افتتاح المؤتمر العالمي العشرين لدعم الابتكار في الفنون بجامعة زايد

02 Nov 2014

أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي ورئيسة جامعة زايد أن مفهوم "الابتكار" سوف يشكل حجر الزاوية في المبادرات الإماراتية في المستقبل القريب، بعدما أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منتصف الشهر الماضي، الاستراتيجية الوطنية للابتكار، التي تهدف لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها معاليها يوم أمس الاثنين أمام المؤتمر العالمي العشرين لدعم الابتكار في مجال الفنون والتكنولوجيا ISEA2014، الذي تستضيفه جامعة زايد في فرعها بدبي، والذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط، لتستمر فعالياته حتى السبت المقبل في كل من دبي وأبوظبي والشارقة.

ونوهت معاليها بأن المرحلة الأولى للاستراتيجية تتضمن 30 مبادرة وطنية للتنفيذ خلال السنوات الثلاث المقبلة، كمرحلة أولى تشمل مجموعة من التشريعات الجديدة، ودعم حاضنات الابتكار، وبناء القدرات الوطنية المتخصصة، ومجموعة محفزات للقطاع الخاص، وبناء الشراكات العالمية البحثية، وتغيير منظومة العمل الحكومي نحو مزيد من الابتكار، وتحفيز الابتكار في سبعة قطاعات وطنية رئيسة هي: الطاقة المتجددة، والنقل، والصحة، والتعليم، والتكنولوجيا، والمياه، والفضاء.

وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي إن قيادتنا الرشيدة تلهمنا دائماً روح التميز والابتكار، مؤكدة "أننا في جامعة زايد ملتزمون بالعمل بكل الإخلاص، وبملء القلب، لكي نجعل من جامعتنا دائماً أنموذجاً للجامعة المتقدمة التي تستثمر كل جهودها ومبادراتها في الابتكار والإبداع".

وأضافت: "إننا نكرس كل جهودنا لتوفير مناخ يشجع الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية على السير معاً في هذا الاتجاه بكل الحماسة وبروح المشاركة.. وهذا ما يُكسب هذا المؤتمر أهميته القصوى".

حضر الجلسة الافتتاحية الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، والسيدة سو غوليفرسو غوليفر مديرة المجلس الدولي لـISEA  وأعضاء المجلس وعدد من كبار الشخصيات والمشاركون في المؤتمر وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطالبات جامعة زايد.

وأشادت معالي الشيخة لبنى القاسمي بالمؤتمر، الذي تنظمه كلية الفنون والصناعات الإبداعية بالجامعة، ويلتئم فيه 210 أكاديمياً وفناناً من مختلف أنحاء العالم، مشَكّلاً  أكبر حدث عالمي متخصص في الفنون الإلكترونية، التي يعتمد الإبداع فيها على دمج الإنترنت وبرامج الكمبيوتر وقواعد البيانات وغيرها في الأعمال الإبداعية.

ووصفت الحدث بأنه "تجمع فريد للمواهب الفنية العالمية المتمثلة في الأكاديممين والفنانين والمصممين والعلماء وأهل التكنولوجيا الذين تمازجوا في بوتقة واحدة"، موضحة أنه بهذه الصفة يوفر لنا فرصة كبيرة لعرض مواهب فنانينا المبدعين والابتكاريين في الإمارات العربية المتحدة وفي الخليج والشرق الأوسط".

وقالت إن الرحلة التي قطعتها جامعة زايد من أجل كسب حقوق استضافة مؤتمر بهذه الأهمية والحجم لم تكن مهمة سهلة، وأعربت عن شكرها لكل الجهات الحكومية التي دعمت إقامته، هيئة دبي للثقافة والفنون ودائرة دبي للسياحة ومؤسسة أبوظبي للثقافة والفنون .

وعقب كلمة معالي الشيخة لبنى القاسمي، تحدث الفنان الهولندي العالمي ثيو يانس المتحدث الرئيسي الأول في المؤتمر، والذي يوصف بأنه "ليونارد دا فنشي القرن الحادي والعشرين"، فاستعرض بالتفصيل تجربته الإبداعية في النحت الحركي.

وقد كرس هذا الفنان طاقته الجسدية والروحية على مدى العقدين الأخيرين لابتكار أشكال فنية ذاتية الحركة تندمج فيها الهندسة والميكانيكا الحيوية والفن معا في مزيج مدهش بلغ به الفنان الذروة في تجسيد مفهوم النحت الحركي. فقد ابتكر الفنان هياكل عملاقة تتحرك على شاطيء البحر، وتبدو لمن ينظر إليها من مسافة بعيدة كأنها هياكل عظمية لديناصورات ما قبل التاريخ، إلا أنها في حقيقة الأمر مصنوعة من المواد الأساسية مثل أنابيب البلاستيك أو شريط لاصق.

وأوضح الفنان أن هذه الأشكال تتحرك من دون إدخال أي محركات أو أي نوع من الوسائل التكنولوجية. وإنما تمكن هو من بث قوة الحركة فيها بقوة الرياح ورمال الشاطيء فقط.

ويعد إنجاز يانسن واحداً من الأعمال التي تقدم نماذج متفردة لتركيبية تفاعلية تندمج فيها الروبوتات والملتيميديا والمشاهد المفتوحة مع المنحوتات ومشاهد الفيديو واللقطات الفوتوغرافية وآخر مستجدات العلم والأجهزة التقنية والميكانيكية وغيرها.. وكل ذلك في قوام إبداعي واحد ومتكامل.

ويشارك في تقديم هذه الأعمال، إلى جانب يانسن، فنانون عالميون يحظون بشهرة واسعة  وأصحاب تجارب إبداعية مشهودة في هذا المجال هم جانيت إيكلهام، إيركي هوهتامو، سالي جين نورمان.

هذا، وتتواصل فعاليات المؤتمر عبر عشرات الجلسات النظرية والحوارية وورش العمل وأكثر من 120 بحثاً أكاديمياً و 13 عرض فيديو، إلى جانب 132 عملاً فنياً تعكس الجهود الحثيثة لمبدعيها في كشف العلاقة العضوية والتكاملية بين الفن والتكنولوجيا وأن كلاً منهما يساهم في تطور الآخر وتجدده.

ويلقي ISEA2014 الضوء على مفاهيم عدة من بينها: تكامل التكنولوجيا والعلم مع الإبداع الفني  والتقاء الشرق والغرب معاً على هذه الأرضية المشتركة .. الاقتصادات الناشئة والهويات الناشئة .. علم الآثار الرقمي .. وغيرها.

ومن أبرز المواضيع التي يتصدى لها المؤتمر عبر أربع جلسات نقاشية، تحت عنوانه الرئيسي الكبير "المكان"، تلك العلاقة المتبادلة بين الفن والتصميم والتكنولوجيا من جهة، ومن جهة أخرى مفهوم المدينة، الذي يتجسد في الإمارات العربية المتحدة، حيث يتناغم المكان/ الموقع مع ما تشهده الدولة من وثبة متصاعدة في المدنية والعمران، آخذة بأسباب العلم وأحدث التطورات العالمية في مجالات الفنون والتكنولوجيا.  

ويشارك في هذه الحوارات كلٌ من سعود سلطان القاسمي، أحد أبرز مقتني الأعمال الفنية ومؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، جورجيو أونغاني، أحد كبار خبراء " إكسبو 2020"، وخبيرة الميديا الجديدة إليزابيث مونوايان، والمعماري روبرت فيري أحد الشركاء المؤسسين لمبادرة "لآند آرت جينيراتور".

وتتطرق هذه الجلسات إلى مواضيع مثل "النمو المتزايد في حقل التعاون البحثي"، "الأرشيفات الرقمية التَشاركية"، "العلاقة التواصلية بين المجتمعات الفنية والهيئات الحكومية"، "دور التراث والثقافة في عصر التكنولوجيا"، و"إمكانات التعلم من المناهج الجمالية لبناء مدن المستقبل الذكية".

قبيل بدء الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر العالمي العشرين لدعم الابتكار في مجال الفنون والتكنولوجيا، قامت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد، يشاركها الشيخ مايد بن سعود بن راشد المعلا، رئيس مجلس الأمناء بمؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية، بجولة في المعارض المصاحبة للمؤتمر.

ويضم المؤتمر العديد من المعارض التي يقدمها المشاركون وبينها معارض للطالبات مثل معرض "دُمى بدوية" الذي تقيمه الطالبة حمدة الأنصاري، الطالبة بالكلية في فرع دبي، والذي يضم أكثر من مائة قطعة فنية تمثل عرائس أطفال شديدة البساطة والبداوة والبراءة.

ويتمم هذا المعرض سلسلة من المبادرات التي تقوم بها طالبات الكلية منذ عام 2007 في إطار الانطلاق من الأفكار التي تحتبسها قاعات الدرس إلى البيئة الخارجية والتلاحم مع اهتمامات المجتمع.

كما زارت معالي الشيخة لبنى القاسمي والشيخ مايد المعلا معرض "حكايات من الإمارات" الذي يضم الصور التي قامت برسمها طالبات كلية الفنون والصناعات الإبداعية للكتاب الذي قامت طالبات "نادي الخراريف" بالجامعة بتأليفه بالعربية والإنجليزية تخت هذا الاسم ، ويضم قصصاً شيقة للصغارمستوحاة من التراث الشعبي الإماراتي .. ومعرضاً آخر للوحات مستوحاة من قصص قصيرة لمجموعة من الكتّاب الإماراتيين.



stamp  stamp   stamp  stamp