديدة غير متطايرة ومنخفضة الطاقة وحاصِرة للشحنات تمتاز بأداء معزّز.