دعوة مجلس أبوظبي الرياضي لتوظيف أخصائي تغذية في كل نادٍ أو مركز تدريب
أسهمت الأبحاث التي عرضها عدد من الأساتذة و15 طالبة بجامعة زايد في مؤتمر الطب والتغذية الرياضي، الذي أقيممؤخراً في أبوظبي تحت شعار "المعاصرة في الطب والتغذية - تعليم وتطبيق"، في التبصير بأهمية تبني نظام صحي جيد، سواء من جانب الرياضيين أو الأفراد العاديين على السواء، للحفاظ على لياقتهم البدنية والتمتع بصحة دائمة.
وكانت الجامعة، بوصفها الشريك الأكاديمي الاستراتيجي للمؤتمر، قد شاركت في أعماله على مدى يومين، ممثلة في كلية العلوم الطبيعية والصحية، وذلك ضمن أكثر من 300 من الأكاديميين والخبراء ومزودي الرعاية الصحية والعاملين في حقل الطب الرياضي والتغذية الصحية.
وصرح الأستاذ الدكتور فارس هواري عميد كلية العلوم الطبيعية والصحية بالإنابة بأن الخبراء والمختصين في التغذية بالكلية قدموا في أبحاثهم الأدلة العلمية الهامة التي تبين كيف أن التغذية والرياضة الجيدتين تلعبان الدور الرئيسي في تحسين النشاط الصحي وتعظيم الفوائد الناجمة عنه، مشيراً إلى أن نتائج الأبحاث التي قدموها في المؤتمر أظهرت بجلاء أهمية وضرورة تناول الطعام بوتيرة منظمة وبشكل جيد لكي نحافظ على أوزاننا الصحية.
ونوه إلى أن الرياضيين والعدائين إذا عمدوا إلى تقليل أوزانهم من أجل تحسين أدائهم الرياضي، باتباع نظام غذائي مفرط في الصرامة يقوم على الحد من تناول المواد الغذائية الغنية بالدهون والبروتين والسعرات الحرارية.. فإن هذا لن يؤدي فقط أن الى آثار سلبية على أدائهم الرياضي وإنما يمكن أن يسبب لأجسامهم أضراراً جسيمة, ولذا فإن الاساس هو اتباع نظام غذائي صحيح ومناسب.
من جانبها، أوضحت الدكتورة مالين غاريمو رئيسة قسم العلوم الصحية بالكلية أن ثمة اختلالات شائعة في تناول الطعام يمكن ملاحظتها بين الرياضيين وجميع المستويات، من طلبة المدارس الثانوية، الذين يمارسون الرياضة كأنشطة ترويحية إلى الرياضيين المحترفين، مشيرة إلى أن المعلمين والمدربين الرياضيين بحاجة إلى التوعية حول سلوكيات وأمور معينة بينها، على سبيل المثال لا الحصر، عادات التدريب المتغيرة أو اتباع نظام غذائي من دون الحاجة إلى تخفيف الوزن، وذلك ليتمكنوا من اقتفاء مكامن الخطر في مرحلة مبكرة، ودعم الرياضيين لطلب المساعدة والحصول على الدعم اللازم من العاملين في مجال الصحة".
وأضافت: إن الإناث كثيراً ما يتحدثن عن العلاقة بين السعرات الحرارية المنخفضة، وانقطاع الطمث وانخفاض كثافة المعادن في العظام، وهي ما يمكن أن تكون لها آثار صحية خطيرة، سواء على المدى القصير أو المدى الطويل، ويمكن منع ذلك عن طريق التثقيف الصحي في المدرسة وفي الاندية الرياضية وفي المنزل".
من جانبها، قدمت الطالبة أفنان النعيمي، خريجة الكلية، دراسة أوضحت فيها أن وجبات الأطفال التي تقدم في المطاعم بأبو ظبي لا تفي بالمعايير اللازمة للوجبة الصحية، مؤكدة أن التغذية أمر في غاية الأهمية للأداء الرياضي.
وحثت المطاعم على التركيز على تقديم الوجبات المغذية والصحية التي يمكن أن تدعم صحة الأطفال، سواء كانوا من الرياضيين أم من غيرهم.
وتحدثت د. أماني سقى الله حول خسارة الوزن الزائد، موضحة أن فقدان الوزن يمكن أن يتم بقصد، مثل اتباع نظام غذائي أو ممارسة تمارين رياضية، أو يكون غير مقصود، فيكون عندئذ علامة على الإصابة بمرض مثل السرطان.
وأشارت إلى أن فقدان الوزن يمكن أن ينجم عن نقص في السوائل في الجسم، أو في كتلة العضلات، أو في الدهون. وقد يأتي انخفاض السوائل في الجسم من الأدوية، وفقدان السوائل، وعدم تناول السوائل، أو من الإصابة بأمراض مثل السكري. ويشار هنا إلى أن فقدان الوزن ونقص التغذية يقترن بمرض مزمن اسمه Cachexia. غير مفسر، أما فقدان الوزن غير المقصود، والذي يصعب تفسيره فغالباً ما يكون نتيجة للمرض، وينبغي تقييمه من قبل أخصائي الرعاية الصحية.
وأضافت أن الرياضيين يكونون في أغلب الأحيان تحت الكثير من الضغط لكي يكونوا على وزن معين يؤهلهم للأداء الحسن لبعض الألعاب الرياضية، وهو ما يتسبب في الغالب في لجوئهم لإنقاص أوزانهم بطرق غير صحية (مثل تخطي وجبات الطعام، وذلك باستخدام حبوب الحمية أو المسهلات، أو القيء).
وأكدت أن اتباع نظام غذائي غير صحي يمكن أن يؤدي إلى عادات الأكل غير الصحية أو اضطرابات في الأكل (مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي). كما أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الثقيلة قد يؤثران أيضا على الصحة، وكذلك على نمو صحة الرياضيين الشباب. ومع ذلك، لا يمكن للرياضيين أن يسعوا إلى فقدان الوزن بنفس طريقة الناس العاديين، وذلك من خلال التقليل الشديد لعدد السعرات الحرارية. فالسعرات الحرارية هي الطاقة، و هم في حاجة الى الكثير من الطاقة لمزاولة تدريب فعال ومنتج. أما التقييد الشديد للسعرات الحرارية فإنه يؤدي إلى تخريب العدائين مثلاً في تحقيق أداء جيد في السباقات.
وأوصت الباحثة مجلس ابوظبي الرياضي بأن يزيد من تدخله في خطط رعاية الرياضيين وتغذيتهم، وتوفير مزيد من التركيز والتثقيف الغذائي العادي، وتوظيف أخصائي للتغذية في كل نادٍ أو مركز للتدريب.
ومن جهة أخرى، قالت د. لودميلا سكوت، الأستاذ المساعد بالكلية: من المهم جداً أن نتخذ من الوعي الصحي مؤشراً على السلوك الغذائي، سواء بالنسبة لبرامج تعزيز الصحة أو بالنسبة للأفراد. فنحن نرى الكثيرين جداً من الناس يختارون الوجبات الغذائية الخاصة بهم دون فهم واضح لآثارها على صحتهم، بسبب سوء الثقافة الصحية.
واختتمت دراستها بالقول إن تعزيز البحث العلمي حول التثقيف الصحي أمر بالغ الأهمية للتصدي لظاهرة تبدل السلوك الغذائي وتشجيع اللياقة البدنية.
هذا، وقد عرضت فرق بحثية من طالبات الكلية بفرعي جامعة زايد بأبوظبي ودبي في المؤتمر ملصقات بحثية مشتركة تناولت مواضيع مثل: "انتشار ومحددات انتشار اضطرابات الأكل بين الفتيات في المدرسة الثانوية الذين تتراوح أعمارهم بين 14- 19 في عجمان" للطالبتين علياء عبد السلام كاظم، مريم صالح المزروعي"، و "تقييم الوعي الصحي في السيطرة على مرض السكري" للطالبة اليازية مطر راشد النيادي.