ندوة علمية تبحث الرقمنة كسبيل ابتكاري للحفاظ على تراث الإمارات

16 Mar 2019

نظم كل من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث وجامعة زايد ندوة بعنوان " الابتكار والتراث"، وذلك بهدف إبراز العلاقة التكاملية بين الابتكار والتراث وإلقاء الضوء على دور كل منهما في دعم الآخر.

وأوضحت الندوة، التي أقيمت في حرم جامعة زايد بدبي، أن التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، في العصر الرقمي الحالي الذي يشهد ثورة صناعية كبرى، مازال يبرز كقيمة حضارية سامية ولبنة هامة من لبنات الاقتصاد الوطني والنهضة الحضارية الإنسانية، ويتجلى ذلك في تكريسه في المجالات التوظيفية في الكثير من القطاعات السياحية والثقافية في العالـم وعلى المستوى الوطني تحديداً.

وشكلت الندوة فرصة ذهبية لطلاب وطالبات جامعة زايد لإثراء معارفهم التراثية والتعرف على التقنيات المبتكرة المستخدمة اليوم في الحفاظ على التراث للأجيال الحاضرة وأجيال الغد على يد مبدعين إماراتيين احتضنوا تراثهم الأصيل بإسهاماتهم المبتكرة، لمعت أسماؤهم في سماء الوطن والعالم وحصدوا جوائز دولية في مجال الابتكارات التراثية، مثل الركبي الآلي في سباقات الهجن حيث يستبدل الإنسان، بآلي صغير الحجم خفيف الوزن للتحكم ومعرفة سرعة الهجن.

وافتُتِحت الندوة بكلمة ألقاها سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد أكد فيها أن الابتكار أصبح سمة أساسية في دولة الإمارات، حيث يُعنى بتطوير الحاضرِ من خلال صنع المستقبل، وهذا ما تعلمناهُ من رؤيةِ صاحبِ السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسِ الدولةِ، حفظه الله، حينما وجَّهَ بأن يكونَ العام 2015 عاماً لـ"الابتكار"، وجعلهُ ضِمن توجُّهاتِ الحكومةٍ عامةً لخلقِ بيئةٍ إبداعيةٍ وجيلٍ مبتكِرٍ وخَلّاق.

كما تعلمناه من قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله): "المستقبلُ سيكونُ لأصحابِ الأفكارِ والابتكار"، وتأكيده أن "الابتكار اليوم ليس خياراً بل ضرورة، وليس ثقافة عامة بل أسلوب عمل، والحكومات والشركات التي لا تجدد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها وتحكم على نفسها بالتراجع".

وأوضح المهيدب أن الابتكار هو ضامنُ الاستدامةِ والاستقرار. ولما كان التراث هو الحاضنة التاريخية لكل شعب، في كنفه يطور كل مجتمع قيمه وثقافته ويؤسس هويته، لذا أصبح تطوير طرق عرض هذا التراث وتقديمه من أهم الوسائل التي تساعد على استمراره وتطويره والحفاظ عليه ذخراً للأجيال. وفي ضوء ذلك، تنظم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية اليوم هذه الندوة برعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، والذي يترأسه صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي حفظه الله.

وقال: " إن كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة زايد، وضمن دورها التعليمي والبحثي، لديها اهتمام أصيل بالتراث الإماراتي وتعمل على تطوير برنامج دراسي يعمل على تأهيل الشباب الإماراتي في معرفة تراثهم والتعريف به بما يتضمنه ذلك من قيمة حضارية تشكل جانب من شخصية ابناء الامارات ويتطلع إلى التعرف عليها مختلف المقيمين وزوار الدولة."

ثم تلتها كلمة لسعادة عبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الذي أعطى فيها أمثلة حية عن الابتكارات الذي يحظى بها المركز في حسابات سرعة الطيور في الصيد بالصقور  وباقي البطولات التراثية و ما إلى ذلك من تقنيات حديثة تسهل عمل لجنة الحكام و المتسابقين.

و أشار قائلا: “ كان يتطلب منا  لقياس سرعة الطيور ما يقارب الثلاث ساعات الأمر الذي كان يستدعي مننا وقتاً قد يصل إلى ايام لجمع حسابات كل الطيور المشاركة و التي كانت تصل في بعض الأحيان إلى 500 طير ، فعملنا مع مهندسين إماراتيين لإيجاد كيفية لاختراع جهاز يمكننا من إجراء حساب سرعة الطير في وقت قصير ، و بالفعل توصلنا إلى اختراع جهاز مبتكر يقوم بالعملية بأكملها في دقيقتين فقط، و هنا أظهر أننا بالابتكار استطعنا الحفاظ على رياضة من رياضاتنا التراثية و طورناه بشكل يسهل استمراريتها للأجيال القادمة".

وعقب ذلك جاءت كلمة المتحدث الرسمي المخترع أحمد المزروعي، صاحب 120 اختراعا وابتكارا أبرزها وهو الركبي الآلي وهو جهاز  يستخدم لقياس سرعة الهجن، المزروعي هو المؤسس والمدير التنفيذي لـ (شركة أحمد المزروعي للصناعات المعدنية )، (ومركز أحمد المزروعي للابتكار ) وهو مركز متخصص في لإبداع والابتكار في مختلف المجالات وفيه العديد من المعامل والمختبرات، حيث شرح للطلبة و الحضور  بداياته في الابتكار و أهميته في الحفاظ على الموروث الشعبي الإماراتي، و كيفية توظيفه بشكل يلبي حاجة المجتمع، و أكد على ضرورة التحلي بالصبر و العزيمة للإكمال في المشوار.

واختتمت الندوة بجلسة تعليمية غنية من سعادة حمد أحمد الرحومي، رئيس لجنة الغوص، والسيد محمد عبيد المهيري، رئيس لجنة الرماية والسيد محمد عبد الله بن دلموك، رئيس اللجنة الفنية لبطولات فزاع، تناولت الجلسة  نماذج لتطبيقات الابتكار المستخدمة في بعض البطولات التراثية مثل الغوص والرماية والصيد بالصقور .

 وتم تكريم الفائزات في مسابقة البحث العلمي وتم افتتاح العدد الرابع من مجلة "إضاءات إماراتية" السنوية ، التي ضمت مشاريع لطلبة جامعة زايد بإشراف الدكتورة أسماء عبيد، ضمن معرض الابتكار المتكامل في التراث. و تناولت محاور المجلة مواضيع كرقمنة التراث و استنساخ الجمال، و الابتكار في الصيد بالصقور والذكاء الاصطناعي في الإمارات.

 أعقبه افتتاح معرض التراث برعاية وتنظيم مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.. يعرض المعرض التقنيات المبتكرة التي يتم استخدامها في البطولات التراثية.


Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University