aZU

"حكايات .. وراء الخوذات" معرض لافت لإحدى خريجات "فنون" جامعة زايد

ZU


تقيم كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد حالياً معرضاً لخريجتها الفنانة الشابة أسماء خوري، بعنوان "حكايات .. وراء الخوذات"، وذلك بالمجمع الثقافي والفني "السركال أفينيو" في دبي.
 
المعرض، الذي يستمر حتى السبت 19 الجاري، هو مشروع تركيبي يتألف من مذكرات سمعية - بصرية التقطتها الفنانة من عمال البناء في دبي، إذ طمحت، باستخدام وسائط إبداعية مختلفة كالنحت، والصوت، والتصوير الفوتوغرافي، والقصص الشخصية، إلى "أَنسَنَة" التفاصيل اليومية في حياة عمال البناء، الذين يعملون ليل نهار في مشاريع بناء وتشييد لا تعد ولا تحصى في دبي، ويساهمون في تسريع عجلة  التوسع العمراني والحضاري بالإمارة.

وتلعب خوذات البناء التي يرتديها هؤلاء العمال فوق رؤوسهم دوراً حاسماً في سلامتهم. وهي تبدو من بعيد متماثلة؛ لا فرق مميزاً في ما بينها، إلا أنك كلما اقتربتَ منها رأيتَ فيها ملامح أخرى (إنسانية) تُجاوِب الندوب التي تطل من وجوه هؤلاء العمال، وتكشف عن أجواء مهنتهم الشاقة.

واللافت أن الرجال الذين جرت مقابلتهم وتصويرهم، كجزء من نشاط بحثي استبق هذا المشروع/المعرض، أهدوا الفنانة خوذاتهم التي يرتدونها لتكون مفرداته، وقد أرفقوها بعلامات هي عبارة عن رسائل شخصية للحماية، أو لتكريم ذويهم، أو لتذكيرهم بالسبب في وجودهم هنا.. وهذه الممارسة شائعة بين عمال البناء في دبي.

وكل واحدة من هذه الخوذات أهداها صاحبها للفنانة وتلقى منها مقابل ذلك واحدة جديدة، وجميعها تم جمعها من مواقع بناء مختلفة في المدينة. كما أن كل صورة فوتوغرافية للعامل ترافقها رسالة شخصية، إضافة إلى إحداثيات الطول والعرض لموقع البناء الذي يعمل فيه.

وقد سجلت أسماء خوري القصص الشخصية لهؤلاء العمال من ذكريات طفولتهم، ومن الحوادث المفصلية التي وجهت مسارات حياتهم، وساهمت في تكوينهم بشكل أو بآخر، ومن كلمات المودة التي دأبوا على إرسالها لعوائلهم، ومن قصائد محفوظة في ذاكرة البعض منهم.

وتقول الفنانة إن التنقل بين هذه الخوذات من مسافة قريبة من الخوذات يتيح لك سماع تسجيلات صوتية لهذه الحكايات.

ويقول والتر وليامز منسق المعارض في كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد إن مشروع أسماء خوري هو، بالإجمال، نظرة ثاقبة إلى هؤلاء الرجال الذين قد لا نلتفت إليهم كثيراً أثناء انهماكهم في أعمالهم. فقد تركوا أوطانهم سعياً إلى كسب لقمة العيش وتوفير التعليم الجيد لأطفالهم، وتحسين ظروف المعيشة ونوعية الحياة لعوائلهم التي افترقوا عنها.

لقد ضحوا كثيرا، ونحن الآن نستطيع من خلال هذا المشروع/المعرض أن نستمع إلى قصصهم، بدءاً من لماذا جاؤوا إلى دبي .. وانتهاءً إلى ما يراه كلٌ منهم القيمة الأكبر في الحياة.

Zayed University Zayed University