بدء الدراسة ببرامج الماجستير الجديدة بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد
15 Feb 2012بدأت الدراسة يوم الأحد 6 فبراير 2012 في برامج الماجستير الجديدة التي دشنها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد من خلال معهد دراسات العالم الإسلامي في الجامعة مؤخراً خلال احتفال كبير أقيم بمقر الجامعة الجديد في أبوظبي، بحضور د. علي جمعة مفتي الديار المصرية وعدد من الشخصيات البارزة في الدراسات الإسلامية.
وبرامج الماجستير الجديدة أربعة، هي: الدراسات الإسلامية المعاصرة، الاقتصاد الإسلامي وإدارة الثروات، الدراسات الوقفية، ودراسات العالم الإسلامي. وأكد د. نصر عارف المدير التنفيذي لمعهد دراسات العالم الإسلامي أن هذه البرامج استقطبت عدداً كبيراً من الدارسين بلغ 150 طالباً وطالبة تقدموا للتسجيل فيها وهم يدرسونها في مقري الجامعة في أبوظبي ودبي، مشيراًً الى أن مدة كل برنامج هي عام دراسي ونصف العام (ثلاثة فصول دراسية) يدرس الطالب خلال بعضها المساق باللغة التي يختارها (العربية أو الإنجليزية)، إلا أنه أوضح أن إجادة اللغة الانجليزية ليست شرطا للالتحاق بهذه البرامج لكنها شرط للتخرج، حيث يتعين على الدارس في نهاية البرنامج أن يكون مستواه في اللغة الإنجليزية معادلاً لمعدل 500 درجة على الأقل في اختبار "توفل" أو ما يعادلها، وسوف تجري المتابعة الدائمة للتطور الذي يحققه كل طالب في هذا المجال على مدار البرنامج. وأضاف د. عارف أنه يجري العمل حاليا لطرح شهادة الدكتوراه ضمن برامج المعهد للعام المقبل.
ويقدم برنامج ماجستير "الدراسات الإسلامية المعاصرة" قراءة نقدية موضوعية لأهم العلوم والمعارف الإسلامية التي تشكل وعي الإنسان المعاصر، وذلك لتكوين متخصصين في الدراسات الإسلامية قادرين على التفاعل مع المتغيرات المعاصرة على نحو إيجابي، ولديهم وعي عميق للقضايا والاتجاهات المعاصرة في العالم الإسلامي وفي دولة الإمارات على وجه الخصوص. كما يزود هذا البرنامج الطلاب بأحدث أدوات تحليل النصوص التراثية، وأحدث الإسهامات الخاصة بمقاصد الشريعة الإسلامية وقيمها العليا وكيفية تطبيقها على الواقع المُعاش. كما يؤكد البرنامج على قيمة الحياد وعدم التحيز وتجنب الهوى كعناصر رئيسية للتعاطي مع القضايا المعاصرة في العالم الإسلامي.
ويغطي برنامج ماجستير"الدراسات الوقفية" الجوانب النظرية والعملية للأوقاف. ويهدف الى إعداد باحثين متميزين ومسئولين في مؤسسات الوقف ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي وخارجها، بحيث توائم الدراسة في هذا البرنامج ما بين النماذج التاريخية الإسلامية للوقف وقواعده التنظيمية والأنماط الغربية العصرية له. كما يتناول هذا البرنامج عبر مساقاته طرق الإدارة الفعالة للوقف وسبل حماية استقلال مؤسسة الوقف بغرض تعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات الإسلامية.
أما برنامج ماجستير "الاقتصاد الإسلامي وإدارة الثروات" فإنه يهدف الى إعداد باحثين ومدراء متميزين في المؤسسات الاقتصادية والمالية الإسلامية ليكون بذلك أول ماجستير متخصص يغطي الاقتصاد الإسلامي في الشرق الأوسط، ويدرس باللغة الإنجليزية. حيث يتم خلال البرنامج إنماء الوعي بالمبادئ الاقتصادية والمالية الإسلامية المختلفة، كما يتعرض هذا البرنامج لطبيعة الخدمات والتعاملات التي تتم في الأسواق والمؤسسات والأنظمة المالية والاقتصادية حول العالم بما فيها الإسلامية. وفي معرض ذلك، يدعم البرنامج الطلاب المنتسبين إليه بأدوات التحليل الكمي والكيفي المناسبة للتعاطي مع القضايا والمشكلات المعاصرة التي تواجه الاقتصاد والتمويل الإسلامي على المستويين الوطني والدولي، مثل القضايا المرتبطة بالقطاع البنكي والتأمين والمراقبة المالية وإدارة الأصول والصناديق السيادية.
ويركز برنامج ماجستير "دراسات العالم الإسلامي" على عمل دراسة وتحليل قضايا العالم الإسلامي استناداً إلى أساليب ومناهج علمية رصينة سواء على المستوى الداخلي في الدول الإسلامية أو على مستوى العلاقات الخارجية لهذه الدول، موسعا بذلك الاهتمام الأكاديمي بدراسات العالم الإسلامي في فترة بات يمثل الإسلام فيها أهمية قصوى في السياسة العالمية، فالبرنامج يخدم مجموعتين من الدارسين: الأولى تضم شباب الباحثين والأكاديميين الذين يتطلب عملهم وعيا بالقضايا المعرفية والنظرية الخاصة بالعالم الإسلامي، والثانية هم هؤلاء الذين سيستفيدون – وظيفيا وشخصيا- من فهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية وثقافية في العالم الإسلامي، ويتم تدريس هذا البرنامج باللغة الإنجليزية.
وأشار د. عارف إلى أن كل برنامج من برامج الماجستير الأربعة يتم تقديمه في 36 ساعة معتمدة، بمعدل يومين في الأسبوع، من الساعة الخامسة وحتى الساعة التاسعة مساء. ويعتمد التدريس على تقنيات مجربة ومعروفة للقيام بعملية تدريب وتطوير الطلاب. كما تتضمن عملية التدريب محاضرات يقدمها أعضاء هيئة التدريس. تستكمل المحاضرات بعمل حلقات نقاش واعتماد أسلوب المحاكاة ونمط دراسة الحالة، وكذلك عمل فصول قائمة على أساليب حل المشكلات والتوقع (السيناريوهات).
ويقوم بالتدريس نخبة منتقاة من الأساتذة الذين يعملون في معهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد إلى جانب الاستعانة بأساتذة من المتخصصين والمعروفين محلياً أو عالمياً. وكان مكتب الدراسات العليا في الجامعة قد عقد نهاية الأسبوع الماضي لقاء للإرشاد الأكاديمي للدارسين المسجلين في برامج الماجستير الجديدة حيث تم إلقاء الضوء على هذه البرامج وتعريفهم بنظم الجامعة وآليات عملها. وأوضح د. عارف خلال اللقاء أن معهد دراسات العالم الإسلامي يعتمد في برامج الماجستير الأربعة على طرح منهجي جديد في دراسة العلوم الإسلامية المتنوعة، يقوم على الربط بين قواعد هذه العلوم وأصولها وبين العلوم الإنسانية الحديثة والاحتياجات الحالية للمسلمين، وذلك عبر علاقة منهجية منضبطة ومتوازنة من جهة المنهج، ودينامكيه متحركة من جهة الواقع.
من جهة أخرى، قالت "مورين غودوين" مديرة تسويق وتطوير البرامج بمكتب الدراسات العليا بجامعة زايد، إن الجامعة قد طرحت حتى اليوم 20 برنامجاً للماجستير تحظى باعتماد عالمي وتهدف إلى تطوير المهنيين المتميزين إلى قادة ناجحين قادرين على المبادرة والإنجاز والإبداع في ميادين أعمالهم.
ونوهت في هذا الصدد ببرنامج الماجستير في دراسات المتاحف الذي أطلقته الجامعة من خلال كلية الآداب والعلوم في الآونة الأخيرة، والذي يوفر للمشاركين فيه أسس أعمال المتاحف وإدارتها وتصميم المعارض والفن الغربي المعاصر والتصميم العربي والإسلامي والتراث الإماراتي، ويتيح للدارسين فيه العمل كأمناء للمتاحف وتصميم المعارض وتطوير خطط التعريف بالتاريخ والتراث، الأمر الذي يعني في النهاية تشكيل صناعة السياحة الثقافية.
Tweet