جامعة زايد تعقد مؤتمر "تعلم القراءة" لتحسين معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
13 Jun 2023جامعة زايد تعقد مؤتمر "تعلم القراءة" لتحسين معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
عقدت جامعة زايد مؤتمر "تعلم القراءة " على مدى يومين في حرمها بالعاصمة أبوظبي، وذلك بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، رئيسة جامعة زايد، ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من الخبراء والمتخصصين من مؤسسات عالمية رائدة، لمناقشة آليات تعزيز وتحسين طرق تعليم اللغة العربية على مستوى الدولة، والخروج نتائج وتوصيات عملية تُحقق أهدافَ المؤتمر، وتقدم خارطة مستقبل مشرق للغة العربية.
ويهدف المؤتمر الذي نظمه مركز جامعة زايد (زاي) لتعليم اللغة العربية وتنمية مهارات تَعلُمِها، بالتعاون مع البنك الدولي، إلى بحث مخرجات التقرير المعنون "النهوض بتعليم اللغة العربية وتعلُّمها - مسار للحد من فقر التعلُّم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" والذي نشره البنك الدولي في 2021 ويتناول الشواهد والأدلة على العوامل التي تؤثر على تعلم اللغة العربية، ويقترح مساراً للمساعدة في إرشاد بلدان المنطقة في جهودها لتعزيز نتائج التعلم.
وأكدت معالي نورة الكعبي خلال كلمتها الافتتاحية، على سعي جامعة زايد لاحتضان المبادراتِ الطموحةِ وعقد الشراكات الاستراتيجية ومد جسور التعاون مع الأطراف ذات العلاقة وطنيا وإقليميا ودوليا، لإحداث نقلة نوعية لجامعة زايد والنهوض بآليات تعليم اللغة العربية وتحسين المستوى القرائي لطلبتنا، خاصة أنه هو هدف استراتيجي ثابت ورهان مستقبلي واعد.
وقالت: "إن حماية اللغة العربية والنهوض بها نهج نسير عليه في دولة الإمارات، حيث تحرص قيادتنا الرشيدة على توفيرِ أفضلِ السبل لتعزيزِ مكانةِ اللغةِ العربيةِ ضمن رؤيتها في أن تصبح مركزًا للامتياز في اللغة العربية، ومن خلال مبادراتٍ وبرامج نوعية شملت النخب والكفاءاتِ التربويةَ والطلبةَ والدارسينَ ومختلف فئات المجتمع."
وأشاد سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالشراكة الاستاراتيجية مع جامعة زايد للنهوض بمخرجات المبادرات الهادفة لدعم التعليم وتعليم اللغة العربية والتي تأتي على رأس أولويات حكومة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، وأضاف "منذ قيام اتحاد دولة الإمارات وضع المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه" رسالة حول دور التعليم في صناعة تقدم الشعوب، حيث قال الوالد المؤسس في هذا الصدد" إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون، وإن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره.
وأشار الظاهري إلى العديد من التحديات التي تواجه التعليم والتي ظهرت مع التطورات البشرية والبيئية والاقتصادية المتسارعة والتحولات المجتمعية، ومن أهمها فقر التعليم الذي يحول دون وصول الطلبة إلى أقصى إمكاناتهم في التعلم ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع، وتابع: "ينبغي لأي نظام تعليمي أن يضمن حصول جميع المتعلمين على تعليم عادل، يمتثل لمعايير جودة صارمة بغض النظر عن خلفيتهم الاجتماعية والاقتصادية، والتعليم العادل يعني الاستثمار الأمثل في توفير المعلمين الأكفاء ذوي الخبرة التربوية والتعليمية، وتهيئة بيئة تعلم تحفز جميع الطلبة، وضمان الدعم الأكاديمي والوصول إلى التكنولوجيا والمواد والوسائل التعليمية اللازمة."
من جانبها أوضحت الدكتورة هنادا طه ثومور، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، ومديرة مركز (زاي)، أن "تعزيز معرفة القراءة والكتابة في العالم العربي هو أولوية وطنية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن في جامعة زايد فخورون بأن نلعب دورًا رائدًا في هذا المسعى. ويعكس التجمع الاستثنائي للخبراء والمختصين من المؤسسات والمنظمات العالمية بهذا المؤتمر والوصول لنتائج وتوصيات مبهرة خلال فترة انعقاده بجامعة زايد إلى التقدم الكبير الذي أحرزه مركز (زاي) للغة العربية، ويمهد الطريق لنا لمواصلة التعاون مع الشركاء لتحسين تعليم اللغة العربية بشكل جذري، لتعزيز تراثها الغني الذي نعتز به."
وتشارك مؤسسة الفكر العربي، ممثلة بمديرها العام الأستاذ الدكتور هنري العويط، كشريك في المؤتمر، حيث استهل العويط كلمته بالتنويه بالتعاون المثمر والبناء بين المؤسسة وجامعة زايد في تنظيم الملتقيات التربوية الهادفة إلى الإعلاء من شأن اللغة العربية، وأشاد بتقرير البنك الدولي باعتباره "منظومةً متكاملةً من المفاهيمِ والرؤى التربويّةِ واللّغويّة". كما وذكّر بالتقرير الصادر عن مؤسّسةِ الفكرِ العربيّ في العام 2012 بعنوان "لنَنْهضْ بلغتنا: مشروعٌ لاستشرافِ مستقبلِ اللّغةِ العربيّة"، الذي يندرج "في إطارِ جهود المؤسّسة من أجلِ تعزيزِ اللّغةِ العربيّةِ وتحديثِ طرائقِ تعليمِها وتعلّمِها". وتحدّث د. العَويط عن مبادرة مؤسّسةُ الفكرِ العربيّ، في إطارِ مشروعِها "عربي 21" إلى تصميمِ وإنتاجِ "مُبكِّر"، وهي أداةٌ لقياسِ مهاراتِ الأطفالِ القِرائيّةِ في اللّغةِ العربيّة، تُعَدُّ الأولى من نوعِها.
وأكّد د. العَويط أنّ "ما تقومُ به مؤسّسةُ الفكرِ العربيّ على صعيد تعزيز اللّغة العربيّة نابعٌ من إيمانِها العميق بأنَّ لغةَ الضادّ مكوِّنٌ أساسيٌّ في الهُويّةِ العربيّةِ الجامعة، فضلاً عن الاقتناع الرّاسخِ بدورِها المحوريّ في نهضةِ العالَمِ العربيّ، "لأنّها لغةٌ حيّةٌ ولغةُ الحياة، وهي لغةُ الماضي والحاضرِ والمستقبل،" على حدّ تعبيره.
وتضمن الحدث سلسلة من حلقات النقاش والكلمات الرئيسية التي شارك فيها ممثلون من وزارات التعليم في المملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وتونس، وكذلك المنظمات الدولية مثل البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واليونسكو ومؤسسة الملكة رانيا وعدد من الجامعات الدولية، وعدد من الكتاب والمؤلفين. كانت هذه المناقشات بمثابة منصة للمشاركين لتبادل الأفكار وتبادل أفضل الممارسات ومناقشة الأساليب المبتكرة لتعزيز معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية.
وتضمنت الجلسات البارزة حلقات نقاش تفاعلية حول الاستراتيجيات الوطنية لمحو الأمية وتعزيز طرق تعليم وتعلم اللغة العربية من خلال التقنيات الحديثة وبرامج الألعاب التعليمية، واستلهم المشاركون من المناقشات والاستراتيجيات العملية التي شاركها الخبراء في مجالات تخصصهم لتعزيز نتائج التعلم. وأتيحت الفرصة للحضور بعقد شراكات جانبيه من شأنها تعزيز الجهود المبذولة لتعزيز محو الأمية العربية في الشرق الأوسط وخارجه.