حياة جامعية شاملة ومتكاملة على "السوشيال ميديا" !
04 Apr 2020"لا تشلون هم" .. عنوان الحملة التي أطلقتتها الدكتورة خديجة الحميد، الأستاذ المساعد بكلية التربية بجامعة زايد، يوم الخميس الماضي، وهي الأولى من نوعها التي تهدف إلى تحفيز طالباتها على الاستمتاع بتجربة التعلم عن بعد، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهن عبر خاصية البث الحي لقنوات التواصل الاجتماعي.
تهدف الدكتورة الحميد من هذه الحملة أيضًا إلى التفاعل مع طالباتها لإيجاد حلول للمشاكل التقنية التي قد يواجهنها خلال الانغماس اليومي في عملية التعلم، والإجابة على الأسئلة التي تثير قلقهن في هذا المجال. وأشارت إلى أن جلسة "السوشيال ميديا" الأولى هذه كانت فعالة جداً واندمجت فيها مئات الطالبات بشغف لافت.
خطوة البداية كانت تزويد الطالبات اللاتي يشاهدنها بمقدمة بسيطة حول الظروف الحالية التي أوجدها الاحتراز من الفيروس "كورونا" والتي اقتضت تحول نظام التعليم العالي في الدولة نحو وجهة جديدة هي التعلم عن بعد، وأبرزت أهمية هذا التحول.
وأشارت إلى أن التحديات التي كشفت عنها المحادثة الأولى تسلط الضوء على الشواغل الرئيسية التي واجهتها الطالبات خلال الدخول في هذا النمط التعليمي الجديد، مثل عملية الامتحان، والاتصال بالإنترنت، وكيف يمكن للطالبات الأمهات التكيف مع الموقف، بل والتعاون من خلاله مع زميلاتهن الشابات بلمسة زمالة إيجابية و"أمومية"!
وتعتقد الدكتورة الحميد أن أفضل وسيلة لنقل الأفواج الجديدة من الشباب إلى جيل الألفية هي قنوات التواصل الاجتماعي. وفي هذا تقول: "نحن نخطط لاستضافة محادثة "إنستغرام لايف" خاصة بنا بصورة منتظمة كل أسبوع، وسنعقد محاضرات ومناقشات مع الطالبات حول جوانب التحديات التي يواجهنها خلال إعادة استذكار الدروس التي تلقينها خلال عملية التعلم عن بعد. كما اقترحنا خاصية الاتصال المباشر، الذي نحث من خلالها الطالبات على الإفصاح عن هواجسهن بصورة مباشرة عبر صفحة جامعة زايد الرسمية على "إنستغرام" أو "واتسآب" أو حتى من خلال مكالمات هاتفية مباشرة. وسنخصص لذلك أوقاتًا محددة ونهتم بمخاوفهن في أي وقت من الأوقات. "
كما أشارت إلى أن المبادرة تهدف إلى ربط جميع أطراف العملية التعليمية، من خلال تلقي جلسات مسجلة من الطالبات أنفسهن، مرئية أو مسموعة، يتحدثن فيها عن تجاربهن، ويمكن أن يتم ذلك أيضاً بحضور زميلاتهن.
وتتمتع الدكتورة الحميد بخلفية متنوعة في التدريس وتطوير المناهج، وتشمل اهتماماتها البحثية استراتيجيات التدريس، وتصميم المناهج، ودمج التكنولوجيا في عملية التعلم. وهي تؤكد أن أحد الأغراض الأساسية التي حفزتها على مواصلة مهنتها في العالم الأكاديمي – بعد أن افترقت عنه لفترة خلال تجربة قصيرة في العمل الدبلوماسي - هو أنها ستتاح لها الفرصة للعمل مع أجيال مختلفة من المعلمين والمتعلمين. إنها تعتبر التدريس نقطة مركزية لجميع أنشطتها العلمية.
وتقول د. الحميد: "بناءً على المبادئ التي تركز على الطالبات، اعتدت على تنفيذ استراتيجيات تعليمية مختلفة للتأكد من أن جميع طالباتي، على اختلاف ميولهن ومشاربهن في الحياة، يتعلمن كيفية التعلم، وكيفية التفكير النقدي، وكيفية إعادة تشكيل مستقبلهن".
ومن ضمن فلسفتها التعليمية إعطاء التنوع والتعددية الثقافية الاعتبار الواجب. وهي تقول في ذلك: "أشجع الطالبات على الانخراط في تقييمات تكوينية وتلخيصية مفتوحة العضوية من خلال استخدام مشاريع البحث التعاوني والعروض التقديمية وأنشطة المراجعة وتنظيم الدروس وتبويبها في ملفات".
وتضيف: "لقد بدأت حملة "لا تشلون هم" بسبب الظروف الحالية، التي أجبرت جميع القطاعات على إعادة صياغة أو تفعيل نظام جديد تمامًا لممارسة عملياتها، بما في ذلك قطاع التعليم، الذي تحول برمته إلى نهج التعليم والتعلم عن بُعد. كما أننا نعتز برؤية قادة الإمارات الواضحة حيال الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا ووضعناها على رأس أولوياتها. ومن الآن فصاعداً، جاء دورنا لإطلاق مبادرتنا الجديدة هذه التي تنشأ في أصعب الظروف لضمان استمرارية التعليم".
وتواصل حديثها قائلة: " لقد تولدت مبادرة "لا تشلون هم" من شعوري بالمسؤولية نحو دولتنا الحبيبة ونحو طلبتنا في ظل الظروف الحالية. كان هذا هو الدافع وراء رغبتي في مواصلة التواصل مع طالباتي بطريقة تختلف عن معايير التفاعل المعتادة بين الطلبة وأساتذتهم في الظروف الاعتيادية".
واختتمت ملاحظاتها قائلة: "في ظني أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في مجال التعليم عن بعد في ظل الظروف الحالية بدولة الإمارات، ونحن سنتواصل مع الطالبات أيضاً خارج إطار التعلم عن بعد والمواد التعليمية.. إذ سنقدم لهن الدعم المعنوي والنفسي والتقني إذا لزم الأمر، وبهذا نخلق حياة جامعية افتراضية، شاملة ومتكاملة، مشابهة للحياة الجامعية التي كن يعشنها داخل الحرم الجامعي".
وفي هذا الإطار، تطمح الدكتورة خديجة الحميد من خلال مبادرتها الجديدة إلى مواصلة التواصل بين المتخصصين في جامعة زايد وطلبتها، موضحة: "نحن نهدف إلى مناقشة القضايا التي يواجهها الطلبة في نظام التعلم عن بعد وإيجاد حلول لها، فضلاً عن مساعدتهم في التغلب على التحديات النفسية التي يواجهونها خلال هذه الفترة".