جامعة زايد تنظم المؤتمر السنوي الـ 11 للبحوث الطلابية في مجال الحوسبة التطبيقية
17 Apr 2019تحت رعاية معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة جامعة زايد، انطلقت اليوم (الأربعاء) في مركز المؤتمرات بجامعة زايد، فرع دبي، أعمال المؤتمر السنوي الحادي عشر لأبحاث الطلبة الجامعيين في مجال الحوسبة التطبيقية، الذي تنظمه كلية الابتكار التقني بالجامعة، بمشاركة وزارة تطوير البنية التحتية ودائرة حكومة عجمان الرقمية، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي واستشراف المستقبل"، وتستمر فعالياته ليومين.
ويناقش المؤتمر 161 مشروعًا بحثيًا أنجزها 593 طالباً جامعياً بإشراف أساتذتهم، جاؤوا من 18 مؤسسة تعليمية من 6 دول هي مصر والأردن والكويت وفلسطين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويشكل المؤتمر ملتقى سنوياً لطلبة البكالوريوس لعرض بحوثهم وتبادل التجارب والأفكار في أي مجال من مجالات الحوسبة التطبيقية، والتفاعل مع الباحثين الشباب من المؤسسات التعليمية في الدول الأخرى، بالإضافة إلى تشجيع طلبة السنة النهائية على عرض مشاريع تخرجهم في المؤتمر وتقييمها من قِبَل اعضاء الهيئة التدريسية.
وفي كلمته الافتتاحية رحب سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، بالمشاركين والحضور، وقال "إن رؤية جامعة زايد تركز على جودة التعليم، والبحث والابتكار، وتطوير مواهب الطلبة ومهاراتهم القيادية. وهذا المؤتمر يلبي جميع عناصر رؤيتنا حيث يركز على أبحاث الطلبة والتطبيقات في الحوسبة التطبيقية".
وأضاف أن موضوع المؤتمر هذا العام "الذكاء الاصطناعي والمستقبل" هو أحد مجالات الابتكار الرئيسية التي أبرزتها سياسة الإمارات العليا في العلوم والتكنولوجيا والابتكار واستراتيجية العلوم المتقدمة.
ولفت الدكتور المهيدب إلى أنه "عندما بدأ استخدام أجهزة الكمبيوتر في الأعمال التجارية في الثمانينات، انتاب البعض شعور بالقلق من إمكانية استبدال وظائفهم. ومع ذلك، كان التركيز دائمًا على تحسين الإنتاجية، لذا أصبحت أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة مقبولة على نطاق واسع اليوم على أنها مكملة لأسلوب حياتنا والمساهمة في التقدم. واليوم، يشعر بعض الناس أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات قد يحلون محلهم. وفي الوقت الذي يبدو مؤكداً اختفاء بعض المهام المتكررة، إلا أننا يجب أن نكون متفائلين بأن الذكاء الاصطناعي سيكمل الذكاء البشري لمساعدة المجتمعات ومختلف القوى العاملة على الوصول إلى إمكانات أكمل بطرق لا يمكننا حتى الآن أن نفهمها تمامًا، ولكننا بالتأكيد سنتيح للمجتمعات القيام بمزيد من المشاركة والخدمات المتعلقة بالمهام البشرية. بمعنى آخر، يمكننا أيضًا التطلع إلى حياة أفضل".
وقال مدير جامعة زايد: "يتطلع جمهورنا من الشباب والباحثين الجامعيين المشاركين اليوم إلى طرح أفكارهم ومقترحاتهم ومشاريعهم من خلال هذا المؤتمر. ولطالما كانت الإمارات ودبي مركزًا للأعمال، ومع الثورة الصناعية الرابعة اليوم، فإن بلادنا تستنهض همم رواد الأعمال التكنولوجيين والباحثين والمبتكرين، الذين ستحول أفكارهم حياتنا إلى الأفضل".
وأكد أن "المستقبل أصبح بالنسبة لنا هو ذلك المستقبل الذي تساعدنا فيه المدن الذكية على العيش حياة أكثر أمانًا وأكثر راحة واستدامة؛ حيث تغير ظاهرة النقل المتطور بدون سائق طريقة تخطيطنا لأيامنا، وحيث يمكننا الوصول إلى الخدمات التي نحتاجها متى وأين نحتاج إليها.. المستقبل هو ذلك المستقبل الذي ستتولى فيه الروبوتات المهام التي تستهلك الكثير من وقتنا حالياً، وتصبح بالنسبة لنا مساعدين ورفاقاً، حتى نتمكن من التركيز على الشواغل الأهم التي تجعل حياتنا أكثر إرضاءً".
ونيابة عن سعادة عهود شهيل مدير عام حكومة عجمان الرقمية، قالت وجدان عيسى الحجاج مديرة إدارة الذكاء الاصطناعي إن المؤتمر السنوي الحادي عشر للبحوث الطلابية في الحوسبة التطبيقية أصبح علامةً فارقة، نظراً لما يتناوله من مواضيع مهمة، بالإضافة إلى ما يخرج به من نتائج وتوصيات مفيدة في كل عام، مؤكدةً أن المؤتمر يعد فرصة ثمينة للطلبة والباحثين للاستفادة من أصحاب الخبرة وذوي الاختصاص.
وأضافت: "إن دولة الإمارات أدركت في وقت مبكر أهمية الذكاء الاصطناعي، فقد بدأت بالتحول الرقمي منذ عام 2000، وقامت بجهود حثيثة وخطوات استثنائية، فأطلقت في عام 2013 مبادرة الحكومة الذكية، وأنشأت مشروع أول مدينة ذكية متكاملة «سيليكون بارك» في عام 2014، كما استمرت مسيرة استشراف المستقبل بتعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وتأسيس مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي".
وقالت: "لقد عملت دولة الإمارات على وضع خطة استراتيجية تضمنُ تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطبيقها في تسعة قطاعات هي: قطاعات النقل والصحة والفضاء والطاقات المتجددة والمياه والتقنية والتعليم بالإضافة للبيئة والمرور".
واليوم، نحن جميعًا مسؤولون عن تحقيق أهداف وخطط الذكاء الاصطناعي، وعلينا أن نبدأ بتعليم شبابنا، الذين نبذل قصارى جهدنا لإرشادهم لمعرفة المزيد عن الذكاء الاصطناعي والنتائج المستقبلية المحتملة. ويشير بعض الباحثين إلى أنه بحلول عام 2020، سيستخدم أكثر من 20 % من المواطنين في الدول المتقدمة منتجات الذكاء الصناعي كمساعدين لمساعدتهم في المهام اليومية. ويشير آخرون إلى أنه بحلول ذلك العام سيشكل الذكاء الاصطناعي صافي فرص العمل الإيجابية، وسيخلق 2.3 مليون وظيفة فيما يزيح في المقابل 1.8 مليون أخرى، وعلاوة على ذلك، قال آخرون أيضًا، أنه بحلول عام 2022، سوف يعتمد حوالي 40 % من الموظفين الذين يواجهون العملاء والموظفين الحكوميين على استشارات الذكاء الاصطناعي اليومي من أجل عملية اتخاذ القرار والدعم. "
من جانبه، قال د. هاني القاضي عميد كلية الابتكار التقني بجامعة زايد إن موضوع المؤتمر يتماشى مع رؤية الإمارات العربية المتحدة 2021، والتي تهدف إلى جعل الإمارات من بين أفضل الدول في العالم، مشدداً على أن الدول الطموحة مثل الإمارات العربية المتحدة، لا تحقق أهدافها من خلال الاعتماد على الإنجازات السابقة، بل هي أكثر يقظة في دراسة الاتجاهات والتحديات.
وقال الدكتور قصي محمود مساعد العميد في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة أونتاريو للتكنولوجيا في كندا وأحد مؤسسي المؤتمر إن الهدف من المؤتمر هو تعزيز النشاط البحثي على مستوى جامعات المنطقة من خلال تنظيم منتدى للطلبة يتيح لهم فرصة تقديم مشاريعهم البحثية والتفاعل مع غيرهم من الباحثين الشباب من المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم العربي وخبراء تكنولوجيا المعلومات.
كما أشارت الدكتورة مي ليث الطائي, مساعدة العميد لشؤون البحوث والدراسات العليا في كلية الابتكار التقني بجامعة زايد إلى أن رسالة المؤتمر تتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة باستشراف المستقبل من خلال تطبيق أعلى معايير الأداء والجودة في التنمية وتقديم خدمات حكومية تتسم بالسرعة مع جودة الأداء وتعزيز روح التميز والإبداع بين شباب الدولة.
وأطلقت وزارة تطوير البنية التحتية خلال المؤتمر مبادرة "هاكاثون: تطبيقات إنترنت الأشياء في الطرق"، وهي مسابقة على مدى 24 ساعة للطلبة المشاركين.
وعرضت ضمن المؤتمر بعض المشاريع البحثية للطلبة المشاركين في مناقشات مفتوحة مع الخبراء بحضور أقرانهم، بينما عرض البعض الآخر في معرض ضم ملصقات تحتوي على معلومات ورسومات ووسائل إيضاح تشرح محتويات الأبحاث.
ويواصل المؤتمر جلساته غداً (الخميس) ويكرم في جلسته الختامية الفائزين بأفضل ثلاثة أبحاث في مختلف الفئات.