جامعة زايد تستضيف القمة الاستراتيجية السنوية التاسعة QS حول تقدم البحث العلمي في جامعات الشرق الأوسط وأفريقيا

28 Apr 2019

استضافت جامعة زايد نهاية الأسبوع الماضي، في فرعها بدبي، القمة الاستراتيجية السنوية التاسعة حول تقدم البحث العلمي في الجامعات بالشرق الأوسط وأفريقيا، التي نظمها التصنيف العالمي للجامعات QS، وهو تصنيف سنوي لأفضل 800 جامعة في العالم، يُنسَب إلى شركة كواكواريلي سيموندس المختصة بالتعليم.

بحثت القمة، التي تُعرف اختصاراً بـ QS Maple، سبل تعزيز البحث العلمي في الجامعات بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ونهوضه على الأصعدة كافة، والعراقيل التي تعترض تميز الجامعات في هذا المسار، والتي يواجهها الأكاديميون بشكل أخص.

واحتضنت القمة 289 مشاركًا من 28 دولة بينهم المسؤولين الحكوميين ذوو العلاقة ومديرو الجامعات ومديرو مراكز البحوث ومحررو المجلات الأكاديمية والباحثون الشباب والخبراء، حيث ناقش الجميع العوائق التي تحول دون تميز الأبحاث الجامعية التي يواجهها الباحثون في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بالإضافة إلى طرق للتغلب على هذه التحديات لصالح المنطقة والعالم بأسره.

وقال سعادة الأستاذ الدكتور رياض المهيدب مدير جامعة زايد، في كلمة ترحيبية لدى افتتاح القمة: "نعتقد أننا في خضم تحول جديد سيغير الأدوار التقليدية للجامعات"، مؤكداً أنه "يجب على الجامعات إيجاد طرق لتمويل الباحثين لديها بالمستويات التي تتيح لهم أن يثبتوا للمجتمع قيمة أبحاثهم ونتائجهم المبتكرة".

وأضاف: "وعلى الباحثين من جهتهم أن يشحذوا هممهم وأن يجعلوا أبحاثهم وثيقة الصلة بهموم مجتمعاتهم، ويتنبهوا لمخاطر اللعب بأمان قرب أبراجهم العاجية وخارج اهتمامات مجتمعاتهم، لأن هذا يقوض الأساس المنطقي الكامل للجامعات من حيث المشاركة في الأبحاث..

وشدد على أن مؤسسات التعليم العالي تحتاج إلى إيجاد توازن بين البحث من أجل المعرفة، والبحث العلمي الذي يمكن أن يؤثر على المجتمع، وذلك من دون تقييد للحرية الفكرية.

وأضاف أن جامعة زايد تقوم بتطوير منظومة الأبحاث والدراسات العليا لديها، حيث تضاعفت نتائج البحوث ثلاث مرات في السنوات الأربع الماضية، و"نقوم بإضافة العديد من برامج الدراسات العليا الجديدة إلى منظومتنا الحالية لمواصلة توسيع نطاق البحوث والنتائج الإبداعية."

ونوه بأن جامعة زايد غيرت مناهجها الدراسية لإدخال مفاهيم البحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال بدءاً من المستوى الأول، كما قدمت برنامجًا بسيطًا في ريادة الأعمال وبرنامجًا تدريبيًا خارج المناهج التخصصية مدته 8 أشهر يلتحق به مئات الطلاب، ومن ثم يمكن للبرامج الدراسية أن ترسخ التدريب على الابتكار وريادة الأعمال في عملية إعداد الطلبة.

من جهتها، قالت السيدة ماندي موك، الرئيس التنفيذي لشركة QS Asia - سنغافورة: "التوظيف ليس عملية سهلة دائماً، والجامعات ليست محطة كبيرة لتفريخ المواهب، والمعادلة صعبة دائماً بين الموظف المناسب لوظيفته، وجهة التوظيف"، وأضافت: "إن تحديات البحث العلمي هائلة في الشرق الأوسط وأفريقيا بسبب النقص الملحوظ في الموارد والحواجز الثقافية واللغوية بالإضافة إلى القضايا ذات الصلة".

وأشارت موك إلى أن "التغلب على العوائق أمام البحث العلمي في الشرق الأوسط وأفريقيا قد يكون هو المفتاح لمعالجة قضايا البطالة، لأنه إذا تمت مواءمة البحوث الجامعية مع احتياجات الصناعة المحلية، والتي يجب أن يتبعها التعليم، فإن تحدي التوظيف سيتمثل في تخريج أولئك الطلبة الذين يرغب أصحاب العمل في توظيفهم بشدة، ويفتخر الأكاديميون بتعليمهم، وهو ما يطمح فيه كل الشباب، ولذا إذا استطاعت مؤسستك إدارة هذا الأمر، فسوف يحل هذا لغز البطالة".

ومن جانبه، قال البروفيسور مايكل ويلسون، نائب مدير جامعة زايد، إن الباحثين في هذه المناطق يواجهون تحديات تتراوح بين التمويل واللغة والرؤية، والتي يمكن أن تؤدي إلى التقليل من قيمة مخرجات أبحاثهم وفي بعض الأحيان تحد من قدرتهم على المساهمة في العلوم العالمية.

وأضاف أن QS Maple مركز رائع للباحثين والمدربين والمدرسين والأساتذة والإداريين وخبراء التكنولوجيا من جميع أنحاء العالم لتقديم أحدث حلول التعليم، بالإضافة إلى مناقشة وتبادل النتائج الحديثة والأفكار المبتكرة القائمة على البحث المستمر، والممارسة، والخبرة. وإذا ما واصلنا هذا كله فإننا سنواصل تطوير وتحسين البرامج الأكاديمية للجامعة ومهمة البحث وتجربة التعلم الجامعي. "

من بين الفعاليات المركزية التي تمحور حولها المؤتمر جلسة نقاش حول ما إذا كان من الواجب أن نسمي الجامعة بهذا الاسم فقط إذا ما تفرغت لإجراء البحوث ونشرها.. أو أن الجامعة تسمى جامعة إذا ما نهضت بمسؤوليتها التعليمية فقط. وقد دار نقاش عميق بين فريقين من كبار الأكاديميين، الذين اصطفوا على طرفين نقيض، وانقسم المشاركون تبعاً لهم بين تأييد هذا الاتجاه أو ذاك.

وتحدث الدكتور وارن فوكس، رئيس التعليم العالي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، مؤيدًا لفكرة اقتران الجامعات اسماً وفعلاً بالبحث العلمي، قائلاً إن البحث هو مفتاح المستقبل، وخلق معرفة جديدة هو الحل لتقدمنا ​​الاجتماعي والاقتصادي. مضيفاً: "نحن طوال الوقت نجمع المعلومات ونضعها في المكتبات، ثم نقوم بتصنيفها وفقًا لذلك. وإحدى الطرق التي ننشر بها المعرفة من خلال الأبحاث، هي التي تأتي من خلال التدريس، حيث يتمتع المعلم بالحكمة التي يضفيها على الطلبة".

البروفيسور س. راج كومار، نائب الرئيس المؤسس لجامعة OP Jindal العالمية (الهند) أيد أيضاً هذا الاتجاه لأنه يعتقد أن الجامعات تبحث في الأساس عن مؤسسات، فهي تعمل بشكل كبير إن لم يكن حصريًا في مجال الأفكار وتطوير العقل البشري.

وقال: "من المتوقع أن يتبعوا أفكارًا جديدة لها القدرة على تحويل العالم إلى الأفضل. لقد شهد القرن الماضي تغيرات هائلة في فكرة الجامعة التي تسعى إلى تحقيقها".

على الجانب الآخر، عارض د. مايكل آلان، مساعد نائب مدير جامعة زايد للأبحاث حيث قال: "يجب أن تُسمى الجامعة جامعة أبحاث إذا أجريت فيها البحوث وقامت بنشرها، وإذا كانت قد خصصت موارد الوقت والتمويل والبنية التحتية اللازمة للحفاظ على جودة عالية من النشاط البحثي. "

وأضاف أنه حتى خبراء الجامعات البحثية يقرون بأنه لا ينبغي على جميع الجامعات أن تسير على هذا اللقب، وليس في هذا ما يُخجِل. فمن بين مئات المؤسسات في التعليم العالي في الولايات المتحدة، هناك حوالي 4.3 بالمائة فقط يشاركون في قدر كبير من الأبحاث.. ومن المفارقات الآن أن العديد من المؤسسات تطلب من أساتذتها النشر، في حين أن ما يقرب من 50 في المائة من أعضاء هيئة التدريس يشكون في استطلاعات ظروف العمل الخاصة بهم من أنهم لم يعودوا يجدوا الوقت لمواكبة مجالاتهم. "


Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University Zayed University