جامعة زايد تنظم يوماً للتوعية بالصحة النفسية
05 May 2015افتتح سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد فعاليات "يوم التوعية بالصحة النفسية" الذي نظمته إدارة شؤون الطلبة بالجامعة في كل من فرعيها بأبوظبي ودبي، وأقيم تحت شعار "أوقفوا الشعور بالعار حيال المصابين بالأمراض النفسية".
وتابع د. المهيدب عروضاً تقديمية ومحاضرات ألقتها طالبات بقسم علم النفس بهدف تفنيد الأغلاط الشائعة بحق المرض النفسي وكيفية توفير أجواء إيجابية لمعالجة المصابين بها ومساعدتهم على التعافي منها إلى الأبد. كما تبادل الحوار مع الطالبات لدى تفقده معرضاً أقمنه في الصالة المركزية "بروميناد" بمبنى الطالبات بفرع الجامعة بأبوظبي وتضمن وسائل تعريفية وإرشادية خاصة بالأمراض النفسية وقصص عدد من المشاهير في مجالات العلوم والفنون والآداب مع الإصابة بها والتعافي منها. وأقيم بهذه المناسبة عرض للفيلم الأمريكي "عقل جميل" الذي أُنتِج عام 2001 وقام ببطولته النجم راسل كراو وحاز أربع جوائز أوسكار، ودارت قصته حول إصابة البروفيسور جون ناش الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد، والذي مازال على قيد الحياة، بمرض الفصام ونجاحه في التغلب عليه والتعافي منه.
وقالت الدكتورة فاطمة الدرمكي مساعد نائب مدير الجامعة لشؤون الطلبة والأستاذ المشارك في قسم علم النفس بكلية آداب وعلوم الاستدامة إن تنظيم يوم الصحة النفسية يعكس مسعى وحدة الإرشاد الطلابي في إدارة شؤون الطلبة بالجامعة للمساعدة في الحد من المشاعر السلبية والخجل المشوب بالعار من مجرد حديث الطالب أو الطالبة عن إصابة بمرض عقلي وطلب المشورة للتغلب عليه. والهدف من ذلك هو تشجيع الطلبة على الاستفادة من الخدمات الاستشارية المتاحة لهم في الحرم الجامعي للتعامل مع القضايا (الشخصية والاجتماعية والأسرية) التي قد تتداخل مع أدائهم الأكاديمي وتعوق تحصيلهم الدراسي.
وتحدثت الطالبة مشاعل المنصوري، من مجلس الطالبات، عن أهمية عقد مثل هذه الفعاليات التوعوية في تبصير الطالبات بالأمراض النفسية والمعنى والحجم الحقيقي للإصابة بها، مشيرة إلى وهم شائع لدى الكثيرين بأن المريض النفسي غريب السلوك والأطوار وقد يثير الرعب ويشيع الخطر في البيئة المحيطة به، وهو ما يجعلهم يتجنبونه ويبقى هو في معاناته صامتاً. وأضافت: من الضروري أن ننفتح أكثر على مواضيع الصحة النفسية وأن نكون على وعي بحقيقة "العار" الوهمي الذي يكتنف الإصابة بها.
وأشارت الطالبة عائشة المالكي من قسم علم النفس إلى أن تشجيع المصاب بمرض نفسي أو من هو عرضة لذلك على طلب الاستشارة والنصيحة ومكاشفة المحيطين به بما يعانيه لا يعني أن هذا الشخص ضعيف الشخصية أو مصاب بالجنون، بل إن توجهه إلى المعالج النفسي، إذا احتاج لذلك، هو سلوك الأقوياء.
وأكدت زميلتها في ذات التخصص مريم الشامسي أهمية الكلمات وقوة تأثيرها في تشكيل مشاعرنا إزاء الآخرين ومشاعرهم إزاءنا، منبهة إلى أن الألفاظ التي نتفوه بها تبقى ملاصقة لنا في رحلة العمر، والطريق إلى وقف الشعور بالعار إزاء المريض النفسي يبدأ من الوعي بتأثير مواقفنا منه وأحكامنا الوصفية التي نطلقها عليه.
وفي حرم جامعة زايد بدبي، عُقدت ندوة طلابية موسعة حول الموضوع ذاته مع د. ليلى السامرائي أخصائية الطب النفسي الإكلينيكي بمركز دبي لصحة المجتمع.
وأوضحت المتحدثة أن الشعور بالعار حيال مسائل الصحة النفسية يمكن أن يسبب الضرر للأفراد والمجتمع على السواء، مشيرة إلى أن الشعور بالعار يكتنف مسألة الصحة النفسية لأنه لا توجد علامات واضحة أو أعراض للإصابة بأمراضها كما هو الحال بالنسبة للأمراض التي تصيب البدن.. إذ لا تفصح عنها فحوص الدم أو الأشعة السينية، ولذا فمن السهل تصور أن هذه المشاكل مجرد تخيلات أو محض أوهام لدى من يتفوه بها.
إلا أنها نبهت إلى أن تجاهل مشاكل الصحة النفسية يجعلها أكثر صعوبة وأكثر تعقيداً لأن آثارها يمكن أن تتغلغل إلى أعماق أبعد من حياة المصاب نفسه، خصوصاً إذا أدركنا أن واحداً من كل أربعة أشخاص من المرجح أن يعاني من أحد أنواع مشاكل الصحة العقلية، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية. لذا، من الضروري أن نتحدث عن الموضوع بطريقة شفافة ومشجعة.
واستعرضت د. السامرائي مشاكل نفسية مختلفة، والأسباب التي تقف وراءها، وزودت الطالبات بمعلومات ومعارف مباشرة حول كيفية تمكين المصابين بمشاكل الصحة النفسية من التعافي منها، ليس فقط للعودة إلى حالتهم الصحية السابقة ولكن لبلوغ حالة صحية أفضل مما كانوا عليها في أي وقت مضى.
وشرحت للطالبات أيضا كيفية التعرف على لحظات الشعور بالعار حيال الإصابة بالمرض العقلي ومكافحة الممارسات المرتبطة بذلك، كما بصرتهن بالأدوات والوسائل التي تأخذهن إلى أفضل السبل لكي يستمع كلٌ منا للآخرين ويدعم بعضنا بعضاً.