خريجة من جامعة زايد تقدم مبادرة ناجحة لخدمة الطالبات
الطريق إلى المستقبل، بالنسبة لـ "خلود الصيقل"، خريجة جامعة زايد، محسوبة بالخطوات. فقد خططت لوجهتها، بدقة شديدة، وأعدت لكل شيء عدته، منذ تخرجها من كلية الإدارة في عام 2010.
وهي إذ رسمت لمسارها الخطوات، أفسحت لنفسها فرصة التعلم من التجربة والميدان، ولم تغلق بابها على التخطيط النظري، حيث ترى أن سوق العمل فضاء مفتوح لريادة الأعمال والاطِّلاع على إبداعات الآخرين، ومن ثم فالخبرة تُعَلِّم الكثير من الدروس، والتطبيق يساعد على مراجعة اتجاه الخطوط المرسومة سلفاً ويصححها أحياناً.
مشروعها الذي انطلقت به هو "دكان"، الذي أسسته في الصالة المركزية للطالبات "البروميناد" بفرع جامعة زايد في أبوظبي في ديسمبر عام 2014، ومن خلاله بدأت تنمي في شخصيتها مقومات وتطلعات وطموحات سيدة الأعمال، آملة أن تساهم على المدى البعيد في تنمية المسيرة الاقتصادية لدولة الإمارات من خلال مشاريع أكبر وأكثر جرأة ونضجاً.
وخلال حوار أجري معها داخل "دكان"، الذي يجسد ملامح البقالة التقليدية في "الفريج" القديم، قالت خلود الصيقل إنها تستجيب من خلال هذا المشروع لشغفها بالتجارة وريادة الأعمال الذي شجعتها عليه كلية الإدارة أثناء سنوات الدراسة بجامعة زايد، حيث تولدت لديها فكرة خدمة طالبات الجامعة من خلال توفير الطلبات الأساسية اليومية التي يحتجنها في السوق ويلجأن للحصول عليها إلى دكان البقالة، مثل السندويتشات والعصائر ورقائق البطاطا والوجبات الخفيفة والمشروبات الساخنة. وهكذا يجدن في "دكان" ما يوفر لهن الاحتياجات الأساسية خلال سويعات الراحة بين شواغل الدراسة والمحاضرات والأنشطة الجامعية.
بدأت قصة "دكان" مع خلود بعد تخرجها بعامين، حيث برقت في رأسها فكرة البدء بمشروع تجاري مستقل بدلاً من انتظار التعيين التقليدي في دوائر الحكومة وشجعتها أسرتها على ذلك، وخاصة والدها الذي قدم لها الدعم ووفر لها كل أدوات النجاح. وأول الآليات التي تضمن هذا النجاح هو التفرد بفكرة جديدة لم يتطرق إليها أحد والدفع بها إلى ساحة التنفيذ، وهكذا وُلِدَ "دكان" الذي كان أول مشروع من هذا النوع في الحرم الجامعي.
وتقول خلود: "خلال سنوات دراستي بجامعة زايد، تعلمت الكثير من المهارات التي ساعدتني على التقدم في المضمار المهني، الأمر الذي أكسبني الكثير من الثقة بنفسي وبقدراتي"، مضيفة إن من يدخل "دكان" يستشعر روح المكان والزمان التي تطبع الهوية الإماراتية، فهو يلحظ مفردات البيئة والثقافة المحلية في ديكوره وإضاءاته التي تشعل حنينك إلى ماضي "الفريج" والطفولة القديمة وحكايات الأجداد والجدات"، وفي نفس الوقت تضعك في حداثة الحاضر وإنجازاته البهية.
ولدى سؤالها عن خططها المستقبلية، قالت خلود: "أتمنى أن أتوسع في مشروع "دكان" وأن أشارك به في الأنشطة والفعاليات والمعارض الخاصة بريادة الأعمال، كما أتطلع في الوقت ذاته إلى تلقي دراسات ودورات تدريبية تصقل مهاراتي وتوسع فضاءاتي في التواصل والرؤية والتفاوض الاستراتيجي مع أقران أو شركاء محتملين" .
ولا تنسى خلود أن تؤكد المكانة التي حققتها المرأة الإماراتية في محيط التجارة وريادة الأعمال بفضل ما تتمتع به من علم ومعرفة وإبداع وابتكار، وهو ما يشجع الكثير من بنات جيلها على خوض التجربة وتأسيس حياة مهنية مستقلة وناجحة.
وتقول: "لقد وفرت الدولة للشبان والشابات الجدد بيئة صالحة لتنمية المشاريع المستقلة وزودتها بالتسهيلات التي تساعد كل مجتهد على تحقيق أهدافه وبلوغ النجاح الذي يحلمون به".
وتضيف: "وعلى ذكر النجاح وتحقيق الأهداف، أنا سعيدة حقاً لأن "دكان" يحقق عوائد جيدة، وأيضاً لأنني أخدم بنات جامعة زايد.. الجامعة التي شهدت ميلاد أحلامي".
بقي أن نضيف أن جامعة زايد نظمت وتنظم العديد من أنشطة وفعاليات ريادة الأعمال في فرعيها بأبوظبي ودبي، دعماً لتنشيط مساهمات المرأة في التنمية الاقتصادية وتعزيز الاستقلال والتفرد والإبداع في التجارة.