فاطمة الغيث وميرة الصيري
رحلتنا الى "بوم"
تم إطلاق تطبيق "بوم" خلال معرض جيتكس 2011 وهو أول تطبيق نوعي للهواتف المتحركة يعكس صورة الأماكن في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعتمد محتواه على مشاركة المستخدم الذي يقوم بطرح ما يريد من صور ومعلومات خلال هذا التطبيق، فيتيح الفرصة للمستخدمين الآخرين بالاطلاع على تجربته المتعلقة بمختلف الأماكن في دولة الإمارات.
فاطمة الغيث وميرة الصيري، خريجتان من كلية علوم الاتصال والإعلام في جامعة زايد، وهما رائدتا فكرة تطبيق "بوم".
الاسم: فاطمة الغيث
خريجة كلية علوم الاتصال والإعلام
يقول "راندي بوتش" مؤلف "المحاضرة الأخيرة" " ليست الأهمية في كيفية تحقيق أحلامك ولكن الأهمية في كيفية قيادة حياتك، فإذا قدت حياتك بالشكل الصحيح أتت لك الأحلام". كل ما كنت اعرفه منذ طفولتي (في السادسة أو في السابعة من عمري) أنني أريد أن أصبح مؤلفة، كنت احمل سجلا للملاحظات اكتب فيه بعض القصص القصيرة وبعض رؤوس الأقلام عن تلك القصص. ظل قلبي ينبض شغفا بأن أصبح مؤلفة وناشرة في مرحلة مبكرة من عمري، وسرعان ما تلاشت تلك الطموحات حين تعديت تلك المرحلة التي حلمت بها، ولكنني كنت غير مدركة لما كانت تحمله لي الأقدار.
خلال السنة الدراسية الثانية في جامعة زايد توفرت لي فرصة المشاركة بالكتابة مع "ايكو" وهي منشورة خاصة بكلية علوم الاتصال والإعلام ، اختلطت علي المشاعر، وظهر أمامي شريط طفولتي (حين كنت في السادسة من عمري) فكرت في نفسي، "هذه هي فرصتي لأصبح مؤلفة " ثم رحت أصب ما بقلبي نحو كتابة الزاوية التي حملتها على عاتقي، وكم شعرت بالفخر والاعتزاز حين وجدتها على الصفحة الأخيرة من المنشورة. لقد كانت هذه التجربة بمثابة تحد شخصي، ولكنها كانت في نفس الوقت نقطة الانطلاق نحو أفق أوسع، فتعددت مشاركاتي في تلك المنشورة، وتطورت قدراتي بتطورها حيث أصبحت فيما بعد مجلة سميت "ايسكيباد" وانتقلت من كاتبة ومشاركة الى محررة لتلك المجلة. بالإضافة الى "اسكيباد" فقد شاركت في نشاطات عدة خلال دراستي في جامعة زايد، من بينها المشاركة برحلة إلى نيويورك و"ديلاوار" و"واشنطن" حيث كانت مغامرة جديدة في حياتي تخللها اختلاف الثقافات. عندما كنت متجهة من دبي إلى نيويورك صاعدة على متن الطائرة لم أتوقع أن تكون مغامرتي تحمل هذا القدر من البهجة والسرور. البيت الأبيض وحدائق كثيفة الأشجار و"سي ان ان" وأماكن كثيرة ما زالت في ذاكرتي حتى باتت واحدة من أفضل تجارب حياتي. تجارب ومراحل متسارعة زادتني سعادة وفخرا زينها اهتمام معلمتي الفاضلة وصديقتي الغالية السيدة سوزان قدوره - مديرة قسم التسويق والمطبوعات في جامعة زايد - والتي لطالما ذكرتنا بمدى أهمية تقديم شيء مما تقدمه لنا جامعة زايد كطلاب. وقد عملت بنصيحتها وتدربت وعملت لفترة مؤقتة في قسم التسويق والمطبوعات وهناك أنهيت عمل مسح خاص بقسم البحوث التابع للجامعة وكان ذلك خلال الفصل الصيفي. لقد شاركت في فعاليات ونشاطات الإبداع المتعددة في جامعة زايد وصرت واحدة من سفيرات"هلا" وهي رابطة مسؤولة عن استضافة فعاليات الإعلام والنشاطات الخيرية والمجتمعية، كما كنت إحدى أعضاء مجلس الطالبات، وكان للتطوع مساحة كبيرة في حياتي الجامعية، فقد تطوعت للعمل مع TedxDubai و"دبي العطاء لدعم التعليم" و"مهرجان دبي السينمائي الدولي" وكنت مقدمة فقرات TedxDubaiWomen.
منحتني كلية علوم الاتصال والاعلام في جامعة زايد تشجيعا كبيرا للتفكير خارج نطاق المعروف، فأحاطتني الأفكار من كل صوب، وهذا ما دفعني لاختيار ما هو مختلف عندما أقبلت على عمل مشروع تخرجي "بوم" وهو تطبيق خاص بالهواتف المتحركة ممزوج بفكرة التواصل الاجتماعي، وهو منبر للتفاعل يُتاح للمقيمين والسياح في دولة الإمارات العربية المتحدة. بالفعل استطعت إيجاد تطبيق "بوم" مع ميرة الصيري عندما صرت في الحادي والعشرين من عمري. تحديات كثيرة واجهتني في إطار عملي (كمبتكرة مشاركة ومحررة) حتى تجاوزت تلك التحديات وأدركت أنها مجرد عوائق على الدرب، وكنت على يقين تام أن هذه العوائق ستكون سببا يأخذني نحو أحلامي. إن من ابتكر "اليوتيوب" و"الفيسبوك" و"جوجل" كانوا في العشرينات من أعمارهم ونحن مثلهم تماما نسعى نحو النجاح .
جامعة زايد، لطالما كشفت أمامي الكثير من الأفق وسأبقى احمل هذا الجميل في نفسي وذاكرتي ما حييت .
الاسم: ميرة الصيري
خريجة كلية علوم الاتصال والإعلام
ربما سأل كلٌ منا نفسه ذلك السؤال العجيب وهو في الخامسة من عمره " ماذا سأصبح حين أكبر؟ " وأرجّح أن تكون الإجابة ما بين طبيب وطيّار أو راقصة باليه .وقد يكون ذلك السؤال قد تكرر في سن الثانية عشر باختلاف الإجابة قليلا، ليتراوح ما بين مغنّ ومضيف طيران وميكانيكي أو ربما منظم حفلات كما حلمت. لقد كبرنا وتغيرت أحلامنا، لأننا صرنا نعيش واقع التنفيذ والتفاعل.
في العام الدراسي الأول في جامعة زايد لم أكن اعرف "ماذا" أو"من" أريد أن أكون! ولكن الشيء الوحيد الذي كنت اعرفه أن قلبي قد قادني لكلية علوم الاتصال والإعلام، ثم تركزت نشاطاتي في أول عاميين دراسيين على العمل التطوعي والنشاطات المنهجية في الجامعة، وما زلت اذكر أنني كنت إحدى أعضاء زاويتي عرض اثنتين في "كرنفال" جامعة زايد السنوي، وكنت في غاية السرور خلال تلك المشاركة.
مع مرور الأعوام الدراسية كان علي أن ابذل مجهودا اكبر، وبالفعل ضاعفت جهدي وبكل سرور حتى أكون مميزة عن غيري سواء في عمل الواجبات أو العروض الصفية المطلوبة. خلال تلك الفترة كنت قد بدأت عمل تصاميم منشورة "ايكو" الصادرة عن كلية علوم الاتصال والإعلام، والتي أصبحت فيما بعد "مجلة ايسكيباد" فعملت جنبا الى جنب مع زميلتي فاطمة الغيث على تطوير تلك المنشورة وكنتُ إحدى منسّقات التصميم.
السيدة سوزان قدوره هي إحدى معلماتي الفاضلات والتي تؤمن بقضية تسليط الضوء على قدرات الطلاب، كانت تردد لنا قولها انه لا احد يستطيع أن يقدم رؤية جامعة زايد بالمستوى الذي يقدمه العمل الإبداعي النابع من طلبتها. لقد كانت وما زالت على صواب، ولقد كنت في غاية السرور عندما عملت تحت مظلة إرشادها في قسم التسويق والمطبوعات في جامعة زايد، والذي كان له الأثر الكبير في الاستفادة من خبرتها ومعرفتها. خلال ذلك الوقت شاركت أيضا في افتتاح الموقع الالكتروني الرسمي الخاص بجامعة زايد، كما وشاركت بوضع تصميم التقويم الأكاديمي لجامعة زايد عام 2011 وهذا ما أضفى الى نفسي السرور والاعتزاز لما لاقيته من وضوح في الأفق وتطوير في المهارات.
في السادس من شهر مارس عام 2011 تم اختياري ضمن مجموعة طالبات لمرافقة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جولته الخاصة بجامعة زايد، فكان يوما لا تنساه الذاكرة، حيث قضينا ساعتين من الزمن برفقة سموه يناقشنا حول قضايا تعليم المرأة وحقوقها ومواضيع أخرى جعلتنا في غاية الانتباه والحماس.
لقد تعودت أن أعطي جزءا من الوقت لنشاطات الإبداع وفعاليات الأندية الخاصة بالطالبات فكنت إحدى سفيرات "هلا" ومتطوعة لدى TedxDubai ثلاث مرات على التوالي وكذلك لدى "مهرجان دبي السينمائي الدولي" وكنت مقدمة فقرات TedxDubaiWomen
في العام الدراسي الأخير أردت أن اعمل شيئا مختلفا وفد دار بيني وبين الدكتور "وليام مكارثي" نقاش بناء أفشيت خلاله عن نيتي بالعمل على شيء مميز ومشرق وكان ذلك عندما قررت مع فاطمة الغيث عمل مشروع التخرج "بوم".حصلت وفاطمة على جائزة "الشابات المتفوقات 2011" لعُمر 21 وإنني على قناعة أن هذه ليست النهاية وإنما هي بداية الطريق نحو انجازات اكبر.
لقد تعلمت من جامعة زايد الكثير من الدروس الثمينة وكلمات النصح التي سأحملها مع تلك الذكريات الغالية لتبقى في وجداني عزيزة غالية كما عهدتها.