تسهيلات متطورة لأصحاب الهمم للتعلم عن بُعد في جامعة زايد

05 Apr 2020

في سياق استجابتها للتطورات التي فرضها تفشي الفيروس "كوفيد-19" بعدما أصبح وباءَ عالمياً وقلب روتين الحياة اليومية في كل مكان، ودفع الجميع في دولة الإمارات إلى البقاء في بيوتهم التماساً للأمان، تلبية لنصائح المسؤولين الحكوميين.. اتخذت جامعة زايد تدابير عدة للتكيف الكامل مع نظام التعلم عن بعد، عبر الفضاءين الإلكترونيين "آدوب كونيكت" و"بلاكبورد للتعلم، ما مكَّن الطلبة من الاستمرار في تلقي العلم بسلاسة ودون عوائق وذلك عبر حضور الدروس عبر الإنترنت من الصفحة الرئيسية، وتحميل المستندات، و"الباور بوينت" والملفات الصوتية والمرئية، بالإضافة إلى خاصية عقد المناقشات والاجتماعات الفردية مع معلميهم في غرف افتراضية على شاشاتهم.

وضمن هذا الإطار، وفرت إدارة التسهيلات الطلابية بالجامعة العديد من الإمكانات والسبل والتقنيات الحديثة لتسهيل عملية التعُّلم عن بُعد لطلبتها من أصحاب الهمم، والبالغ إجمالي عددهم 240 طالباً وطالبة في فرعي الجامعة بأبو ظبي ودبي، والتي صممت بما يوافق احتياجات  التعلم لكل منهم بحسب طبيعة ونوعية إعاقته.

وقالت السيدة فاطمة القاسمي مديرة الإدارة إن هذه العملية تتيح فرصاً تعليمية دامجة للطلبة من أصحاب الهمم، اعتماداً على المبادئ الرئيسية لنموذج التصميم الشامل في التعلّم (UDL) الذي يمثل إطار عمل قائم على ملاءمة طرق التعليم والتعلم بشكل مرن يتناسب مع مختلف احتياجات ومتطلبات الطالب. وتقوم هذه المبادئ بشكل أساسي على توفير وسائل متعددة لتلقي العلم والمشاركة والتواصل والتفاعل أثناء الدراسة، بالإضافة لتقديم المعلومات وعرضها بطرق متنوعة تراعي الفروقات الفردية للطلبة.

وأضافت أن هذا الإطار يسمح للمعلمين بتطوير الإرشادات لتلبية الاحتياجات المتنوعة لجميع المتعلمين، موضحة أنه يعتمد على البحث في علوم التعلم، بما في ذلك علم الأعصاب الإدراكي الذي يوجه تطوير بيئات التعلم المرنة ومساحات التعلم التي يمكن أن تستوعب اختلافات التعلم الفردية.

وأشارت القاسمي أيضاً إلى أن جميع الطلبة من أصحاب الهمم، الذين اعتادوا من قبل على الاستفادة من خدمات الإدارة وتسهيلاتها عبر ارتياد مركزين متقدمين لموارد التكنولوجيا الداعمة لتعلمهم في كل من حرمي الجامعة بأبوظبي ودبي وقد يواجهون صعوبات في التعلم وإعاقات جسدية، لديهم اليوم إمكانية الوصول إلى أكثر من منصة أو طريقة للتعلم عن بُعد، مما سيسمح لهم بمزيد من المرونة في التعلم.. فعلى سبيل المثال، يمكن للمعاقين بصريًا منهم استخدام الميزات التي تتوفر في أجهزة "أبل"، مثل الشرح الصوتي، للوصول إلى مواد المحتوى الرقمي واستخدام "أدوب كونيكت" لحضور الدروس عبر الإنترنت، أما زملاؤهم الذين يعانون من مشاكل في السمع فيمكن تعديل مستويات الصوت للملفات الصوتية واستخدام خيار الترجمة أثناء الجلسة عبر الإنترنت.

الجامعة اعتمدت جميع البرامج والتقنيات التي قامت إدارة التسهيلات الطلابية باختبارها لتسهيل عملية التعليم عن بعد، وذلك بعد التأكد من ملاءمتها لاحتياجات الطلبة من أصحاب الهمم وتوفر خصائص التسهيلات المتعلقة بها.

و في هذا الإطار قالت القاسمي: "يحظى الطلبة من أصحاب الهمم في جامعة زايد بنفس المستوى التعليمي بنظام التعلم عن بعد كأقرانهم من الطلبة الآخرين، بل إن التعلم عن بعد يوفر لهم مرونة أكبر و في تلقي الدروس و إعادة الاطلاع عليها."

ولضمان حق التعليم المتساوي لجميع الطلبة، يتلقى المختصون بإدارة التسهيلات الطلابية المواد التعليمية مسبقاً من الأساتذة، حيث يقومون بتهيئتها وتحويلها إلى نصوص مقروءة قابلة للاستخدام في الأجهزة التي يستخدمها الطلبة أصحاب الهمم خلال الحصص الافتراضية، فعلى سبيل المثال يتم تحويل الدروس التي فيها صور وجداول إلى شرح للصورو الجداول لكي يتمكن جهاز "برايل" من قراءتها للطلبة المكفوفين أو تكبيرها من خلال جهاز الآيباد المطور لضعاف البصر.

 ويستخدم أعضاء الهيئة التدريسية برنامج "أدوبي كونِّكت" لإلقاء المحاضرات عن بعد، ويحتوي البرنامج على بعض خصائص التسهيلات مثل تكبير الخط للطلبة ضعاف البصر، وإمكانية تسجيل المحاضرة وإعادة الاستماع لها، والذي يفيد بشكل كبير الطلبة ممن يعانون صعوبات في التعلم، كعسر القراءة أو صعوبة التركيز. كما يتضمن خاصية تحويل الصوت إلى كتابة لكي يتمكن الطلبة ممن يعانون الصمم أو صعف السمع من قراءة ما يتم شرحه من قبل المعلم خلال الحصة الافتراضية.

بالإضافة إلى ذلك، توفر إدارة التسهيلات الطلابية لأصحاب الهمم التقنيات المساعدة التي تعتبر جزءاً أساسياً لتسهيل عملية التعليم عن بعد مثل أجهزة برايل للطلبة المكفوفين والبرامج المتخصصة للطلبة الذين يعانون صعوبات في التعلم مثل برنامج (إقرأ واكتب).

ومن هذه التسهيلات أيضاً فصول التعلم عبر الإنترنت من المنزل باستخدام برنامجي "آدوبي كونيكت" و"بلاكبورد" وتحميل المستندات، و"باوربوينت" والملفات الصوتية والمرئية، بالإضافة إلى عقد المناقشات والاجتماعات الفردية مع المدربين.

إلى ذلك، هناك برنامجا "ويبيكس" و"زوم"، وهما برنامجان رئيسيان للمكالمات الجماعية، تم تثبيتهما بالفعل في اللابتوب الخاص بكل طالب، حيث يمكننانه من تحديد الاجتماعات مع مرشديهم من الاختصاصيين وكذلك أساتذتهم وأقرانهم. وتوفر هذه الأدوات جودة الصوت الرائدة في مؤتمرات الفيديو مع إمكانات المشاركة والدردشة وغير ذلك.

وأيضاً برنامج "تيم فيووار"، وهو تطبيق برمجي خاص للتحكم عن بعد ومشاركة سطح المكتب وعقد الاجتماعات والمؤتمرات عبر الإنترنت ونقل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر.

وتقول القاسمي: "من التحديات الرئيسية التي واجهناها، أن الطلبة من ذوي الإعاقات البصرية غالباً ما يواجهون تحديات جديدة في الامتحانات نظرًا لكونهم خارج الحرم الجامعي، بحكم واقع التعلم عن البعد. وقد توصل الاختصاصيون في إدارة التسهيلات الطلابية إلى حل مبتكر، إذ يمكن للأخصائي الوصول إلى جهاز برايل الذي يستخدمه كل طالب باستخدام برنامج "تيم فيووار" وبالتالي، يسهل عليه أداء الامتحان عبر الإنترنت".

وقد تم تدريب عدد من هؤلاء الطلبة على كيفية استخدام البرامج المخصصة للتعلم عن بعد قبل بداية العطلة، بالإضافة الى أن المختصين يعملون على التواصل مع جميع الطلبة بشكل فردي وتدريبهم عن بعد، إن استدعى الأمر ذلك.

والجدير بالذكر أن جامعة زايد تولي طلبتها من أصحاب الهمم اهتماما خاصا، فقد زودتهم منذ بداية مشوارهم الدراسي بالأدوات والأجهزة الحديثة التي تسهل عليهم العملية التعليمية. وتضع تحت خدمتهم خبراء ومختصين يوفرون لهم الدعم الأكاديمي والمعنوي في حالة واجهتهم أية صعوبات في فهم الدروس. كما أن إدارة التسهيلات الطلابية على تواصل حثيث مع الأساتذة لتزويدهم بالمعلومات والمعرفة اللازمة حول طلبتهم وكيفية التعامل معهم ومع إعاقاتهم.