اختتام المؤتمر العربي للبحوث الطلابية في مجال الحوسبة التطبيقية بجامعة زايد
26 Apr 2015اختتمت يوم الخميس الماضي في مركز المؤتمرات بفرع جامعة زايد في دبي فعاليات "المؤتمر السنوي السابع للبحوث الطلابية في مجال الحوسبة التطبيقية"، الذي نظمته كلية الابتكار التقني على مدار يومين برعاية إدارة البحوث بالجامعة، وبمشاركة 30 جامعة ومؤسسة تعليمية مثلت ثماني دول عربية هي دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وقطر وفلسطين ومصر والأردن وعمان والبحرين، إلى جانب عدد كبير من الخبراء والمتخصصين وطلاب وطالبات الجامعات.
و أكدت أحاديث المشاركين في المؤتمر والمناقشات التي جرت خلال جلساته أهمية مواكبة السباق الحثيث الذي يشهده العالم في تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة، والتي تشكل خدمات المعلومات والتفكير الاستراتيجي منطقة النمو الأساسية فيه.
وفي هذا السياق، حث المتحدثون الرئيسيون الطلبة المشاركين وزملاءهم بالمؤسسات الأكاديمية في المنطقة على تغيير نظرتهم إلى التعلم الأكاديمي على نحو يجعل الدراسة الجامعية محطة لاستمرارهم في الدراسات العليا بعد التخرج وصولاً إلى الماجستير والدكتوراه وما بعدهما، والتركيز بقوة أكبر على الإبداع والابتكار والبحث العلمي، وعدم الاكتفاء بالدرجة الجامعية التقليدية التي تخولهم الدخول إلى سوق العمل.
ونوهت د. مي الطائي الأستاذ المساعد بجامعة زايد وأحد رؤساء المؤتمر بما انتهت إليه دورية هارفارد للأعمال Harvard Business Review من تصنيف الانشغال العملي بعد الجامعة إلى ثلاثة مستويات متدرجة هي: الخريج الذي وجد لنفسه مكاناً في سوق العمل Trader والصانع الذي يمتلك الخبرة والمنافسة في التصنيع والإنتاج Maker ثم "المفكر الذي يضع النظرية والاستراتيجية ويتابع الأمور برؤية بعيدة المدى ويضع لنفسه موقعاً ومكانة في إنتاج المعرفة Thinker.
ودعا د. أحمد الدباغ من هيئة الإمارات للهوية الشباب إلى فهم حلقة الوصل المنطقية والواقعية التي تربط بين الفكر والصناعة في الميدان، كما حثهم على الانخراط في الدراسات العليا والبحث العلمي دونما حدود وعدم الاكتفاء بالتخرج. وقال: "ادخل سوق العمل، ثم تابع الدراسة في الجامعة للحصول على الماجستير، ستجد بعد ذلك أنك أقدر على تحسين موقعك في سوق العمل، ثم تابع الوصول إلى الدكتوراه ستجد أنك طورت رؤيتك وخبرتك بسوق العمل.. ولا تقف عند ذلك بل اسلك طريق البحث العلمي المنهجي ستجد نفسك مطوراً لمسارك ولمسارات السوق والمجتمع برؤية المفكر والناقد والاستراتيجي".
وقال تيم بيك المسؤول التنفيذي للبرامج – العلاقات الجامعية في "آي بي إم الشرق الأوسط"، إنه لاحظ أثناء حواراته مع شباب إحدى الجامعات السعودية أن المجتمع يتقبل أن يتخرج الطالب من الجامعة ليعمل في التجارة أو في المالية لكن الطالب إذا أراد أن يكون عالماً أو باحثاً عليه أن يبذل جهداً لإقناع المجتمع المحيط به بذلك.
وأضاف أنه يجب أن يطور الشباب الجامعيون أهدافهم إسهاماً في معالجة مثل هذه الرؤى وبالتالي تطوير مسيرة التنمية في بلدانهم، لأن المنطقة بحاجة إلى تنشئة أجيال جديدة من العلماء والباحثين.
وأشار إلى أنه ينبغي لنا في هذا العصر أن نوظف المعرفة التي نكتسبها للدور الذي يجب أن ترتهن له مباشرة ومن هنا نحقق أهداف المجتمع بأقصر الطرق، وأن نختبر هذه المعرفة في مساراتها الميدانية. ونوه بمقولة مفكر الاستراتيجيات إدوارد دي بونو: " الأفضل أن تكون لدينا أهداف كافية، لأن بعضها قد يثبت خطؤه، من أن نبقى بدون أهداف على الإطلاق".
وأشار بعض المتحدثين إلى أن العالم العربي ما زال سوقاً استهلاكية في الغالب، رغم وجود مساهمات قليلة نسبياً في مجالات الحوسبة، وأنه من أجل تسهيل الابتكارات أو الاختراعات، هناك حاجة لتشجيع ودعم أنشطة البحث العلمي، وتوفير مزيدٍ من فرص البحوث التعاونية بين المؤسسات الأكاديمية والصناعية وتطبيقها بشكلٍ أفضل.
ورأى المتحدثون في طلائع الأجيال الجديدة من الطلبة الجامعيين وشباب الخريجين بمنطقة الخليج بشائر واعدة لتغيير العقلية السائدة بشأن الخَيارات المهنية بعد التخرج، والدليل على ذلك كثرة عدد المشاريع البحثية التي تتقدم إلى المؤتمر الحالي بجامعة زايد وتزايدها عاماً بعد عام، من 46 بحثاً مع انطلاق الدورة الأولى عام 2009 إلى 156 بحثاً في الدورة السابعة الحالية.
وأشارت المناقشات إلى ضرورة بذل الجهود لاستكشاف الاتجاهات البحثية المبتكرة ودعمها لتحقيق أهدافها، وكذلك التركيز على ضرورة ابتكار واستخدام طرق جديدة لإجراء البحوث، بحيث تتناول أنواع التفكير والتدريس القائمة على البحث والتعلم، بدلاً من التلقين.