مشروع بحثي لـ 3 طالبات من جامعة زايد يحصد الجائزة الأولى في المؤتمر الدولي حول الاستدامة والبيئة بالصين

02 Jul 2019

حصل مشروع بحثي أنجزته الطالبة علياء الرميثي وفريق من زميلاتها في السنة النهائية بكلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد على الجائزة الأولى إثر تقديمه في "المؤتمر الطلابي الدولي حول البيئة والاستدامة لعام 2019"، الذي عقد مؤخرًا في جامعة تونجي بمدينة شنغهاي في الصين، وذلك من بين 400 مشاركة مختلفة فيه.

المشروع، الذي تم بالتعاون بين جامعة زايد وكل من قسم الابتكار والبحث في شركة "فالكون آي درونز" والمركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، الواقع مقريهما في دبي، يحمل العنوان "استخدام الطائرات المُسَيَّرة (بدون طيار) كتقنية خضراء للتلقيح الذكي لنخيل التمور: دراسة حالة مطبقة في الإمارات".

ويهدف المشروع إلى تمكين الطلبة من تصميم وتطوير واختبار نموذج صناعي واسع النطاق لطائرة مُسَيَّرة (بدون طيار) من شأنه أن يساعد في تلقيح أشجار النخيل.. كما يهدف إلى توفير الوقت والجهد والتكلفة وكذلك المخاطر الصحية الجسدية والبيولوجية المحتملة على العمال، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة في إنتاج التمور في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيساعد تنفيذ هذا المشروع عبر الطائرات المُسَيَّرة (بدون طيار)، كتقنية مبتكرة وصديقة للبيئة، في التعرف، في الوقت المناسب، على أشجار النخيل التي يجب تلقيحها أولاً ثم دَسّ حبوب اللقاح فيها.

ويعتقد د. فارس هواري، عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد، أن المؤتمر سيكون مفيدًا لتعزيز الوعي والقدرة والتواصل بين الطلبة الناشطين، كقادة وصانعي سياسات مستقبليين، وإحاطتهم بأحدث التحديات والتطورات في مجال البيئة والاستدامة.

ويوضح د. هواري أن المشروع مشترك مع الدكتور علي باتي، المشرف الصناعي في المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) والحلول المستخدمة التي تعمل بدون طيار من قبل "فالكون آي درونز". وقد أثمر بالتبعية في تحديد مشاريع التخرج المرتقبة للطالبة علياء الرميثي التي عرضت البحث الفائز في المؤتمر المذكور وزميلتيها الطالبتين فاطمة الحمادي وفردوس الهاشمي اللتين شاركا معها في إنجازه بحرم جامعة زايد.

وأشار د. هواري إلى أن المساعدة الروبوتية في عملية التلقيح الاصطناعي باستخدام الطائرات المُسَيَّرة (بدون طيار) لديها القدرة على رفع كفاءة التلقيح وتخفيف المشقة والتكاليف الناجمة عن أسلوبه اليدوي، والذي يتم في مجموعة متنوعة من السياقات.

وأكد أن "أهمية هذا البحث لدولة الإمارات العربية المتحدة تكمن فإنه يحقق فائدة كبرى لدولة الإمارات، التي تعد أحد أكبر الدول العشر المنتجة للتمر في العالم، حيث تنتج 533،701 طن متري سنويًا، وتحتضن تجمعاً كبيراً لجينات أشجار النخيل كبير يضم نحو 120 صنفاً من التمر".

من جهته، قال د. يوسف نزال، أستاذ ورئيس قسم علوم الحياة والبيئة في جامعة زايد، والذي أشرف على الطالبات طوال المشروع: "باستخدام هذه الطريقة، سيزداد إنتاج التمور، كما أن المواسم المزهرة لأشجار النخيل في الدولة، التي تشهد ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة يتزامن تتزامن مع الفترة الأكثر سخونة في العام، ستجعل إجراء التلقيح بهذه الطريقة أكثر كفاءة، حيث سيتحكم المزارعون في الطائرات المُسَيَّرة (بدون طيار) من الداخل، الأمر الذي سيساعد على تعزيز صحتهم وسلامتهم المهنية".

أضاف د. نزال أنه ستتم دراسة عملية التلقيح التقليدية لشجرة النخيل بعناية بغية إدخال الطائرات المُسَيّرة (بدون طيار) كتقنية خضراء وذكية كلما كان ذلك مناسبًا وفعالًا. وقال: "في هذا المشروع، أجرينا تحليلًا شاملاً وشاملاً لكي نتوصل إلى حلول أنسب وأكثر قابلية للتطبيق من أجل اقتراح حل أكثر كفاءة وابتكارًا في مجال تلقيح النخيل. لقد اختبرنا طائراتنا المسَيَّرة (بدون طيار) المصممة بشكل خاص لغرض إجراء التلقيح الميكانيكي في نطاق تجربة واقعية لزراعة الأشجار فيما كنا نقوم بتطوير تكنولوجيا الطائرات المُسَيَّرة (بدون طيار) وتكييفها لتعكس نتائج الدراسة. "

وأضاف: "إنني واثق كل الثقة في أن طالباتي سيتمكنَّ من متابعة هذا النموذج المتطور وبدء أعمالهن عليه بعد التخرج. وستقوم الجامعة بتمويل مشروعهن وتوجيههن بكل الوسائل اللازمة لممارسة مهنتهن في مجال التقنيات الخضراء لخدمة البيئة والمجتمع"، موضحاً أن "مشروعهن يتماشى مشروعهم مع الرؤية 2021 لدولة الإمارات ومهام وزارة التغير المناخي، من أجل خدمة البلاد في المجالات التي تشكل أولوياتها المستقبلية، للمساهمة في تعزيز وتطوير مسار المستقبل".

وتحدثت الطالبة علياء الرميثي عن تفاصيل المشروع فقالت إنها وزميلاتها قمن بإعادة تجهيز وتشغيل ثلاث طائرات مُسَيَّرة (بدون طيار) مختلفة في أثناء مرحلة اختبار التجربة. وكانت الأهداف العلمية الرئيسية لهذا المشروع هي استخدام الطائرة المُسَيَّرة (بدون طيار) في العثور على شجرة النخيل المناسبة (الجاهزة للتلقيح) وتحديد مكانها في خريطة تحديد المواقع باستخدام كاميرا الطائرة، ثم استخدام الصورة لإجراء مزيد من الدراسات البحثية؛ حيث تم التقاط الصور بواسطة طائرة مُسَيَّرة (بدون طيار) لتوفير الوقت للعمل في المزرعة فيما يتعلق باتخاذ القرارات أثناء التلقيح بالإضافة إلى تحديد الموقع ".

وأوضحت كذلك أنه من أجل تحقيق زيادة فعالية عملية التلقيح بشكل عام، أصبحت تقنية الطائرات المُسَيَّرة (بدون طيار) راسخة للزراعة كما أنها تلعب دورًا متزايدًا في كل من جمع المعلومات الميدانية والقيام بعملية التشغيل في هذا الميدان. وفي كلتا الحالتين، تكون الدقة على مقياس بضعة سنتيمترات، ثم تصبح الزراعة الدقيقة الذكية ممكنة.

في هذا المشروع بالذات، تم استخدام أشجار النخيل التجريبية المتوفرة في مزرعة المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) كدراسة تجريبية للمواقع، إذ تتألف مزرعة النخيل هذه من 229 شجرة نخيل تمثل الصنف الأكثر شيوعًا في الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. أيضاً، يمكن لهذه المزرعة، التي يبلغ عمرها 18 عاماً، أن تقارن في الوقت نفسه بين مختلف أنواع النخيل في الوقت الذي تخضع لضغوط الملوحة. وتغطي هذه المزرعة مساحة تبلغ حوالي ثلاثة هكتارات، وهي منطقة الدراسة التجريبية المثالية لتطبيق منهجية المركبات الجوية غير المأهولة لهذه الدراسة واختبارها في الممارسة العملية.

وقالت الرميثي إنها وزميلاتها استخدمن ثلاث طائرات مسَيَّرة (بدون طيار) ، تحت إشراف شركة "فالكون آي درونز سوليوشنز"، لإجراء عملية الاختبار، حيث تم استخدام إحداها لالتقاط الصور والكشف ووضع العلامات، فيما استخدمت الأخرى لتلقيح الأشجار وتسجيل العملية برمتها لأغراض التوثيق ولمزيد من البحث".

واختتمت حديثها قائلة: "يمكننا تقدير الحاجة الهائلة لتصميم الطائرات بدون طيار لدينا، حيث تعتبر الإمارات واحدة من أعلى الدول في إنتاج التمر. إنها حاجة سوقية يمكنها تسريع عجلة الجمع بين الابتكار التكنولوجي والعلوم الزراعية. ونوصي بإجراء دراسات مستقبلية للتركيز أكثر على مقارنة نوع حبوب اللقاح وتأثيره على إنتاج التمر ونجاح عملية التلقيح. "