فعاليات "أيام في اليابان" تستقطب اهتمام الطلاب والطالبات بجامعة زايد
20 Feb 2020أكد سعادة أكيهيكو ناكاجيما، سفير اليابان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن العلاقات الثنائية بين البلدين شهدت تطوراً مهماً في مختلف المجالات، ومن بينها قطاع التنمية الثقافية.
جاء ذلك خلال حضوره والسيدة قرينته فعاليات "أيام في اليابان" التي نظمها النادي الياباني بجامعة زايد في فرعها بأبوظبي أمس واليوم (الأربعاء والخميس)، حيث استقبله الدكتور مايكل ويلسون نائب مدير جامعة زايد، والدكتورة هند الرستماني عميدة شؤون الطلبة، والدكتورة عبير الراسبي مديرة إدارة القيادة الطلابية، والدكتورة خديجة العامري مستشارة النادي الياباني بالجامعة، وعدد من الشخصيات العامة.
استهدفت الفعاليات التعريف ببعض جوانب الحياة اليومية والفنون والثقافة والتقاليد الشعبية في اليابان الفعاليات، وحضرها عدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية وحشد من الطلبة.
وأعرب السفير الياباني عن فخره وإعجابه بالاهتمام الذي أبداه الطلبة الإماراتيون والحماسة التي أظهروها للتعرف على الثقافة اليابانية واستكشافها عن قرب.
وأضاف: "لقد استمتعت حقاً بالتعرف على ملامح ثقافية يابانية لم أكن أدركها شخصياً، وأعجبني شغف طلبة جامعة زايد بها والاهتمام الذي يولونه لتعلم لغتها"، مؤكداً: "إنني أيضاً أتعلم اللغة العربية وأطلع باهتمام على ثقافة هذا البلد الرائع، الإمارات العربية المتحدة، وهكذا .. ربما نتمكن كشعبين من خلال هذا الاهتمام الثنائي المتبادل من تأسيس ثقافة جديدة مشتركة تجمع بيننا".
من جانبه، قال د. ويلسون إن جامعة زايد تشجع طلبتها باستمرار على استكشاف ثقافات العالم، كما أن الطلبة يقومون من خلال أنديتهم بمبادرات لافتة تكمل ثمار المضي في هذا الاتجاه، ولا سيما في تفاعلهم مع الثقافة اليابانية ذات الجذور العميقة في التاريخ وفي مسيرة الحضارة الإنسانية الشاملة.
ونوه بتنامي عدد الطلبة المسجلين في "النادي الياباني"، فضلاً عن تزايد إقبالهم على برنامج اللغة اليابانية المكثف، الذي يقدمه مركز التعاون الدولي الياباني، والذي يضم حالياً أكثر من 60 طالباً وطالبة.
وكانت الفعاليات قد استهلت بعرض حي قدمته خبيرات يابانيات متخصصات حول تقاليد تقديم الشاي الياباني، الذي يسمى "ماتشا"، وهو مسحوق أخضر يقدَّم ممزوجاً بالماء الساخن، ومصحوباً بقطع خاصة منفصلة من السكر، ويعد عنصراً أساسياً وفاعلاً في حياة اليابانيين، كما كان أساساً لمذهب جمالي وروحاني ترك في ثقافتهم أثراً واسعاً وعميقاً، كما لم يفعل في أي بلد آخر.
وأوضحت إحدى الخبيرات أن أول من قدم "الماتشا" هم رهبان إحدى الطوائف البوذية، الذين استخدموه بعد عودتهم من الدراسة في الصين كمنبه لطيف لتنقية العقل أثناء التأمل، كما تم تقييمه كدواء، بالإضافة إلى استخدامه الرمزي في المراسم. بعد ذلك، انتشر الاستمتاع بالـ "ماتشا" بين الطبقات الحاكمة وطبقات النبلاء التي تعددت لديها وظائف الشاي. ومن هذا التباين في استخدام الـ "ماتشا" تطورت فكرة اجتماعات الشاي، وأدى هذا إلى ابتكار غرف مصممة خصيصاً لمثل هذه الاجتماعات، ومن ثم كان ظهور المفهوم الجمالي البسيط القائم على تقدير الجمال البسيط والرقيق الذي يمكن اكتشافه في أشياء تبدو متواضعة.
وأشارت المتحدثة إلى أن تجمع الناس حول طقوس الشاي اليابانية يمثل وقتاً ممتعاً مشتركاً، كما أن كوب الشاي يُقَرِّب الغرباءَ بعضهم إلى بعض. وقد أضفى مؤسسو هذا الفن على هذه الطقوس قبساً من الروحانية، التي تتلخص في ما يُعرَف بـ "مبدأ ريكيو" المؤلَّف من أربع كلمات هي: "وا"، "كى"، "سي"، جاكو". وتعني الكلمة الأولى "وا"، التجانس والانسجام الواجب تحققه في العلاقات الإنسانية، وفي ما بين الإنسان والطبيعة، وفي اختيار أواني الشاي وفي طريقة استخدامها. أما الكلمة الثانية "كي" فتعني الاحترام، حيث يتم إبداء الاحترام لجميع الأشياء النابعة من مشاعر الامتنان الصادق لوجودها. والكلمة الثالثة "سي" تعني النقاء، بمعنى النظافة الدنيوية والروحية. وأما الكلمة الرابعة فهي "جاكو"، فتعني الهدوء، وبلوغ حالة من السلام الروحي.
وأوضحت المتحدثة أن الدارسين لفن الشاي الياباني يولون الاهتمام لكل العناصر المحيطة بتقديمه: المكان، والأدوات المستخدمة، وآداب التعامل، والأغذية، وحتى المياه المستخدمة.. ومن خلال تدريبهم ودراستهم، يتوق هؤلاء إلى تهذيب أنفسهم وترقيتها كبشر.
وبعد ذلك، طاف الحضور على منصات متخصصة تعرض فنون الحياة اليابانية كما تتبدى في الضيافة والأزياء التقليدية وفن تنسيق الزهور "إيكيبانا" وفن تصاميم طي الورق "أوريغامي" وفن الخط الياباني بالتوازي مع فن الخط العربي، والرسم والتشكيل وتصميم الكتب .. وغيرها.
هذا، وصرحت د. خديجة العامري بأن النادي الياباني يعمل من خلال مثل هذه الفعاليات على تشجيع طلبة جامعة زايد على استكشاف الثقافة اليابانية التي تقف وراء تميز أهلها، وما تتميز به من غنى وعمق ووجوه متعددة تضرب بجذور عميقة في التاريخ إلى آلاف السنين، وهو ما يعزز خبرات هؤلاء الطلبة في التواصل الثقافي مع أقرانهم في اليابان.