علي آل سلوم يحث طلاب جامعة زايد على الانطلاق بثقة نحو القطاع الخاص
في إطار جهودها لدعم تفعيل مبادرة "أبشر" لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل"، استضافت جامعة زايد الكاتب والمستشار السياحي علي آل سلوم، وذلك بحضور ممثلة عن وزارة شؤون الرئاسة ومندوبين عن القطاع الخاص يمثلون كلاً من "طيران الاتحاد"، شركة "أوكسيدنتال للبترول والغاز العالمية"، و"بنك أبوظبي الوطني"، وكل من فاطمة الشامسي وفتحية الخميري مديرتي شؤون الطلبة في فرعي جامعة زايد بكل من أبوظبي ودبي.
وألقى آل سلوم الضوء على أهمية التفات الأجيال الشابة للقطاع الخاص وتكوين مستقبل مهني متميز يتحلى بالتجدد وروح المبادرة والتنافسية.
واستند آل سلوم (34 سنة) في حديثه مع الطلاب إلى خبرته التي اكتسبها منذ انطلق وهو فتى في السابعة عشرة من عمره ليدخل في تجربة فريدة مع التعلم والعمل أثمرت ثلاثة مؤلفات ومساراً مهنياً ناجحاً في الفندقة والإرشاد السياحي، واستتبعه بعد ذلك بالدخول في مجال الاستشارات الثقافية والتوعية، وهو مجال جديد حقق فيه تميزاً حتى أصبح بمثابة سفير ثقافي للإمارات في العالم وسافر إلى العديد من البلدان وتحدث أمام مجموعات من الناس يقدر مجموعهم بنحو مائتي ألف شخص.
وقال آل سلوم إن انطلاقه في مطلع شبابه خلال التسعينات، لدى حصوله على الشهادة الثانوية، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لدراسة الفندقة والإرشاد السياحي في إحدى الجامعات هناك كان بإيعاز ونصيحة من المرحوم والده الذي وجَّه نظره إلى ضرورة التسلح بمعرفة جديدة تعزز ثقته بنفسه وتتيح له بناء مستقبل مهني جديد في بلده.
وكشف أنه كان يحلم بالعمل طياراً مقاتلاً، وكانت والدته تخشى عليه من هذا الحلم وترفضه، مشيراً إلى أن والده أدرك ببصيرته الثاقبة أن البلاد تتقدم نحو عصر جديد وانفتاح أوسع على العالم، وهو ما سيؤدي إلى تولّد ونمو صناعات مثل السياحة والفنادق والتجارة والمعارض والبنوك والطاقة والمعلومات وغيرها، ما يستدعي التنبه لها والاستعداد للدخول فيها، ومن ثم يجب علينا كمواطنين أن نعاون الحكومة في بناء المستقبل وننطلق في مبادرات فردية وجماعية جديدة تتعامل مع المستجدات المقبلة.. يجب أن نشارك معاً في تنمية القطاع الخاص وأن يجد كل منا تحت مظلته إرادته في بناء أعماله بحرية وإبداع والمشاركة مع الجميع في أفق التنافس الشريف لمصلحة بلادنا جميعاً.
وأضاف آل سلوم: "توجهت إلى الولايات المتحدة وأنا لا أعرف من اللغة الإنجليزية إلا قليلها، وتعلمت وعملت في مؤسسات متعددة بينها على سبيل المثال "ديزني" و "يونيفرسال"، كما أسست هناك مطعماً ثم مطعماً آخر، واستفدت واكتسبت كل يوم خبرة أضفت بها إلى رصيدي في المعرفة والممارسة، وأتقنت الإنجليزية تماماً وها أنا أتحدث وأكتب وأؤلف بها الكتب وأتحدث بطلاقة أمام الجمهور وأسافر هنا وهناك، كما أنني أسست شركتي الخاصة "اسأل علي" التي تعمل في التثقيف السياحي لضيوف وزوار بلادنا، وتنتج برامج تليفزيونية في هذا المجال".
وقال علي آل سلوم: "إن أول وظيفة تسلمتها في القطاع الخاص لدى عودتي من الولايات المتحدة هي "بوّاب" في أحد فنادق أبوظبي، وبراتب ضئيل.. لكني أثبتّ كفاءتي وتمت ترقيتي حتى أصبحت رئيس المكاتب الأمامية، وشجعني نجاحي في الفنادق على الاتجاه إلى مهنة الإرشاد السياحي".
وقال علي آل سلوم: "إن العمل في القطاع الخاص سيساعدك على اكتشاف نفسك وقدراتك ومواجهة التحديات الجديدة التي ستتوالى أمامك وقد يفاجئك الكثير منها.. كما أنه سيزيدك قدرة على إثبات الذات فضلاً عن أن عملية التعلم خلال مسارك المهني سريعة جداً لن تسلمك أبداً إلى الركود وستجد نفسك في كل يوم تحقق نجاحاُ جديداً يقودك إلى نجاحات أخرى بعده ليس لها حدود".
وأضاف: "القطاع الخاص لا يعني فقط الاستثمار في المال وجني الأرباح، بل هو أيضاً استثمار العقل وتنشيط الإبداع واكتشاف الدروب المختلفة إلى التميز وشحذ الهمة باستمرار والاطمئنان إلى أن أيامك لا تشبه بعضها".
وأكد أنك إذا مررتَ بعينيك على خريطة العالم وأحصيت نجوم الأرض ومشاهيرها لن تجدهم إلا أشخاصاً نجحوا بتجاربهم الفردية الخاصة التي أبدعوها، ضارباً المثل في ذلك بمؤسس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي كان مجرد طالب مغمور في المدرسة الثانوية، وساعده هذا الابتكار على أن يصبح مليارديراً شهيراً يتقدم في مسيرة النجاح كل يوم بخطوات واسعة.
وأدار علي آل سلوم، في ختام حديثه، حواراً مع الطلاب بادرهم فيه بالسؤال: "هل منكم من يفكر اليوم في تأسيس مشروعه الخاص وإبداعه الفردي بعد التخرج؟"، فسكت الطلاب لحظة ونهض أحدهم قائلاً: "أنا"!.. عندئذ سأله علي: كم حجم الميزانية التقديرية التي حسبتهَا لهذا المشروع؟. أجاب الطالب: "مليون درهم"، ثم استدرك: "بل مليون ونصف المليون".
عندئذ فاجأه علي وفاجأ الجميع بأن أخرج دفتر شيكاته، وأقسَمَ أنه مستعد لتقديم بالمبلغ له الآن أمام الجميع، لكنه بادره قائلاً: "هل لديك مخطط للمشروع ودراسة جدوى لأطلع عليها"؟. قال الطالب: "ليس معي الآن، بل أستطيع أن أجهزها خلال أسبوع. قال علي: إذن، تعالَ بعد أسبوع وسأقدم لك كل العون والدعم والنصح والإرشاد وسأتابع تطور مشروعك" !