مؤتمر التعليم الثاني بجامعة زايد يناقش سبل دعم الأجيال بمهارات تعليمية مبتكرة

27 Mar 2019

تحت رعاية معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة ورئيسة جامعة زايد، انطلقت اليوم أعمال "مؤتمر التعليم الثاني" بعنوان "إرث زايد: التعليم المبتكر لرسم المستقبل"، والذي تنظمه كلّية التربية بجامعة زايد بالشراكة مع مؤسّسة الفكر العربي.

وحضر المؤتمر الذي يقام على مدى يومين في حرم جامعة زايد بدبي، كل من سعادة مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع الشؤون الأكاديمية، وسعادة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي وكيلة وزارة التربية والتعليم لقطاع الرعاية والأنشطة، وسعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، والأستاذ الدكتور هنري العَويط المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربيّ، وسعادة الدكتور دحّام العاني ممثل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وسعادة الدكتورة سالي التركي وكيلة سعادة رئيس مدارس الظهران الشيخ خالد التركي، وسعادة الدكتورة رنا تميم عميدة كليّة التربية، وسعادة الدكتورة هنادا طه مديرة مشروع "عربي21" في مؤسسة الفكر العربي.  

ويأتي المؤتمر في إطار الجهود المبذولة لدعم قطاع التعليم في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون، وتوفير منصّة للباحثين والقادة التربويين وأساتذة التعليم العالي، لتبادل الخبرات واستكشاف ممارسات مُبتكرة وخلق بيئات تعلّم وتعليم ناجحة، فضلاً عن إتاحة الفرصة أمام مُعلّمي المدارس والاختصاصيّين والقادة التربويين لبناء شراكات ومجتمعات تعلّم مهنيّة لتطوير التعليم.

وقال سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد في كلمته الافتتاحية: "حمل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه شعلة المعرفة منذ حوالي عقد خلا، مدركاً ببصيرته الفطرية وإيمانه الراسخ بأن بناء الأوطان تبدأ ببناء الإنسان".

وأضاف: "تفتخر دولة الإمارات العربية المتحدة بنظام تعليمي ذو مستوى عالمي، حيث تمثل نموذج المدرسة الإماراتية خطوة استراتيجية رئيسية في الإعداد للتنمية الشاملة اللازمة  من أجل تحقيق الأهداف الوطنية العليا،  حيث يعمل أصحاب الاختصاص  معًا كفريق واحد. وأما الهدف الرئيسي فهو تمكين جميع مدارس الدولة في مختلف الإمارات من العمل في إطار موحد ديناميكي مع تطبيق أفضل الممارسات الدولية ،  من أجل إعداد خريجين قادرين على تلبية تطلعات وتوقعات المجتمع".

وتابع: "نهدف من خلال نموذج "المدرسة الإماراتية" إلى تدريب المعلمين على المهارات التعليمية وتزويدهم بمعرفة وفهم أعمق للموضوعات التي تتناولها المناهج الدراسية، تحت مظلة معيار موحد لأساليب التدريس المعتمدة في الفصول الدراسية ولقياس المخرجات التعليمية، والغاية المتوخاة تخريج طلبة قادرين على المنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي  وإرساء اقتصاد المعرفة، فيكونوا نموذجا للأجيال الصاعدة".

وأكد الأستاذ الدكتور هنري العويط المدير العامّ لمؤسّسة الفكر العربي، أنّ لاستحضار إرث زايد في مطلع عنوان المؤتمر مسوّغات جوهرية تتجاوز عاطفة الوفاء نحو مؤسّس دولة الإمارات "طيّب الله ثراه" وتتجاوز عاطفة التقدير لشمائله ومزاياه، ولدوره الاستثنائي في مسيرة بناء وحدتها وتحقيق عُمرانها، إلى الاعتراف بعمق آرائه التربويّة وغناها، وبما انطوت عليه من آفاق مستقبلية وأبعاد تنمويّة. فلقد أدرك ببصيرته الثاقبة أهمية الاستثمار في التربية، وآمن بدور العلم في توفير مقوّمات التطوير والرقيّ، وفي صناعة المستقبل، ووعى ضرورة التجديد والتطوير، فأوصى بالتعويل على الشباب في الاضطلاع بمهمّة إحداثهما، ودعا إلى إعداده إعداداً قميناً باستثارة مواهبه الكامنة وتحريك قدرته الفائقة على الابتكار والإبداع.

ولفت العويط إلى أن التربية تخضع لعمليّة تجديدٍ في مفاهيمها ومنطلقاتها وأهدافها ومناهجها وأساليبها وتقنيّاتها وأدواتها، وهي تتولى مهمة الدعوة إلى التطوير المجتمعي الشامل والتحفيز عليه، وتهيئة العناصر المساعدة على تحقيقه، مشيراً إلى أن من أبرز تجلّيات هذا التجديد التربويّ انتقالُ مركز الثقل في التعليم من المعلّم إلى التلميذ، لا باعتباره محور هذه العمليّة وهدفها فحسب، بل باعتباره أيضاً فاعلاً رئيساً في إجرائها وفي إنجاحها.

ونوه العويط أنه لم يعد بوسع طرائق التعليم التي تقوم على تقديم الحلول الجاهزة والمُنمّطة أن تمكّن تلميذ اليوم من مواجهتها والتصدّي لها والتغلّب عليها، إذ إن الانتقال من عهد التعليم إلى عهد التعلّم، هو تغيير جوهري في العمليّة التربوية، وهو يشمل المعلّم والتلميذ معاً، فيتخلّى الأوّل عن وظيفته التقليديّة كملقّن، لمصلحة دوره الجديد كميسّرٍ، ومنشّطٍ، وموجّهٍ، ودليل، ويتحوّلُ الثاني من متلقّ وحافظ للمعلومات إلى شريكٍ في البحث عنها، وفي اكتشافها، بل إلى مسؤولٍ عن اكتساب الكفاءات والمهارات التي تؤهّله لأن يُخضع المعلومات التي تزخرُ بها المواقعُ والمنصّاتُ الالكترونيّة ووسائلُ التواصل الاجتماعيّ للتحليل والنقد، ولأن يُحسن استخدامها وتوظيفها لإيجاد حلولٍ لمشكلاتٍ غير معهودة لم يألف معالجتها. 

وأشار العويط إلى أن المؤتمر يساعدنا في وعي التحديّات الجديدة التي تستدعي تطويراً جوهريّاً في رسالة التربية وأهدافها، وفي وظيفة التعليم ودور المعلّم، وفق المعادلة: "معلّمٌ خلّاق، تعليمٌ مُبتكر، متعلّمٌ مُبدع، مستقبلٌ واعدٌ بتنميةٍ مستدامة".

وقالت سعادة الدكتورة رنا تميم عميدة كليّة التربية بجامعة زايد: "إن قيادتنا الحكيمة تقتفي خطي الشيخ زايد وتتوخى رؤيته، فتركز علي المدارس والتعليم والأطفال، ويحثنا التقدم التكنولوجي السريع اليوم علي مواكبة سرعته. وهذا هو السبب في أن المعلمين والمربين يجتمعون في هذا المؤتمر لتبادل خبراتهم، ومناقشة أفضل الممارسات والأبحاث ذات الصلة، وسيكون بوسعنا من الآن فصاعداً أن نساعد طلبتنا علي بلوغ أقصي قدراتهم والمضي قدما في رحلتهم التعليمية. ثم تمكين خريجينا وخريجاتنا من مواكبه البيئة المتغيرة بسرعة داخل المجتمع".

وأضافت أنه من الأهمية بمكان أن نشحذ أفكارنا في وقت مبكر، ومن هنا تنبع القيمة الأساسية لهذا المؤتمر، مشيرة إلى أن المشاركين سيكتسبون أفضل الخبرات من المناقشات المحفزة للفكر والمعلومات الثاقبة حول كيفية الاستعداد للفصول الدراسية المستقبلية التي سيتداولونها في جلسات هذا المؤتمر.

وشهد المؤتمر تكريم الفائزين بمسابقة "القصّة القصيرة بأقلامِهم" في دورتها الثانية 2018 التي تُنظّمها مؤسّسة الفكر العربي، حيث لفتت مديرة مشروع عربي21 الدكتورة هنادا طه إلى أنه عندما اطّلعت المؤسّسة على جوائز أدب الطفل العربي وغيرها من الجوائز العربية، لم تجد أن أيّاً منها مخصّص للناشئة، لذا ارتأت أن تطلق مسابقة "القصّة القصيرة بأقلامهم"، وهي مسابقة موجّهة لتلامذة المرحلة الثانوية بهدف تحفيزهم على كتابة نصوص قصيرة باللغة العربية الفصحى، وذلك في إطار مشروع الإسهام في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلّمها "عربي21".

وأضافت طه أن محور المسابقة في دورتها الثانية لعام 2018-2019 ركّز على أهمية البيئة المستدامة والمخاطر الناتجة عن إهمالها، مما استرعى انتباه 451 طالباً وطالبة من 16 بلداً عربياً، فاز منهم 20 يمثّلون 7 دول عربية، مشيرة إلى أن القصص الفائزة نشرت في كتاب سيوزّع في مختلف الدول العربية.

وتخلّل المؤتمر عرض فيديو قصير حول المسابقة يتضمن الإعلان عن أسماء الفائزين، وهم تباعاً من المرتبة الأولى حتى المرتبة العشرين؛ ريهام سجيّل (الجزائر) عن قصة "أيام الأرض الأخيرة"، مهداد أنس (المغرب) عن قصة "شفقة"، آية الخطيب (لبنان) عن قصة "ثورة البيئة"، روان بشير (لبنان) عن قصة "صرخة ألم"، بيسان قرنبش (لبنان) عن قصة "اعترافات ثعلب"، ملاك الصايغ (لبنان) عن قصة "الطبيعة تعلن ثورتها على الإنسان..."، سارة ضنّاوي (لبنان) عن قصة "لا وداع للجاحدين"، رميصة بن ساسي (الجزائر) عن قصة "الحكيمة"، وئام أسعد (لبنان) عن قصة "جنَّة الأرض"، رميصة بن ساسي (الجزائر) عن قصة "تذمّر الطّبيعة (نصيحة جدّي)"، زينب منصور (لبنان) عن قصة "ساحرة الألباب"، تسنيم جدوع (مصر) عن قصة "بارديس"، زينب البزار (المغرب) عن قصة "مسافر عبر الزمن"، تسنيم جدوع (مصر) عن قصة "وأمسى العالم خراباً"، مايا البشتاوي (فلسطين) عن قصة "شبح الظلام"، تمارا علي (لبنان) عن قصة "لم الحزن يا وردة الجوري؟"، بتول شكر (لبنان) عن قصة "السجن المؤبّد"، نيرمين المومني (سوريا) عن قصة "الرمق الأخير للأرض"، سيلين غزاوي (لبنان) عن قصة "شهيدة الأحلام"، حنان أعين (لبنان) عن قصة "زهرة النرجس".

ويركّز المؤتمر على دعم الجيل الجديد، ورفده بمهارات ومُمارسات، تساعده في التكيّف مع التحوّلات، والتأثير في عالمٍ متغيّر، حيث سيتم عرض الممارسات الناجحة، ضمن 3 جلسات عن الممارسات الفُضلى في التعليم والتعلّم، البحث الإجرائي، وورش العمل. إذ تناقش ورش العمل والجلسات خلال المؤتمر، استراتيجيّات التدريس، استراتيجيّات الإدارة الصفّية، القرائيّة باللغة العربية، القرائيّة باللغة الإنجليزية، التكنولوجيا، الرياضيات، العلوم، تعريف برمجة الروبوتات، الحاجات الخاصّة، الفنون والموسيقى، التمايز في الصفّ، الثقافة في الصفّ، التقييم، التحفيز، مراكز التعلّم، ونقل الطبيعة إلى داخل الصفّ.

-انتهى-