جامعة زايد تحتفل بإبداع تصاميم جديدة للعملات الورقية الإماراتية بأنامل طالباتها

13 Sep 2014

تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد، احتفلت جامعة زايد بالإعلان عن مجموعة التصاميم الفائزة لأول عملات ورقية (بنكنوت) إماراتية من إبداع أنامل طلابية في المنطقة، وتكريم الفريق الفائز والمؤلَّف من ثلاث طالبات بكلية الفنون والصناعات الإبداعية بالجامعة هن: فاطمة الشريفي، نورة العلي وشيما العماري.

وكَرَّمَ سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد الطالبات الفائزات، بحضور سعادة أدريان بليس القائم بالأعمال في  سفارة سويسرا لدى الدولة وسعادة إريك بواسوناس الرئيس التنفيذي لـشركة "كي بي إيه – نوتاسيس" العالمية، إضافة إلى ممثلين عن البنك المركزي الإماراتي وخبراء في تكنولوجيا البنكنوت  وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطالبات بجامعة زايد.

وجاء فوز فريق الطالبات من خلال مسابقة نظمتها الكلية تتويجاً لدورة تدريبية تخصصية حول تصميم أوراق العملة (البنكنوت) بالتعاون مع كل من سفارة سويسرا وشركة "كي بي إيه- نوتاسيس" الرائدة في تكنولوجيا طباعة أوراق العملة بمقاييس أمنية عالية. وشارك في تلك الدورة، التي استغرقت بضعة أسابيع، ثماني عشرة طالبة بينهن عَشرُ طالبات متخصصات في "الغرافيك" وثماني طالبات متخصصات في تصميم الملتيميديا، حيث اطَّلعن خلالها على أحدث التطورات في فن تصميم أوراق العملة. واستثماراً للخبرات والمعارف التي تلقتها الطالبات المشاركات في هذه الدورة، فقد عكفن على إنتاج تصورات غرافيكية فنية جديدة للزخارف والرسومات التي حملتها أوراق عملة جديدة من إبداعهن استلهمنها من مفردات الثقافة المحلية الإماراتية.

وكانت الطالبات قد استبقن موعد بدء الدورة بالقيام بقراءات وأبحاث مستفيضة حول تصميم البنكنوت شملت إجراء "دراسات حالة" مكثفة على نماذج مختلفة منها، وفي الوقت الذي ركزن فيه عيونهن على ملامح ومفردات الثقافة المحلية لمعالجتها في تصميماتهن، فإنهن استنبطن أيضاً أفكاراً تشكيلية جديدة يمكن ترجمتها إلى أوراق عملة تتميز بالأصالة والرصانة والجِدّة في الإبداع.

وتنافست الطالبات في المسابقة في شكل فرق صغيرة ضم كلُّ فريق منها ثلاث طالبات، وتولت التحكيم لجنة مؤلفة من سعادة أدريان بليس القائم بالأعمال السويسري وفيصل المحمود مدير أول العمليات المصرفية بالبنك المركزي الإماراتي وميشيل بونزون مصممة الوثائق الأمنية في "كي بي إيه نوتاسيس" و جودي ماغي أستاذة التصميم والفنون المرئية بجامعة زايد.

وألقى سعادة الدكتور المهيدب مدير جامعة زايد كلمة هَنّأَ فيها الطالبات الفائزات، وقال إن تكريمهن يأتي في إطار ما دأبت عليه الجامعة من تقدير وتثمين لكل جهد لافت ومتفرد من طلبتها، وذلك دعماً وتشجيعاً لهم على التميز والتفوق والمضي نحو المستقبل بخطى واثقة وراسخة.

وأشاد بحماسة الطالبات اللاتي شاركن في الدورة بشغف ملحوظ، وتَنافسْنَ في المسابقة بروح الفريق وبنوع من التكامل والتنوع الذي يصقل المواهب ويطور المَلَكات.   

وأضاف موجهاً حديثه لهن: "عليكن أن تستفدن دائماً من البرامج الدراسية التي توفرها لكم الجامعة وأن تنقلن ما تتلقينه من علوم ومعارف إلى ميدان التطبيق والتجريب، فالتجربة هي خير طريق للابتكار والإبداع وصنع إنجازات تتميز بالتفرد والأصالة".

ومن جانبه، أشاد سعادة أدريان بليس القائم بالأعمال السويسري بمستوى التصاميم المتنافسة في المسابقة وقال إنها في الإجمال تعكس استيعاباً عميقاً لفنيات تصميم البنكنوت والتفاتاً واضحاً للتفاصيل. وأكد أن أوراق العملة لأي بلد تعتبر قطعاً فنية يتمثل فيها البلد وشعبه، بثقافته وماضيه وحاضره.

وخاطب الطالبات المشاركات قائلاً: "لقد سادت في تصاميمكن مقولة واحدة هي تراث الإمارات، ومعالمها الحضارية الراهنة.. ومن ثّمّ فإن أوراق العملة التي أنتجتها أناملكن تمثل بحق سفراء لدولة الإمارات إلى العالم".  

وأعرب عن سعادته لأن هذا المشروع قد أفرز جيلاً جديداً من مصممات العملات الشابات اللواتي سيمسكن بزمام هذه الصناعة في دولة الإمارات في المستقبل القريب.

أما سعادة بواسوناس الرئيس التنفيذي لـ "كي بي إيه- نوتاسيس" فأكد أيضاً ارتياحه لأن المشروع التدريبي حول تصميم أوراق العملة الإماراتية برؤى وإبداعات الطالبات قد آتى ثماره بهذا النتاج الرائع لمسابقته.

وقال: "لقد بدا لي ولزملائي أثناء متابعتنا المشروع كأن الطالبات لديهن خبرة طويلة في الميدان لما أظهرنه من دقة عالية واستغراق عميق في التفاصيل، سواء في العمل الذي أنجزنه أو في العرض التحليلي الذي قدمنه في الحفل"، مضيفاً "إنهن أظهرن في تصاميمهن فخراً ببلدهن، بماضيه وحاضره وتطلعاته للمستقبل".

ووجه بواسوناس، باسم شركته، دعوة رسمية للطالبات الفائزات لزيارة مقر الشركة في مدينة "لوزان" السويسرية في إطار برنامج ميداني تخصصي يتضمن متابعة عمليات الشركة وتعزيز المهارات التي اكتسبنها من الدورة التي تلقينها في جامعة زايد.

ثم قدم كل فريق من الفرق الخمسة المتنافسة، من خلال إحدى طالباته، عرضاً تفصيلياً حول المشروع الذي شارك به في المسابقة، استعرض فيه الأفكار والقيم الإماراتية التي ركزن عليها والأساليب والتقنيات التي استخدمنها للتعبير عنها.

وتحليلاً لمجموعة التصاميم الفائزة، قالت الطالبة فاطمة الشريفي، ممثلة الفريق الفائز: "انطلقتُ وأعضاء فريقي من فكرة أن أوراق العملة هي النافذة التي يطل منها الزائر على بلدي وثقافتها وحضارتها. إنها قصتنا وتاريخنا، ولذا يتعين على ورقة العملة الوطنية أن تراعي هذا في خطابها البصري للزائر والمقيم على حد سواء".

وأضافت: "راعينا في تصاميمنا للعملة الورقية أن تُمَكِّن مشاهديها من قراءة المحتوى المعلوماتي الخاص بها رأسياً أو افقياً. وهكذا جعلنا المحتوى في الوجه العربي للعملة يُقرَأ أفقياً بينما يُقرَأ الجانب الإنجليزي رأسياً".

وتابعت: "في الوجه العربي من العملة أبرزنا أيقونات الماضي والتراث وكنوزه الزمانية والمكانية، واضعين في أذهاننا مقولة والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان مؤسس الدولة (من ليس له ماضٍ، ليس له مستقبل). أما الوجه الإنجليزي، الذي يخاطب العالم، فراعينا فيه إبراز الوجه الحضاري والحداثي لنهضة الإمارات، والتركيز على معالمه المرتفعة نحو الأعلى، في إشارة إلى تطلعاتنا الواثبة نحو المستقبل".

وقالت الشريف: "ومن أجل إضفاء لمسات محلية على التصميم، رسمنا خطوطاً منحنية حول خريطة الإمارات، تعبيراً عن امتدادات صحرائنا وكثبانها الرملية، ولكن بأسلوب حَداثي".      



stamp  stamp   stamp